وصف ممثل مقتدى الصدر في بغداد الشيخ عبدالهادي الدراجي، المحادثات التي أجراها ممثلون عن تيار الصدر مع شخصيات قيادية في"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"و"منظمة بدر"وممثلين عن العرب السنة بأنها"مثمرة". وقال الدراجي ل"الحياة"ان"التيار يبذل كل الجهود لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، بهدف لم شمل جميع الأطراف، وإزالة التوتر"، نافياً أنباء عن أزمة يشهدها التيار قد تؤدي الى تفككه، لا سيما بعدما طالب مقتدى الصدر بمنع اصدار أي فتوى باسمه من مكاتبه في المحافظات العراقية، لا تحمل توقيعه. وذكر الدراجي أن"أطرافاً تحاول التآمر على التيار وإلغاء دوره الوطني". الى ذلك، قال ل"الحياة"رضا جواد تقي القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"ان المجلس فتح قنوات اتصال مكثفة بالعرب السنّة لاستئصال الخلاف بين الطرفين، لافتاً الى أن المجلس"لمس تفهماً لدى الاطراف التي تتفق معه على ضلوع تحالف يثير النعرات الطائفية، يضم أزلام النظام السابق والمتشددين من اتباع أبي مصعب الزرقاوي". وزاد:"عثرنا على دلائل كثيرة الى وجود مخطط لتفجير حرب أهلية في البلاد، من خلال إصدار بيانات مزيفة لهيئات وحركات شيعية وسنية، وقتل أطراف شيعية في منطقة معينة وقتل زعماء سنة في منطقة أخرى، من أجل دق أسفين الطائفية في البلد". وأكد تقي استمرار المداولات مع أطراف في الحزب الإسلامي والوقف السني الى جانب"هيئة علماء المسلمين"، لا سيما في ما يتعلق باتهام الشيخ حارث الضاري قوات"منظمة بدر"باغتيال مجموعة من علماء العرب السنة، مشيراً الى أن الطرفين يرغبان في وأد الفتنة. وأبلغ الشيخ حارث العبيدي عضو مجلس شورى الهيئة،"الحياة"أن الهيئة"طرحت ميثاق شرف يحتوي مجموعة من النقاط، أهمها رفض حملات الدهم والاعتقالات العشوائية، والمطالبة بأن تقتصر عملية الدهم على المؤسسات الأمنية من دون اشتراك الميليشيات فيها، اياً تكن الأسباب". وذكر ان الهيئة"ستطرح الميثاق على المجلس الأعلى، لاعتماده من الطرفين وإنهاء الخلافات والتوتر بينهما". عصام الراوي، عضو مجلس شورى الهيئة قال ل"الحياة"إنها"أصدرت أكثر من 40 بياناً دانت فيها الارهاب وحرّمت سفك دماء العراقيين، وفي مقدمهم رجال الشرطة والحرس الوطني". وأشار إلى ان الهيئة حرمت سفك دماء المدنيين عموماً"بمن فيهم الاميركيون والبريطانيون العاملون في مؤسسات الاغاثة والاعلاميون وغيرهم"، ولفت إلى ان"الجندي الاميركي ومن يسانده في شكل مباشر، هما فقط لا تستثنيهما الهيئة". وانتقد"مخاطبة الحكومة زعماء السنّة بطريقة تظهرهم وكأنهم لا يدينون الارهاب"، ولفت إلى ان الحكومة الحالية"تتعامل مع الرأي الآخر الذي يخالفها باعتباره محاولة لاسقاطها تضعها تحت عناوين العداء"، وحضها على"تبني خطاب وطني، بعيداً عن المسميات الشيعية والسنية"، وحل الميليشيات الحزبية بما فيها الميليشيات الكردية. وصرح عدنان الدليمي رئيس الوقف السني الى"الحياة"بأن"الوقف دان بشدة العمليات الارهابية في أكثر من مناسبة، وندين الاعتداءات على الحرس الوطني والشرطة وأي مواطن عراقي". في الوقت ذاته، اعتبر الحزب الاسلامي العراقي،"هدر الدم العراقي حراماً"، وخطاً لا يمكن تجاوزه. وأشار طارق الهاشمي، الأمين العام، إلى ان الحزب"يدين سفك الدم العراقي داخل الدولة أو خارجها". وحض على منع محاولات لتحويل الحرس الوطني والشرطة الى"أجهزة قمعية كما كانت الحال في عهد صدام حسين".