قتل ما لا يقل عن سبعة اشخاص امس الجمعة في افغانستان اثناء تظاهرات انطلقت اثر نشر انباء عن قيام جنود من قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا بتدنيس القرآن، وفق ما افادت السلطات واجهزة صحية محلية. وقال الدكتور شفق الله شفق من مستشفى مدينة غازني (120 كلم جنوب غرب كابول) ان «ثلاثة اشخاص قتلوا» خلال تظاهرات في ولاية غازني. وقتل ثلاثة اشخاص آخرين على الاقل وجرح 22 شخصا في تظاهرة سار فيها حوالى الف شخص في مدينة فايزاباد عاصمة ولاية بدقشان حسبما افاد حاكم هذه الولاية وفي غارديز على مسافة مئة كلم جنوبكابول، توفي متظاهر متأثرا بجروح اصيب بها خلال مواجهات مع الشرطة اثناء تظاهرة شارك فيها حوالى 300 شخص، على ما افاد مدير امن المدينة غلام نبي صالح لوكالة فرانس برس. إلى ذلك، أعرب الاخوان المسلمون امس الجمعة عن «شدة غضبهم وبالغ استنكارهم» إثر ما نشر من انباء في الصحف عن تدنيس نسخ من المصحف الشريف في قاعدة غوانتانامو مطالبين واشنطن باعلان اعتذارها. وقال المرشد الاعلى للحركة محمد مهدي عاكف في بيان ان «الاخوان المسلمين وقد هزهم خبر تدنيس المحققين الاميركيين بسجن غوانتانامو للمصحف الشريف واهانة القرآن الكريم والاعتداء على حرمته وقدسيته يعربون عن شدة غضبهم وبالغ استنكارهم وادانتهم لهذا الفعل المشين والمهين». من جهة أخرى، تظاهر قرابة الفي فلسطيني من انصار حماس بعد ظهر امس الجمعة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة تعبيرا عن احتجاجهم. وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها قرابة الفي شخص تلبية لدعوة من حماس من مسجد الخلفاء وسط المخيم وجابت الشوارع والازقة وهم يرفعون المصاحف ورايات حماس الخضراء. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالولاياتالمتحدة واسرائيل منها «لا لاسرائيل لا لامريكا». في ذات الإطار، دان ائمة المساجد السنية والشيعية على حد سواء امس الجمعة تدنيس القرآن في معسكر غوانتانامو في كوبا. وقال الشيخ عبد الزهرة السويعدي من التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في خطبة الجمعة في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية «نحن نستنكر ما قام به جنود الاحتلال من تدنيس للقرآن الكريم في سجن غوانتانامو». من جانبه، ندد الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي امام وخطيب مسجد ام القرى (سني) بتدنيس القرآن في معسكر غوانتانامو وقال «في غوانتانامو يمزق القرآن ويرمى في النفايات ومياه المجاري والمسلمون يتفرجون لا يملكون الا ان يتوجهوا الى الله تعالى لكي ينصر دينه». إلى ذلك تواصلت أمس الجمعة الاحتجاجات العنيفة والمظاهرات ضد ما تعرض له المصحف الشريف من تدنيس في قاعدة جوانتانامو الامريكية حيث شهدت مدينة كويتا عاصمة اقليم بلوشستان الواقع في الركن الجنوبي الغربي من باكستان مظاهرة كبيرة للتنديد بذلك. يأتي ذلك إثر المظاهرات العنيفة التي شهدتها أفغانستان ثم المظاهرات التي شهدتها مدينة بيشاور والحزام القبائلي في اقليم الحدود الشمالي الغربي الباكستاني. وقد شارك في مظاهرات مدينة كويتا عدد كبير من مواطني الاقليم بالاضافة الى طلاب الجامعات والمدارس الدينية مرددين الشعارات المعادية للولايات المتحدةالامريكية وللرئيس الامريكي جورج بوش وللرئيس الباكستاني برفيز مشرف على اعتبار انه الحليف الرئيسي لواشنطن فيما يعرف بالحرب على الارهاب الدولي. وردد المتظاهرون في المظاهرات التي تم تنظيمهما أمس الأول الخميس وأمس الجمعة الشعارات التي تطالب بالموت لبوش ومشرف والولاياتالمتحدةالامريكية. وكان طلاب المدارس