لو كان الصوت العالي والوجود الإعلامي هما الطريق إلى إحراز البطولات وضم النجوم، فلا منافس للزمالك في مصر أو في العالم. الزمالك هو النادي الأعلى صوتاً والأكثر ضجيجاً منذ تولي المحامي مرتضى منصور رئاسته في الأول من نيسان ابريل الماضي. لا يمر يوم واحد إلا وكل الصحف المصرية والعربية تخرج مكتظة بصوره وتصريحاته واتهاماته ومبادراته وكل القنوات التلفزيونية تسعى لملاقاته، حتى بات أقرب إلى المادة اليومية مثل النشرة الجوية أو الإعلانات مدفوعة الأجر. ولم يفلت رياضي أو غير رياضي من اتهاماته وتهديداته بفتح الملف الأسود لكل من يختلف معه أو يمتلك رأياً مخالفاً له. وترك منصور رجال الرياضة الذين شوه سمعتهم أمثال كمال درويش والسيد متولي وحسن مصطفى وعصام عبدالمنعم ومحمد عبده الوحش وحسن حمدي وغيرهم، واتجه إلى رجال الفن مثل عادل إمام، ورجال السياسة مثل أيمن نور، وأهل الثقافة مثل نوال السعداوي وغيرهم. سياسة منصور أثمرت ايجاباً داخل نادي الزمالك، وتحول اعضاء مجلس إدارة النادي الجدد إلى توابع أو كومبارس، بلا أي دور، يشاهدون ويتابعون ويعلمون بأخبار ناديهم بالصدفة من طريق الصحافة، ولا يجرؤ شخص في الزمالك مهما كان اسمه على الوقوف في وجه مرتضى ولو بالرأي فقط. وتساقطت الرموز في الزمالك - الواحد تلو الآخر - وتراجع المحترمون واكتفوا بالسكوت والدعاء. ولكن الأمر خارج الزمالك مختلف تماماً، النادي لم يحقق شيئاً منذ تولي منصور رئاسته. خرج من كأس مصر على يدي المصري البورسعيدي، وهاج منصور وماج ووعد بالانسحاب من اتحاد الكرة ومن الدوري، وأكد حق ناديه في التأهل، وهدد الجميع واختصم مع الوزير، وانتهى الأمر بخضوعه للأمر الواقع والاستمرار في الدوري والاتحاد رغم أنفه. فاز فريقه على الاهلي في نهائي دوري كرة اليد واستحق اللقب قبل أن يجمده الاتحاد ويوقف تتويجه بسبب تصرفاته غير المقبولة في المباراة النهائية، وحرمه الاتحاد من حضور نهائي الكأس. تحدى منصور الجميع وذهب إلى الملعب في نهائي الكأس، ودفع الزمالك الثمن وألغى الحكم المباراة وأعلن فوز الأهلي، وخسر الزمالك بطولة جديدة كان الأقرب إليها. ومساء أول من أمس خسر الزمالك بجدارة غريبة من الأهلي صفر -3 في نهائي كأس مصر للكرة الطائرة، ووقفت جماهير بورسعيد بكل قوة ضد الزمالك رداً على تصرفات منصور ضد رئيس المصري السيد متولي، وخسر الزمالك ثالث بطولة في 50 يوماً. وعلى صعيد النجوم يعتقد البعض أن منصور جلب إلى ناديه رونالدينهو وشيفيشنكو ولامبارد بعد تصريحاته النارية عن الصفقات الخيالية التي تحمل عناوين"لاعبون سوبر ستار ونجم من العيار الثقيل"، ولكن الحقيقة أنه ضم إلى الزمالك حتى الآن أربعة لاعبين فقط، ولا يمكن لأي صحافي أو خبير كروي في مصر أن يتعرف على أحدهم عندما يراه لأنهم من اللاعبين المغمورين جداً. الزمالك ضم أحمد حسام وعلاء عبدالغني من المقاولون العرب، وتامر عبد الوهاب من الشمس، ومصطفى جعفر من بلدية المحلة. ولأن الضجيج هو شعار الزمالك الجديد تزعم منصور مجموعة من رؤساء الأندية الفاشلة في المسابقات المحلية وقادهم للمطالبة بتغيير نظام الدوري المصري إلى مجموعتين، وهل يوجد في دول العالم المتقدمة أو المتوسطة نظام دوري المجموعتين؟ كان الله في عون الزمالك. ولا لوم على الحكومة المصرية المشغولة بهمومها الأمنية والسياسية والاقتصادية. ولعلها ترى - وربما تدبر - في الضجيج وسيلة لشغل الناس. ومع سبق الإصرار والترصد أقول للجميع: كفاية.