مثّل معرض"إكسبو 2005 للألعاب الالكترونية"انطلاقة في مجال ألعاب الفيديو. واجتذب الملتقى السنوي لصناع ألعاب الفيديو، الذي يعتبر الاضخم من نوعه في العالم، أعداداً كبيرة من الشباب الذين تزدحم بهم قاعات مركز الاجتماعات في مدينة لوس أنجليس ولاية كاليفورنيا الاميركية للاستمتاع بالالعاب الرقمية. وسادت المعرض اجواء شبه احتفالية، بأثر من مشاركة أكثر من 70 ألف محترف متخصص في ألعاب الفيديو. وقال قدامى العاملين في صناعة ألعاب الفيديو إن هذا المستوى من الاثارة يظهر مرة كل خمس سنوات: عندما تظهر ألعاب فيديو كبرى جديدة. ومن هذه الالعاب الرقمية التي جذبت اعداداً غفيرة من الحضور، لعبة"إكسبوكس 360" X-BOX 360 من إنتاج شركة مايكروسوفت، عملاق صناعة انظمة تشغيل الكومبيوتر وبرمجاتيه، التي تدأب منذ سنوات عدة على تدعيم وجودها في سوق الالعاب الالكترونية. ونافست آلة مايكروسوفت، ادوات متطورة مثل"بلاي ستيشن3" Play Station3 التي تصنعها شركة"سوني" SONY اليابانية، وجهاز"ريفوليوشن" Revolution من إنتاج شركة"نينتاندو" Nintando اليابانية ايضاً. وتسعى الشركات كلها إلى الفوز بموقع في"غرفة المعيشة الرقمية" Digital Living Room، في منازل المستقبل، حيث تربط قنوات الموسيقى والتلفزيون والاتصالات وافلام الفيديو, من خلال جهاز كمبيوتر ينسق عملها. الالعاب تندمج مع التلفزة في هذا الاطار، اشارت شركة"الكترونيك ارتس" Electronic Arts، التي تعتبر من كبرى شركات ألعاب الفيديو، الى إن الاعوام المقبلة ستشهد تحولا كبيرا في صناعة الاجهزة والادوات المتصلة مع الالعاب الالكترونية. وتوقعت ان تصبح ادوات تلك الالعاب، مثل"بلاي ستايشن"جزءاً من التمديدات الاساسية في المنازل، وربما عبر كابلات التلفزة. وفي سياق مماثل، رجحت مؤسسة"انترتينمنت سوفت وير أسوسييشن"، التي تعتبر تجمعاً للشركات الدولية في صناعة برمجيات الكومبيوتر والالعاب الالكترونية والتطبيقات الرقمية، إن تصل عوائد صناعة ألعاب الفيديو في العالم الى نحو 28 بليون دولار سنوياً. واعتبرت الامر مهماً من الوجهة الاقتصادية، خصوصاً اذا اخذ بعين الاعتبار أن عمر هذه الصناعة لا يزيد عن 30 عاماً. وقد توقع احد خبراء تلك المؤسسة إن يسعى صناع ألعاب الفيديو إلى مزيد من الانتشار، بحيث تنافس الالعاب الالكترونية الافلام السينمائية. ويذكر ان حجم صناعة الافلام في العالم يبلغ 45 بليون دولار سنوياً. ويسعى صناع ألعاب الفيديو إلى توسيع المجال المستهدف بحيث لا تقتصر شريحتها الاساسية، كما الحال راهناً، على المستخدمين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14و34 عاماً. وفي تصريح الى الصحف الاميركية، اشار كيتا تاكاهاشي مبتكر لعبة"كاتاماري داماسي"، التي حلت في المرتبة الاولى من حيث الابتكار بين الالعاب التي دخلت السوق في العام 2004، الى ان الالعاب ينبغي أن تكون"جزءا سعيداً من حياتنا...