سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصاعد الاحتجاج على ممارسات مزعومة لحراس غوانتانامو ومطالبة لبنانية بتحقيق دولي واستنكار مصري للجريمة . رجال دين أفغان ينذرون بوش بتسليم "مدنسي القرآن" تحت طائلة "الجهاد"
تصاعدت الاحتجاجات في العالمين العربي والاسلامي على تدنيس مزعوم للقرآن الكريم على ايدي حراس اميركيين في معتقل غوانتانامو. وترافقت مع مطالبات في بتسليم الجناة الى دولة اسلامية لمحاكمتهم، فيما اعتبر علماء مسلمون ان هذه الممارسات تأتي في اطار سياسة عداء منهجية للاسلام. وهدد نحو 300 رجل دين مسلم اجتمعوا في افغانستان امس، بالدعوة الى"الجهاد"ضد الولاياتالمتحدة، ما لم يتم تسليم"مدنسي القرآن"الى دولة اسلامية لمحاكمتهم وانزال العقاب بهم، فيما اصرت اوساط وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على عدم وجود ادلة على الانتهاكات المزعومة. وصدر هذا التحذير عن رجال الدين الافغان بعد مقتل 16 أفغانياً واصابة أكثر من مئة في انحاء البلاد الاسبوع الماضي، في أسوأ احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة منذ دخول القوات الاميركية اواخر عام 2001 . واجتمع رجال الدين ال300 في فايز آباد عاصمة ولاية بدخشان شمال شرقي البلاد واصدروا بياناً طالبوا فيه الرئيس الاميركي جورج بوش بأن"يتعامل مع القضية بأمانة"وأن"يسلم الجناة الى بلد اسلامي ليلقوا جزاءهم". وهدد رجال الدين المجتمعون في مسجد فايز آباد ب"الدعوة الى الجهاد ضد اميركا ما لم يحدث هذا خلال ثلاثة أيام". ويأتي ذلك في وقت تؤكد وقائع عدة ان الشبهات في شأن قيام حراس اميركيين في سجن غوانتانامو بتدنيس القرآن تعود الى اكثر من عام، الا ان الجيش الاميركي انتظر حتى الايام الاخيرة الماضية للقيام بتحقيق في الموضوع. وجاء ذلك بعدما نشرت مجلة"نيوزويك"الاميركية مطلع الشهر الجاري، تقريراً عن قيام حراس في غوانتانامو بتدنيس القرآن امام سجناء اسلاميين لاذلالهم ودفعهم الى الادلاء باعترافات، ما ادى الى قيام تظاهرات صاخبة في افغانستان وفي الكثير من الدول الاسلامية. الا ان وزارة الدفاع الاميركية التي قررت فتح تحقيق في الموضوع اكدت ان المعلومات المتوافرة لديها حتى الآن لا تدل على حصول ممارسات من هذا النوع. وامر الجنرال بانتز كرادوك الذي يتسلم القيادة الجنوبية للجيش الاميركي غداً الثلثاء بفتح تحقيق، وتزامن قراره مع قيام تظاهرات مناهضة للولايات المتحدة في افغانستان، ما ادى الى وقوع الكثير من القتلى. وفي بيروت، رأى المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في بيان امس، ان ما حدث في غوانتانامو"لا يمثل عملاً فردياً قام به جندي اميركي، بل هو جزء من منهج اميركي في التربية الفكرية والنفسية في احتقار الاسلام وتشويه صورته في نفوس الاميركيين، والتعصب الاعمى ضد رموزه ومقدساته، على طريقة الحرب التي شنتها اميركا بعد احداث 11 ايلول سبتمبر 2001 والتي وصفها الرئيس الاميركي بأنها حرب صليبية". كذلك رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان تدنيس القرآن الكريم"يشكل جريمة وسابقة خطيرة تستهدف الاسلام وتضاف الى سابقات اميركية اخرى ارتكب فيها الجنود الاميركيون جرائم بشعة ضد الانسانية كجرائم القتل والتعذيب والرذيلة بحق المعتقلين في سجن ابو غريب في العراق وفي افغانستان". وطالب قباني الولاياتالمتحدة بأن تجري تحقيقات في هذا الشأن"من طريق لجنة دولية تشارك فيها دول اسلامية تظهر ادراكها لخطورة هذه الجريمة التي اقدم عليها جنودها في معتقلات غوانتانامو وتنزل أشد العقوبات بهم علناً، كي تبرهن على صدق نياتها تجاه الاسلام والمسلمين في العالم". وفي القاهرة، استنكر مفتي مصر علي جمعة"ما تردد من أنباء عن قيام بعض الجنود الاميركيين في معتقل غوانتانامو بانتهاك حرمة المصحف الشريف". وأكد أن هذا الامر يعد"جريمة لا تغتفر في حق الاديان السماوية التي تدعو أصحاب كل ديانة الى احترام مقدسات وعقائد الديانات الاخرى". ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عنه ان"المسلمين لن يسكتوا أبداً عن الاعتداء على مقدساتهم".