عندما تسير عبر العاصفة... ابق رأسك شامخاً لا تخف الظلمة... في نهاية العاصفة هناك سماء ذهبية سر في العاصفة... سر تحت المطر وعلى رغم ان احلامك قد تهوي وتطير ابق سائراً... ابق سائراً والامل في قلبك فلن تسير وحيداً ابداً... لن تسير وحيداً ابداً هكذا غنى آلاف الليفربوليين في اسطنبول في ليلة تاريخية توجتهم ابطالاً لأندية اوروبا مثلما غنوا اربع مرات في السابق. الفارق، ان هذه المرة تطابقت كلمات اغنيتهم الشهيرة مع كل دقيقة في هذه الليلة الغريبة. فمن كان يتخيل في بداية الموسم او في بداية مسابقة دوري الابطال او في بداية المباراة النهائية او حتى في بداية الشوط الثاني، ان يتوج الفريق الذي يقوده مدرب جديد تركه ابرز مهاجميه مايكل اوين الى ريال مدريد، فغير جلد الفريق وجلب لاعبين بحاجة الى تأقلم، وعانى في بطولة الدوري، وتأهل متعلقاً بقشة الى الدور الثاني من المسابقة وتأهل الى المباراة النهائية بهدف لم يثبت المراقب التكنولوجي صحته، وتأخر بثلاثة اهداف في الشوط الاول من المباراة النهائية... فمن تخيل ان يحمل ستيفن جيرارد الكأس في نهاية ليلة العجائب. ربما كان جيرارد نفسه يردد اغنية اشهر ابناء مدينة ليفربول جون لينون"تخيل"حتى اصبح المستحيل واقعاً واصبح جيرارد ثاني اصغر قائد يحمل الكأس بعد الفرنسي ديديه ديشان عندما رفع الكأس لمرسيليا في العام 1993. لن يعود التركيز على"المدرب من نوع خاص"وصاحب المعجزات البرتغالي جوزيه مورينيو، فرفائيل بنيتيز صاحب اكبر معجزة كروية هذا الموسم، والفارق ان ليست لديه ثروة بليونير روسي يبددها اذا واجهته مصاعب وعقبات... ف"الثعلب"الاسباني تألق في مباريات الكؤوس ورسم الخطط التكتيكية وقلب مجريات اللعب بقرارات جريئة، والشوط الثاني امام ميلان شاهد على مكره. احتفظ ليفربول بالكأس الى الأبد كونه فاز بها في خمس مناسبات متفرقة، ويحق للفائز ثلاث مرات متتالية ايضاً ان يحتفظ باللقب، ولكن الغريب ان بطل الابطال الجديد هو صاحب المركز الرابع في الدوري الانكليزي الموسم الماضي والذي اهله الى الدور التمهيدي لهذه المسابقة، والحقيقة انه لم يتوج بطلاً لبطولة بلاده منذ العام 1990، اذاً هو دوري الكبار والعمالقة والفرق العريقة وليس دوري الابطال. السؤال المهم الذي قد يخفت وهج فرحة ليفربول هو هل سيسمح لبطل اوروبا الجديد الدفاع عن لقبه الموسم المقبل؟ الجواب سيصله بعد نحو اسبوعين عندما تجتمع لجنة خاصة من الاتحاد الاوروبي لتقرر ان كان سيسمح لصاحب المركز الخامس في انكلترا المشاركة في المسابقة، علماً ان الفرق الاربعة الاولى في ترتيب الدوري تتأهل اليها. كانت جماهير ليفربول تعلم حتى في نهاية الشوط الاول ان الانتصار سيكون حليفها، فهم يؤمنون بشدة بان"التاريخ يعيد نفسه"، فبثوا رسائل الكترونية تفيد احداها ان"في العام 1978 فاز منتخب ويلز للركبي بكأس غراند سلام، وتوفي بابا الفاتيكان واحرز ليفربول كأس ابطال اوروبا... والآن في 2005 احرز منتخب ويلز للركبي كأس الغراند سلام وتوفي البابا يوحنا بولس الثاني وليفربول...". وتقول اخرى:"في العام 1981 تزوج الامير تشارلز الاميرة ديانا، وعرض البرنامج التلفزيوني"دكتور هو"وليفربول فاز بكأس ابطال اوروبا... والآن في 2005 تزوج الامير تشارلز كاميلا باركر بولز وعرضت حلقات مجددة من"دكتور هو"وليفربول...". والاهم انهم يؤمنون بأغينتهم الشهيرة التي رددوها طوال الفترة الفاصل بين شوطي المباراة..."لن تسير وحيداً ابداً".