تشاور الرئيس محمود عباس ابو مازن مع نظيره المصري حسني مبارك الذي استقبله أمس في منتجع شرم الشيخ، حيث بحث الزعيمان في محاولة تثبيت الهدنة التي كانت الفصائل الفلسطينية أعلنتها في مؤتمر عقد في القاهرة، كما بحثا في برنامج زيارة"ابو مازن"للولايات المتحدة غداً. وأوضحت مصادر مصرية أن القاهرة تسعى الى تفعيل تفاهمات شرم الشيخ باعتبارها جزءاً من عملية السلام الشامل، وليست هدفاً في حد ذاته. وذكرت أن رئيس جهاز الاستخبارات المصري عمر سليمان سيقوم قريباً بزيارة لاسرائيل ورام الله بهدف تحريك عملية السلام وتثبيت تفاهمات شرم الشيخ، خصوصاً ما يتعلق بعدم التزام اسرائيل تنفيذ ما جاء فيها، مثل اطلاق المعتقلين وموضوع الانسحابات. وقال"ابو مازن"إن زيارته الحالية"تأتي بهدف التشاور مع الرئيس مبارك في المواضيع التي يمكن مناقشتها في الولاياتالمتحدة خلال زيارته المقبلة لها"، موضحاً أن أجندته السياسية تتضمن مطلباً أساسياً هو أن تقدم الولاياتالمتحدة دعماً سياسياً يتمثل في تطبيقها ل"خريطة الطريق"، وكذلك دعم الاقتصاد الفلسطيني. وجدد مطالبته الجانب الاسرائيلي بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ، وقال إن اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيعقد يوم 7 حزيران يونيو المقبل، لكنه موعد مقترح حتى الآن. وعما يتردد في شأن ابعاد"حماس"عن الحركة السياسية لعدم رضى اسرائيل عنها ومدى صحة ذلك، قال الرئيس الفلسطيني أن ذلك"غير صحيح لان حماس شاركت في الانتخابات المحلية ونجحت في بعض الدوائر وستشارك في الانتخابات التشريعية لتصبح جزءاً من النظام السياسي، ولا أحد يستطيع أن يمنعها إذا نجحت من أن تكون جزءاً من هذا النظام". وقلل من تأثير الاحداث الاخيرة في غزة بعد العملية الاسرائيلية باغتيال احد قيادات"حماس"، وقال:"إن الاحداث خفيفة وأعتقد أن الامور بدأت السيطرة عليها ولا يوجد أي اثر سلبي على الزيارة التي سأقوم بها للولايات المتحدة من هذه الناحية". من جهته، نفى وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور ناصر القدوة امكان عقد لقاء بين الرئيس عباس وشارون على هامش زيارة الزعيمين لواشنطن. واعلن ان زيارة عباس ستبدأ غداً بلقاء قمة مع الرئيس جورج بوش. وأوضح القدوة في تصريح في غزة أمس انه سيتم خلال القمة"بحث العملية السياسية والعلاقات الثنائية وكيفية الزام اسرائيل بتطبيق تفاهمات شرم الشيخ والاتفاقات الاخرى". واشار الى ان عباس"سيطالب الاميركيين بتقديم الدعم الاقتصادي والمالي مباشرة للسلطة وليس عبر المنظمات الاهلية والمدنية، على عكس ارادة الكونغرس الذي يريد هذا التوجه للقفز عن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها"، علماً ان عدداً قليلاً من المنظمات الأهلية الفلسطينية تقبل تمويلاً أميركياً من خلال الوكالة الدولية للتنمية الدولية"يو اس ايد توداي"لأنه مشروط بإدانة ما تصفه"بالارهاب"وتتعهد من خلال التوقيع على وثيقة"عدم دعم اي منظمات او اشخاص ارهابيين". وأضاف ان عباس سيعقد على هامش الزيارة لقاءات مع مسؤولين اميركيين وكاديميين ومفكرين وصناع قرار، معرباً عن امل السلطة في ان تحقق الزيارة"تدعيم العلاقات المشتركة من أجل تهيئة المناخ لسلام حقيقي والضغط على اسرائيل لتطبيق التفاهمات السياسية". وشدد على ان الجانب الفلسطيني سيسعى من خلال القمة الى"ضمان تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واربع مستوطنات صغيرة معزولة شمال الضفة في اطار خطة خريطة الطريق وعلى أساس رؤية الرئيس بوش في شأن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والتواصل الجغرافي ومنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية". وقال مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الامن جبريل الرجوب ل"فرانس برس"ان عباس"سيعرض كل ما انجزه الفلسطينيون خصوصاً الهدنة والاصلاحات الامنية والقضائية وتدعيم المسيرة الديموقراطية من خلال الانتخابات". واضاف ان"الرئيس سيطلع بوش على الانتهاكات الاسرائيلية التي تنسف ما يبذل من جهد لعودة الهدوء وتحريك المفاوضات"، و"سيبين له ان قيام الدول الفلسطينية المستقلة هو الضمانة الافضل للاستقرار في المنطقة وعامل اساسي في مكافحة الارهاب الذي يؤججه الاحتلال".