كشف مصدر قضائي أردني ل"الحياة"ان الأجهزة الأمنية فككت مجموعتين إرهابيتين تضمان 12 عنصراً، كانوا يخططون للقيام بأعمال عسكرية ضد اسرائيليين عبر الأراضي الأردنية، وتنفيذ اعتداءات على السياح الاجانب في الأردن. وحسب لائحة الاتهام التي حصلت عليها"الحياة"فإن المجموعة الأولى ألقي القبض عليها في شباط فبراير الماضي، وكانت تضم ثمانية عناصر وتنتمي إلى"حركة الجهاد الإسلامي"وهم علي ممدوح العمري، محمد صبري الجندي، يوسف عبدالله السويطي، محمود محمد أبو عايد، عماد سليمان عبيدات، هواري بومدين الدرسية، عبدالرحيم إبراهيم شلبية، فيما لا يزال المتهم الثامن عبدالمعطي أبو معيلق فاراً من وجه العدالة ويعتقد انه يقيم في سورية وهو محكوم لدى القضاء الأردني بالإعدام لدوره في قضية اغتيال ديبلوماسي أردني في بيروت العام 1995. واسندت النيابة العامة لأفراد المجموعة تهمتي"المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، والشروع بأعمال لم تجزها الحكومة، من شأنها تعريض البلاد لخطر أعمال عدائيه وتعكير صلاتها بدولة اجنبية". وفي حال إدانة المتهمين بهذه التهم فإنهم سيواجهون عقوبة الإعدام، وحسب لائحة الإتهام فإن أفراد المجموعة تأثروا بأفكار الداعية الاردني ابو محمد المقدسي الذي يعتنق الفكر التكفيري واتفقوا على تنفيذ عمليات"جهادية"في الأردن ضد السياح الاجانب وبخاصة الاسرائيليين في شمال المملكة والاعتداء على المطاعم والفنادق والباصات التي يستخدمونها والتخطيط لعبور الحدود الأردنية الغربية للقيام بأعمال عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأرسلت المجموعة عدداً من أفرادها إلى سورية ولبنان للتدرب على تصنيع المتفجرات واستعمالها والاسلحة الاوتوماتيكية ورسم الخرائط. وعمل بعض أعضاء المجموعة على جمع تبرعات في الخارج. أما المجموعة المسلحة الثانية فقد ضمت اربعة اشخاص هم سفيان صالح السمامرة، غالب جفال ابراهيم، يوسف عمر الجغامين وممدوح حسن أبو لبة، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم في كانون الثاني يناير الماضي. وحسب لائحة الاتهام فقد أسندت لأفراد المجموعة تهمتا"المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية وحيازة سلاح اتوماتيكي من دون ترخيص بقصد استعماله على وجه غير مشروع". وكشف المدعي العام لدى محكمة أمن الدولة العقيد محمود عبيدات عن تفاصيل عمل أفراد التنظيم مؤكداً أنهم يرتبطون بعلاقه صداقه أوصلتهم إلى التفكير بالقيام بأعمال"جهادية"في العراق، لكنهم صرفوا النظر عن ذلك لسوء الأوضاع هناك، وأخذوا يخططون للقيام بأعمال عسكرية على الساحة الأردنية ضد السياح الاجانب الذين يرتادون منطقة العقبة على البحر الأحمر والاعتداء على أماكن بيع الخمور من خلال تهديد أصحابها بالسلاح وتربيطهم وتحطيم محتويات المحلات، واشتروا لهذه الغاية سلاح"كلاشنيكوف"وجهزوا أنفسهم بالأقنعه والقفازات وحاولوا الدخول إلى أحد محلات الخمور في منطقة ماركا لكنهم عدلوا عندما وجدوا ثلاثه أشخاص يعملون في المحل، وغيروا خطتهم إلى منطقة شارع مكة في غرب العاصمة عمان ولدى إيقاف سيارتهم أمام أحد المحال اشتبهت بهم احدى دوريات الأمن وطاردتهم لكنهم رموا الأسلحة الى ان اعتقلوا وقدموا للمحاكمة". الى ذلك، دانت محكمة أمن الدولة في الأردن مواطناً أردنيا بتهمة التهديد بتفجير دائرة الاستخبارات الأردنية عبر رسالة الكترونية. وحكمت المحكمة في جلستها أمس على الأردني مراد خالد العصيدة 19 سنة بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات لكنها خفضتها إلى نصف المدة بعد الأخذ بالأسباب المخففه التقديرية ولإعطائه فرصه لإصلاح نفسه، وحسب قرار المحكمة، فإن المتهم قد اعتنق الفكر التكفيري أثناء زيارته أراضي السلطة الفلسطينية حيث التقى هناك برجال"الدعوة"الذين طلبوا منه الانضمام لمحاربة الأنظمة العربية لأنها تشكل طوقاً على"المجاهدين"وتمنعهم من محاربة اليهود والأميركان، ودعوه إلى"تبني الجهاد الاكتروني كأحد سُبل الجهاد في سبيل الله". وأشارت المحكمة في قرارها إلى أن المتهم أرسل في تشرين الثاني نوفمبر عام 2004 رسالة الكترونية إلى الموقع الالكتروني لدائرة الاستخبارات العامة في عمان بعنوان"يا أوباش"قال فيها:"اعلموا اننا بفضل الله استطعنا الوصول إلى عمقكم وصلبكم وسترون أيامكم السود قريباً وانتظروا يومكم القريب رغم إجراءاتكم الشيطانية، فكما وصلنا بفضل الله إلى نيويورك في عقر دار طاغوت العصر أميركا رغم كل الإجراءات، فقد منٌَ الله علينا أن وصلنا وانتشرنا بينكم وقريباً سترون حتفكم واليكم الهدايا التالية: 1- صواريخ موجهة على مبنى الاستخبارات وبعض المنشآت السرية التي تعتقدون انه لن يصل احد اليها. 2- المبنى الآن مفخخ بطريقة حديثة بحيث لن تستطيعوا العثور عليها رغم كل الأجهزة المتطورة. وقد وقعت رسالة التهديد باسم"قاعدة الجهاد في بلاد الشام". وأدى هذا التهديد في حينه إلى رفع حال التأهب في مبنى الاستخبارات العامة وإجراء مسح خارجي وداخلي لم يسفر عن شيء إلى ان تم تعقب المتهم وإلقاء القبض عليه في أحد مقاهي الانترنت في مدينة الزرقاء 30 كم شرق عمان.