بعد أن أثبتت الرحلات البحرية نجاحها على مدى واسع من الزمن، وزاد الإقبال عليها وعلى مقاصدها المتنوعة، أصبحت الشركات تتنافس من أجل إرضاء زبائنها بتحويل سفنها إلى مدن عائمة تضم كل مزايا الرفاهية والمتعة وتنقل ركابها من مشارق الأرض إلى مغاربها. وتم تجهيز هذه السفن بكل المواصفات التي تضمن راحة المسافر ضمن خلطة من التكنولوجيا المتقدمة والطراز الكلاسيكي. تتنوع في هذه السفن الفعاليات المختلفة، فالمسابح المغطاة والمكشوفة متعددة ومتوزعة في أرجاء السفينة إلى جانب المنتجعات الترفيهية والرياضية. أما المسارح ودور السينما فلا تقل جودة عن أهم المسارح العالمية من حيث التجهيز والنوعية حتى في تقديم العروض الحية يومياً. وكذلك المطاعم التي تقدم أفضل الوجبات ضمن أجواء تتراوح بين الرومانسية والحياة السريعة، هذا عدا عن أكشاك الوجبات السريعة والمثلجات والحلويات التي تقدم طوال اليوم مجاناً. في اللحظة التي تمخر السفينة عباب الموج سيكون المسافر في سباق مع الزمن. الاختيارات الترفيهية متعددة على ظهر السفينة، بالاضافة إلى البرنامج اليومي الذي يختص بكل جزيرة تتوقف عندها السفينة من سباحة وغوص وألعاب مائية على الشواطئ الرملية ورحلات استكشافية للجزر وأعماق المحيطات ورؤية الحيوانات البحرية المتنوعة. لم يغفل مصممو هذه السفن والقائمون على خدمتها صغار العمر من الأطفال، فهناك أندية خاصة بهم مقسمة حسب الأعمار، والفريق المسؤول عبارة عن أشخاص مؤهلين للتعامل مع فئات عمرية مختلفة ما يضمن وقتاً مثالياً لهم ولآبائهم. تختلف المطاعم على متن هذه الرحلات عما هو متعارف عليه بما تقدمه من راحة ومتعة للمسافر، إذ جرت العادة على تحديد وجبات المسافر المسائية ما يتيح له فرصة حضور العرض المسرحي الذي يسبق أو يلي وجبة العشاء، وبحيث ينتقل يومياً بين مطاعم السفينة الفاخرة وينتقل معه الفريق الذي يخدم طاولته. هذا الترتيب يضمن للمسافر فرصة الاستمتاع بالبرنامج الترفيهي اليومي المختلف في كل المطاعم. أهم ما يميز هذه الرحلات أن المرافئ التي تستقبل السفن السياحية تتوزع في معظم أنحاء العالم بحيث يتم تحديد نقطة الانطلاق بناء على مكان إقامة السائح من جهة والفترة الزمنية المقررة لاجازته من جهة أخرى. تستهدف هذه الرحلات أهم المواقع السياحية العالمية، فمن جزر الباهاما إلى جزر الكاريبي برحلة قد تتراوح بين أربع وعشر ليالي ويكون الإبحار ليلاً والتمتع بالجزر نهاراً. كذلك الرحلات الخاصة إلى الاسكا وجزر برمودا حيث لا يوجد مكان يشبهه في العالم كما قال الكاتب مارك توين. وقد يعود ذلك إلى شكل الجزر السبع التي تم وصلها بجسور حتى أصبحت تشبه خطاف السمك كما يقال. وقد تكون أهم الرحلات عبور قناة باناما حيث المغامرة لا تنسى، فالسفينة تخترق القناة متيحة للركاب فرصة التمتع بالمناظر خلال مدة تتراوح بين 10 و18 ليلة. قد يكون السفر بهذه الطريقة"سياحة قديمة"، إلا أن تحديث السفن اليوم أعاد إحياءها في محاولة لتقديم فرصة التعرف على أشهر المواقع السياحية العالمية برحلة واحدة فريدة تجمع بين الراحة والمتعة والاكتشاف.