ادعى أحد كبار المفتشين السابقين عن الأسلحة ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين ربما لجأ الى"هالة من الغموض"لتضخيم قدرات ترسانته العسكرية قبيل حرب الخليج الثانية و"كذب على الارجح"في شأن أسلحة الدمار الشامل بدافعي"الكبرياء وإرهاب إيران". وقال تشارلز دولفر رئيس الفريق التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي اي الذي تولى بعد غزو العراق عام 2003 التفتيش عن الاسلحة العراقية المزعومة، ان"تهديد ايران كان حقيقياً بالنسبة الى صدام الذي كان يريد أن يترك انطباعاً بامتلاكه أسلحة أكثر مما كان لديه في الواقع". وفي كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية سُمح بتغطيتها اعلامياً أوضح دولفر"كان هناك في العراق قلق أكبر مما كنا نتصوره نحن هنا في واشنطن من الخطر الذي تمثله ايران... ومشاعرنا هنا كانت مختلفة عن المشاعر في بغداد". وقال:"كان صدام مدركاً من دون شك للتقديرات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل الايرانية وبدأ باضفاء نوع من الغموض على قدراته". واشار الى ان"النرجسية وزهو صدام بنفسه"لعبا دوراً كبيراً في التعتيم الذي فرضه على قدراته التسليحية لانه كان يريد أن يكون رائداً في العلم والتكنولوجيا، بما في ذلك القدرات النووية. وخلص التقرير الذي أعده فريق مفتشي الأسلحة، الذي رأسه دولفر، في السادس من أكتوبر تشرين الأول الى عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، وهي الذريعة التي رفعتها الولاياتالمتحدة لشن الحرب عام 2003. وذكر التقرير أن العراق لم يملك أسلحة دمار شامل لمدة أكثر من عشر سنوات قبل الغزو، لكنه أشار الى ان صدام كان يأمل أن يعيد مستقبلاً برنامج الاسلحة غير التقليدية ورفض السماح للعلماء الماهرين بمغادرة البلاد. وذكر دولفر ان صدام حاول اخفاء برامج أسلحته، خصوصاً المواد المستخدمة في الاسلحة البيولوجية والكيماوية التي يسهل اخفاؤها أكثر من المنشآت النووية أو الصواريخ. وقال دولفر ان"صدام كان مستاء من تجول المفتشين في البلاد ما أدى الى ريبة بين العراقيين وفرق الاممالمتحدة". وتابع ان العراق قرر عام 1998"انه بغض النظر عما كان يفعله فان الولاياتالمتحدة خصوصاً لن تسعى الى حل قضية العقوبات"لذلك قطعت بغداد تعاونها مع المفتشين. وحاول صدام بعد ذلك"استغلال الانقسامات بين القوى الكبرى ودفع رشاوى في كل أنحاء العالم في محاولة لكسر الحصار الدولي الذي فُرض على العراق في أعقاب غزو الكويت عام 1990". وتحدث المفتش السابق عن إخفاق أجهزة الاستخبارات الأميركية في تحديد دوافع صدام الحقيقية ولفت في الوقت نفسه الى"قصور مخابراتي"لدى صدام عندما لم يدرك أن الولاياتالمتحدة ستنفذ تهديداتها بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر. وتتوافق تصريحات دولفر مع ما أعلنه الرئيس السابق لفريق المفتشين الدوليين هانز بليكس عام 2003 عن اعتقاده بأن صدام دمر ترسانته من أسلحة الدمار الشامل قبل أعوام وتظاهر طوال تلك الفترة بامتلاكها لردع أي نيات عدوانية.