حكمت المحكمة العسكرية في تكساس على الجندي الاميركي تشارلز غرانر 36عاما الذي دين بتهمة تعذيب السجناء العراقيين في معتقل ابو غريب، بالسجن عشر سنوات، بالاضافة الى طرده من الجيش بعد خفض رتبته وحرمانه من كل مستحقاته المالية. وكان الضباط العشرة الذين يشكلون هيئة المحكمة العسكرية، وجميعهم من المحاربين السابقين في العراق وافغانستان، دانوا غرانر في التهم العشرة الموجهة اليه. ووجهت المحكمة الى غرانر تهمة التآمر لاساءة معاملة معتقلين وامتناعه عن حمايتهم من التعذيب والاعمال القاسية والاعتداءات والاعمال المشينة. واتهم ايضا بإرغام معتقلين على ممارسة العادة السرية والتظاهر بممارسة الجنس عن طريق الفم. وذكر القرار الاتهامي ان غرانر اساء معاملة سجناء بهدف التسلية. ولم يبد غرانر اي رد فعل عند النطق بالحكم وبدا هادئاً قبل نقله الى السجن وهو مكبل اليدين والرجلين. ولدى سؤاله عما اذا كان نادما على ارتكاب هذه الانتهاكات صمت غرانر لبرهة قبل أن يجيب"ربما يكون فاتكم أنه كانت هناك حرب جارية، تحدث أشياء سيئة في الحرب... نفذت أمراً غير قانوني على ما يبدو". وفي أول تصريح له في شأن الفضيحة اعترف غرانر للمحلفين العشرة بأنه تصرف على نحو خاطىء، بيد أنه قال انه شكا لرؤسائه من هذا مراراً وتكراراً وانهم أبلغوه بأن يواصل هذه المعاملة. وخلال شهادته التي استمرت ساعتين ونصف الساعة كان غرانر يبتسم من وقت الى آخر، وتحدث بثقة وبالتفاصيل عن دوره في الفضيحة التي اثرت سلباً على صورة الولاياتالمتحدة. وقال غرانر وهو أول جندي يحاكم في قضية الانتهاكات:"لم أستمتع بأي شيء قمت به هناك. كان كثير منه خطأ وكثير منه اجرامياً". وقال ممثل الادعاء الميجر مايكل هولي خلال مرافعته التي طالب فيها بأقصى عقوبة وهي السجن 51 عاماً"العدو يحتاج الى نقاط يحشد التأييد حولها... وقد وفر المتهم الكثير في هذا الصدد. ان انزال أقصى عقوبة في هذه القضية ملائم اكثر من أي قضية أخرى على الاطلاق". وصرح غرانر الذي شوهد مبتسماً في صور لانتهاكات مثل تكديس معتقلين عراقيين عراة على شكل هرم"ان هذا النوع من المرح كان السبيل الوحيد للتعامل مع البيئة القاسية لسجن ابو غريب الذي كان ذات يوم أسوأ سجون الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين". وأضاف:"أشياء كثيرة قمنا بها كانت قاسية للغاية واذا لم ننظر اليها من الجانب الفكاهي لم يكن هناك من سبيل للتعامل معها... حين كنت أعلم أن أحداً سيلتقط صورة كنت ابتسم. هذا هو التفسير الوحيد لدي". وخلال أقواله أمام هيئة المحلفين التي طلب فيها اعطاءه فرصة أخرى كجندي، لم يتطرق غرانر الى أبشع الوقائع التي جرت خلال الفترة التي أمضاها في سجن ابو غريب مثل اقامة هرم العراة أو وضع طوق كلب حول رقبة سجين عار. وقال غرانر انه أجبر على معاملة السجناء بها. وقال:"لم نكن نعامل السجناء بالطريقة التي كان من المفترض أن نعاملهم بها. لم أتوقف عن الشكوى". وذكر اسماء عدد من المسؤولين الذين يحملون رتباً أعلى وقال انه شكا لهم من الظروف أو المعاملة المفروضة على السجناء مثل حرمانهم من النوم واجبارهم على تناول لحم الخنزير. ونقل عنهم قولهم له:" نفذ الاوامر واستمر في ما تفعله". وأضاف:"مثل أي جندي جيد أو أي جندي صغير سيء كانت الاجابة: حاضر سيدي. وكنا نعود لما نفعله". ودين أربعة آخرون بعد توصلهم الى اتفاق يقضي باعترافهم بأنهم مذنبون في مقابل تخفيف العقوبات الموجهة ضدهم في القضية. وقال غرانر انه منزعج من رؤية الناس لشخصيته وأضاف:"تناقلوا الحديث عني بشكل سيء في ما يتعلق بتديني وبأنني لست مسيحياً صالحاً". وبحسب قواعد المحكمة العسكرية فإنه يحق لغرانر تلقائياً آستئناف الحكم امام محكمة الجرائم العسكرية، كما يحق له تقديم طلب عفو الى القائد العام. وفي جلسة محاكمة عقدت مساء الجمعة الماضي وصف والدا غرانر ابنهما بأنه"ابن بار واب طيب لطفليه".وقالت امه ايرما غرانر لهيئة المحلفين"انه ليس وحشاً كما يجري تصويره. سيظل دائماً بطلاً في عيني".