أريد أن تمثل أعمالي مشاعر الحب والشباب." وتُنتج لعبة"كاتاماري داماسي"شركة"نامكو" Namko اليابانية. وتتميز تلك اللعبة بأنها تعتمد على احداث الفوضى. ويلعب الدور الرئيسي فيها مخلوق أخضر يتمتع بقدرات خارقة، ومهمته حمل عدد هائل من الاغراض والمعدات وحتى البشر والفواكه، مما يثير الارباك والفوضى من حوله. كومبيوتر جديد يلاقي الترفيه الرقمي وفي اطار المعرض نفسه، أعلنت شركة"سوني"العملاقة للالكترونيات أنها طرحت في الاسواق كمبيوتر محمولاً جديداً من سلسلة"فايو" Vaio. ويحمل الجهاز الجديد اسم"في جي إن-إس 4إم" VGN-S4 . ويتميز بغطاء مطلي بطبقة فضية من الماغنيزيوم. وزودته الشركة ببطاقة غرافيك، من النوع المتخصص في التعامل مع الالعاب الالكترونية، من طراز"جي فورس"، التي تنتجها شركة نفيديا Nevedia ، اضافة الى شاشة بمقاس 13.3 بوصة. ولا يزيد وزن VGN-S4 عن 1.9 كلغ. ويديره معالج الكتروني من نوع بنتيوم إم Pentium-M ، من انتاج شركة"انتل"، سرعته 1.6 جيغاهرتز، مع ذاكرة عشوائية تصل إلى 512 ميغابايت. ويعمل بتقنية سنترينو Centrino ، من صنع انتل ايضاً، للاتصال اللاسلكي مع شبكة الانترنت. كما زود الجهاز بقرص صلب تصل سعته إلى 60 جيغابايت، وسواقة لقراءة الاقراص المدمجة وأقراص الفيديو الرقمية دي في دي والتسجيل عليها. ومن الواضح ان المزايا المختلفة للكومبيوتر المذكور تهدف للتماشي مع التطور المتسارع في مجال الالعاب الرقمية. ويمثل هذا الامر الفكرة الاساسية التي تقف وراء سلسلة كومبيوترات"فايو". المنافسة تشتعل مجدداً في نظم التشغيل وفيما غرق معرض"إكسبو 2005 للالعاب الالكترونية"في منافساته المتعددة، تجددت المنافسة في سوق نظم تشغيل الكومبيوتر Operating Systems. فقد طرحت شركة"مايكروسوفت"نسخة جديدة من برنامج"ويندوز إكس بي بروفيشنال"Windows XP Professional ، المخصص للمستعملين المحترفين، بحيث تتواءم مع الرقاقات الالكترونية التي تعمل بتقنية 64 بايت. والمعلوم ان معظم رقاقات اجهزة كومبيوتر المكتب, وكذلك الحواسيب المحمولة، تعمل برقاقات من نوع 32 بايت. وذكرت الشركة أن النسخة الجديدة من البرنامج تباع بنفس سعر النسخة التي تعمل مع رقاقات 32 بايت. ويعزز النظام الجديد قدرات تطبيقات سطح المكتب مثل تلك المستخدمة في المكونات الرقمية لملفات الفيديو، كما يرفع بنحو 32 ضعفاً، قدرة الذاكرة المادية للحاسوب, وبنحو ألف مرة قدرة ذاكرته الافتراضية. ويمكن للنظام الجديد أيضا تشغيل التطبيقات القديمة. وراهناً، ولا يتوافر عدد كبير من التطبيقات المبرمجة للعمل بسرعة 64 بايت. ولذا، حرصت مايكروسوفت على التذكير بأنها ستطلق عدداً من التطبيقات المتوائمة مع نظام التشغيل الجديد, في الشهور القليلة المقبلة، قد يصل عددها الى نحو 400 تطبيق. وفي سياق منافس، طرحت شركة"آبل"، التي تعتبر المنافس الرئيسي لمايكروسوفت، نظاماً جديداً لتشغيل كومبيوتراتها، اطلقت عليه اسم"تايغر" Tiger ، وترجمتها"النمر". ويعمل بنظام"ماك او اس اكس"، الذي تنتجه الشركة عينها. وفي مؤتمر صحافي عالمي، اسهب ستيف جوبز، المدير التنفيذي لشركة آبل، في مدح