سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شعث يكشف ان الاميركيين وعدوا بانسحاب اسرائيل الى مواقع ما قبل الانتفاضة كخطوة تالية لخطة الفصل : زيارة عباس لواشنطن نجحت في إدانة الاستيطان وتثبيث حدود الهدنة واعتبار انسحاب غزة بداية
أزالت تصريحات الرئيس جورج بوش العلنية وتلك التي أدلى بها خلف الابواب المغلقة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، الكثير من المخاوف والتوجسات التي انتابت الجانب الفلسطيني في ظل المواقف المعلنة من اركان الحكومة الاسرائيلية، خصوصا في ما يتعلق بآفاق الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة والاجحاف بالقضايا الرئيسة في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وهي القدس والحدود والدعم الاميركي لها. غير ان"ابو مازن"لم يحصل على ضمانات اميركية"خطية"ملزمة تحول الوعود الى جداول زمنية ملزمة تلجم المخططات الاسرائيلية قيد التنفيذ على الارض قبل الانسحاب الاسرائيلي الموعود من القطاع. واعتبر نائب رئيس الوزراء، وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث في تصريح ل"الحياة"ان الزيارة حققت نجاحاً مهماً في ثلاث قضايا ابرزها ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة"بداية وليس نهاية، وان الخطوة التي ستلي هذا الانسحاب هي عودة كاملة لعملية السلام للتوصل الى حل نهائي في القضايا الرئيسة من دون الاجحاف بأي منها بما فيها القدس، وثانيا ان حدود الهدنة لعام 1949 هي نقطة الانطلاق لمفاوضات الحل النهائي في شأن حدود الدولة الفلسطينية، اضافة الى ادانته الواضحة والصريحة للاستيطان". وقال شعث:"الرسالة كانت واضحة، الرئيس بوش قال للرئيس ابو مازن لا تخشوا الانسحاب من غزة، ما هو الا محطة لن تجحف بقضايا الحل الدائم الذي سيتم التوصل اليه بانهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967". وكشف ان الجانب الاميركي اكد ان انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل ايلول الفين الانتفاضة سيمثل الخطوة التالية"المرحلية القصيرة الامد"بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وان على اسرائيل ان تعيد الى الفلسطينيين هذه المناطق وليس فقط من خلال"تسليم المسؤولية الامنية على بعض المدن فيها". وقال ان الزيارة افشلت محاولات اسرائيل المتكررة التي وصلت أوجها في زيارة شارون الاخيرة للولايات المتحدة بأن تكون خطة"فك الارتباط"هي العنصر الوحيد على جدول المحادثات بين الجانبين الاميركي والفلسطيني، وان تصريحات بوش عن الاستيطان وحدود الهدنة والجدار، وان كان تطرق للاخير بشكل مبهم، وضرورة عدم الاجحاف بأي من قضايا الوضع الدائم بددت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الاخيرة التي قال فيها ان الانسحاب من غزة سيثبت سيطرة اسرائيل على الضفة الغربية. ورفض شعث تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بأن تصريحات بوش"لم تأت بجديد"، موضحا انها جزء من الموقف الاسرائيلي التقليدي الذي يسعى دوما الى التخفيف من اي تغيرات في الموقف الاميركي في اطار العلاقة الوجودية التي تربط اسرائيل بالولايات المتحدة"بحبل سري". وقال ان اشارة الرئيس الاميركي الواضحة الى حدود الهدنة 1949 دليل على التغيير. رغم ذلك، اوضح شعث أن الرئيس الاميركي لم يقدم خطوات"عملية"تعزز تصريحاته ومواقفه النظرية باسثناء الدعم المالي المحدود الذي تمثل بتخصيص 50 مليون دولار للسلطة الفلسطينية. واكدت مصادر في الوفد الفلسطيني ل"الحياة"ان"ابو مازن"اعرب عن"رضاه الشديد"ازاء النتائج التي تمخضت عنها زيارته، مشيرة الى اللقاء مع كل من نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حيث"تحدث الجانبان بوضوح عن التزام اميركي بمواصلة عملية السلام وتنفيذ خريطة الطريق الى النهاية". واشارت المصادر الى ان لقاء القمة بين الزعيمين"هدأ من روع"الرئيس الفلسطيني موقتا الى حين تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وهو الحدث الذي تعتبره واشنطن مفصليا لفتح باب المفاوضات السياسية من جديد مع اسرائيل يتبين بعده الخيط الابيض من الاسود في الموقف الاميركي ازاء"خريطة الطريق"التي ترى اسرائيل فيها نهاية لها، بينما اكد الجانب الاميركي انها بداية لطريق طويل رفض الرئيس الاميركي هذه المرة تحديد موعد لمحطتها النهائية وهي اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا.