يرى كثر من الخبراء ان تقليد الأدوية في دول الشرق الأوسط بات منتشراً إلى حد تعريض حياة المرضى للخطر. وفي ازمان سابقة، لم يحظ تقليد الأدوية بكثير من الاهتمام، بسبب النظر إليه كمشكلة"خارجية"تقتصر على الأسواق الهندية والصينية. ولم تلبث هذه المشكلة ان انتشرت في العالم أجمع، وباتت تؤثر بصورة مضطردة في حياة المرضى في الدول العربية. ويتراوح تقليد الأدوية بين إنتاج أدوية تماثل العقاقير التجارية من دون أخذ الاذن من شركاتها الأصلية أي بتجاوز حقوق الملكية الفكرية للدواء، إلى إنتاج أدوية مزيّفة كلياً. وانتشرت هذه الممارسات اقليمياً في الفترة الأخيرة. ويعود هذا الانتشار جزئياً إلى الطلب المتنامي على أدوية الضعف الجنسي! وعلى سبيل المثال، يشير الدكتور محمد خليفة، المسؤول عن منتجات المسالك البولية والذكورة في شركة"فايزر"Pfizer الى ان" تناول الأدوية المقلدة، التي يُصنع الكثير منها في ظروف غير صحية، وباستخدام مواد كيماوية غير مدروسة جيداً، يولد نتائج وخيمة للغاية على صحة المريض، وربما هددت حياته...قد تقود هذه الأدوية إلى مقاومة الجسم للدواء، وفقدان الثقة بين المرضى من جهة، والأطباء والصيادلة والعاملين في الحقل الطبي، من جهة أخرى". وامتدحت مجموعة من الشركات العالمية للأدوية جهود المشرّعين في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، في مواجهة هذه المشكلة. ونصحوا المرضى بتوخي المزيد من الحذر إزاء الأدوية المزيفة. وتأثرت الصناعات الدوائية ايضاً، تأثراً شديداً بالأدوية المقلدة، في ظل سعي المقلدين إلى استهداف الأدوية شائعة الاستخدام كالمضادات الحيوية، ومسكنات الألم وغيرها. ولا تحتوي بعض تلك الأدوية المزيفة على أكثر من صودا الخبيز أو بودرة التالك، وربما احتوت أحياناً على مواد أشد خطراً، مثل مضادات تجمد الدم. وفي حال تزييف أدوية القلب أو ضغط الدم، قد تكون النتائج مميتة. وقد وصل الأمر في بعض الحالات إلى ملء عبوات الأدوية المخدرة بالمياه المقطرة أو الكحول. وتشهد حالات توزيع المنتجات الدوائية غير الآمنة ارتفاعاً كبيراً حول العالم، كما تفيد التقارير التي تشير إلى تلقي المرضى أدوية مقلدة، وتناولها من دون علم منهم. وتبدو أغلفة هذه الأدوية مصنوعة بجودة وإتقان الأدوية الأصلية، إذ يقلد منتجو الأدوية المقلدة الرموز الخطية، والمغلفات الداخلية، وحتى العلامات ثلاثية الأبعاد.