مزايا"النمر"الجديد، الذي ساهم بشخصه في صنعه. واوضح جوبز ان النظام الجديد، الذي طرح سريعاً في الاسواق، إن هذا يمثل أهم انجازات الشركة، منذ ابتكارها برنامج"ماكينتوش" Mcintoch الاصلي. وتؤكد الاختبارات الاولية، التي اجراها متخصصون محايدون، صلابة الكومبيوتر الجديد وكفايته. ومن أهم ملامح النظام الجديد، تطبيق"سبوت لايت" Spot Light للبحث في الملفات المخزنة على سطح المكتب، مما يجعله أول نظام تشغيل كومبيوتر في العالم مزود بإمكانية بحث موسعة. ومن المعلوم ان شركات عدة، مثل"غوغل"ومايكروسوفت، اطلقت تطبيقات للبحث في الملفات المخزنة على سطح المكتب، مما يعطي فكرة عن ضراوة المنافسة في هذا المجال. وتشمل إمكانية البحث في"سبوت لايت"أسماء الملفات، ومحتويات رسائل البريد الالكتروني، والوثائق الغرافيكية، وملفات الصور والاغاني الرقمية وغيرها. كما جذب نظام"تايغر"الاهتمام إليه بلوحة التحكم الخاصة به، التي زودت بمجموعة مفاتيح لتشغيل برامج صغيرة تؤدي عدداً من المهام البسيطة مثل جمع معلومات من شبكة الانترنت، وتصنيفها بحسب مواضيعها، مثل تقارير احوال الطقس، أو أسواق المال. ويقدم نظام التشغيل تايغر 14برنامجاً صغيراً من هذا النوع. وحرصت"آبل"على تزويد"النمر"بنظام متطور كامل لحماية الاطفال يسمح للآباء بالتحكم في المواقع التي يتصفحها أطفالهم على الانترنت. ويمكن للآباء على سبيل المثال تحديد الاشخاص المسموح لهم بإرسال واستقبال رسائل إلكترونية من أطفالهم أو التحدث معهم عبر برامج الدردشة الالكترونية. كما تسمح تلك الخاصية عينها، التي أطلق عليها اسم"القائمة البيضاء"، للاباء بتحديد المواقع والبرامج التي يسمحون لاطفالهم بتصفحها. كما أدخلت شركة"آبل"تحسينات على نظامها الامني المنيع اصلاً. ويعتقد العديد من الخبراء أن تلك الشركة نادراً ما تتطرق إلى النظام الامني عند الحديث عن نظام التشغيل، لأنها تتمتع اصلاً بسمعة طيبة في هذا المجال, وخصوصاً بالمقارنة مع السمعة المتخبطة لنظام"ويندوز"من مايكروسوفت. وبالتالي لا تميل شركة"أبل"، في العادة، الى استفزاز مجموعات المتسللين إلى أنظمة الكمبيوتر الهاكرز، لاثبات قدراتها الامنية. هل يقدر النظام الجديد على احراج بيل غيتس صاحب مايكروسوفت؟ اشار كثير من المتابعين الى ان نظام"تايغر"لا يعمل بكفاءة على أجهزة ماكينتوش القديمة. ولذلك يتعين على الشركة إيجاد حل لهذه المشكلة عبر تخصيص مواقع تحديث البرامج على الانترنت. وفي المقابل، لاحظوا ان البرنامج يبدو إيجابياً عند تقويمه بصفة عامة. ومثلاً، اشارت مجلة"إم إيه كاب"التي تصدر في ولاية بافاريا الالمانية، الى إن"مزايا نظام تايغر الجديد تضعه في مرتبة أعلى من سابقيه". وفي المقابل، من المنتظر أن تطرح شركة مايكروسوفت قريبا نظاماً منافساً لتايغر، ومزوداً ايضاً بإمكانية بحث متطورة، يحمل اسم"لونجهورن" LongHorn. وقد اعطت مايكروسوفت تصريحات عدة عن مزايا ذلك النظام. ووعدت بانه سيمثل الحل الافضل لمشاكل جمهور الكومبيوتر في العالم.