فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل توجهه امس الى واشنطن انه سيطلب من الرئيس الاميركي جورج بوش خلال محادثاتهما غداً الخميس"التمسك بخريطة الطريق تمسكاً فعلياً"، أكد معلقون سياسيون اسرائيليون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الموجود حالياً في واشنطن يعمل على إفشال زيارة"ابو مازن". واستبق شارون وصول"أبو مازن"الى الولاياتالمتحدة باعلانه من على منبر لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية أيباك، وهي اللوبي اليهودي الاميركي الواسع النفوذ أمس، أن"نزع سلاح الفصائل الفلسطينية شرط أساسي"قبل العودة الى خريطة الطريق. راجع ص 7 ووعد شارون بأن يقترح على حكومته اطلاق 400 أسير فلسطيني فور عودته الى اسرائيل آخر الأسبوع واعرب عن استعداده"لتقديم التنازلات"طالما أن"ليس هناك تجاوز للخط الأحمر واستهداف لأمن اسرائيل". واعتبر أن التفاهم الأميركي - الاسرئيلي اليوم يرتكز الى رسالة 14 نيسان ابريل 2004 من الرئيس جورج بوش اليه، والتي تعرف ب"رسالة الضمانات"، وهي تدعم خطة الانسحاب من غزة وتعترف"بالتغييرات الجديدة على الأرض"من ضمنها الكتل الاستيطانية اليهودية الضخمة المقامة في الضفة الغربية. وأكد شارون"أن خطة الانسحاب من غزة"التي تبنتها"ايباك""تضمن عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل". وسيلتقي الرئيس عباس الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وأعضاء من الكونغرس. وأكدت مصادر مطلعة قريبة من السلطة الفلسطينية ل"الحياة"أن"هناك تفاهماً أميركياً - فلسطينياً على موضوع نزع السلاح"، واتفاقاً ضمنياً على"ترك المسألة ضمن الساحة الداخلية الفلسطينية والاكتفاء اليوم بعملية ضبط تهريب السلاح واستكمال الهدنة". وكان الرئيس عباس قال في حديث للاذاعة الفلسطينية قبل سفره الى واشنطن عن طريق العاصمة الاردنية عمّان حيث التقى الملك عبد الله الثاني:"ان الحكومة الاسرائيلية رغم اعلان الهدنة قامت بعمليات اغتيال واعتقال وباعمال استفزازية"، موضحاً ان"الاسرائيليين اوقفوا استكمال انسحابهم من المدن ولم يستكملوا عودة المبعدين ولا تزال قضية الاسرى تراوح مكانها". وكتب كبير المعلقين في صحيفة"يديعوت احرونوت"الاسرائيلية ناحوم بارنياع امس ان تزامن زيارة عباس مع زيارة شارون للمشاركة في مؤتمر"ايباك"صبّت في مصلحة الأخير"وأجهضت العناق الاميركي المتوقع لعباس والسلطة الفلسطينية". وأضاف ان اسرائيل طلبت من واشنطن ألا تقدم أي ضمانات سياسية للفلسطينيين. الى ذلك، عقد الوفد الأمني المصري الذي يزور قطاع غزة حالياً سلسلة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية حول قضيتين مهمتين: الخلافات الحادة بين حركتي"فتح"و"حماس"حول نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، والتهدئة المعلنة، فضلاً عن قضايا آخرى. والتقى الوفد"حركة الجهاد الاسلامي"والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، بعد لقاء مع"فتح"ليل الاثنين - الثلثاء. واعتبرت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"ان خلاف"فتح"و"حماس"يقع في خانة الاستقطاب بين الحركتين و"يجب حله في اطار وطني، وليس ثنائياً، من خلال تطبيق تفاهمات القاهرة"التي توصلت اليها الفصائل والسلطة الفلسطينية اواسط اذار مارس الماضي. واشارالقيادي البارز في"الجهاد الاسلامي"محمد الهندي الى ان الحركة بذلت خلال اليومين الماضيين جهوداً للوساطة بين "فتح" و"حماس".