والكليات الدينية قد نظموا أمس الأول الخميس مظاهرة شعبية حاشدة في مدينة بيشاور عاصمة اقليم الحدود الشمالي الغربي احتجاجا على عملية تدنيس المصحف الشريف. وقد شارك في المظاهرة عدد كبير من التجار واصحاب المحال التجارية وأفراد الشعب في المدينة. وقد هتف المتظاهرون ضد الولاياتالمتحدةالامريكية وضد الحكام في باكستان وردووا هتافات تقول الموت لامريكا وحلفاء أمريكا خونة وحملوا اللافتات التي كتبت عليها الشعارات التي تطالب بخروج القوات الامريكية من أفغانستان والعراق. وقد دعا مجلس العمل المتحد - تحالف الاحزاب الدينية البرلمانية الستة - الى تنظيم مظاهرات شعبية حاشدة معادية للولايات المتحدةالامريكية في كافة أنحاء باكستان أمس الجمعة. كما ندد مئات من القبائليين الباكستانيين. الذين شاركوا في جنازة رجلين من المسلحين الباكستانيين القبائليين الذين قتلوا في عملية مسلحة ضد القوات الامريكية في أفغانستان، بالولاياتالمتحدةالامريكية وبالرئيس الامريكي وبالقيادة الباكستانية مطالبين بخروج القوات الامريكية من أفغانستان. كما ردد المشاركون في الجنازة التي جرت في قريتين تقعان على مقربة من مدينة ميران شاه عاصمة مقاطعة وزيرستان الشمالي بارض القبائل في شمال غربي باكستان على بعد 300 كيلومتر من العاصمة الباكستانية اسلام أباد شعارات ضد الحكومة الباكستانيةوالولاياتالمتحدة. وانطلقت في اسلام اباد عقب صلاة الجمعة أمس مظاهرات خارج بعض المساجد منددة بتدنيس المصحف الشريف. وقالت قناة «الجزيرة» الفضائية نقلا عن مراسلها في اسلام اباد ان المتظاهرين نددوا كذلك بكاريكاتير نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الامريكية يصور جنديا امريكيا يجر كلبا كتب عليه باكستان وقد امسك بأبي فرج الليبي عضو تنظيم القاعدة ويطالب الجندي الامريكي الكلب بالقبض على اسامة بن لادن زعيم التنظيم. ووصف مراسل «الجزيرة» الأجواء بانها مشحونة جدا حيث من المقرر ان تجتاح المظاهرات جميع المدن الرئيسية الباكستانية. وتقدم المظاهرات زعماء الجماعات الاسلامية في باكستان من امثال القاضي حسين أحمد زعيم الجماعة الاسلامية الذي دعا أمس الدول الاسلامية لعقد جلسة طارئة لمظمة المؤتمر الاسلامي لبحث مسالة تدنيس المصحف الشريف حسب ما ذكرته مصادر في الجماعة «للجزيرة». من ناحية أخرى، تجمع المئات في أحد مساجد اندونيسيا أكبر البلدان الإسلامية من حيث عدد السكان أمس الجمعة للتعبير عن غضبهم العارم ازاء تقرير أفاد بأن محققين أمريكيين في خليج غوانتاناموبكوبا دنسوا القرآن. وتجمع مسلمون واغلبهم ينتمون لجماعات أصولية صغيرة في إندونيسيا سلميا بأحد مساجد جاكرتا وقرأوا بيانا مشتركا أدان واشنطن بخصوص الانتهاكات التي ذكرها التقرير. وعبرت حكومة إندونيسيا وهي حليف رئيسي في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب عن قلقها بخصوص التقرير وقالت إن المتورطين يجب ان ينالوا «العقوبة التي يستحقونها» على أفعالهم «غير الأخلاقية». وقال البيان الذي قرأه شوليل رضوان من رابطة المدارس الداخلية الإسلامية باندونيسيا في جامع الأزهر جنوبي جاكرتا «إننا ندين إهانة القرآن على ايدي القوات الأمريكية. في الحقيقة هذا الفعل لم يوجه الإهانة للقرآن فحسب وإنما للمسلمين أيضا.» رغم ذلك حثت جماعة نهضة العلماء وهي أكبر جماعة إسلامية في إندونيسيا جميع الأطراف على التزام الهدوء وقالت إنها واثقة أن واشنطن ستجري تحقيقا وافيا حول التقرير. وقال علي ماسشان موسى لرويترز عبر الهاتف «أنا واثق ان هناك بندا خاصا في قانون الولاياتالمتحدة يغطي هذا الأمر.. دعونا ننتظر التحقيقات.. أنا واثق من أن (الولاياتالمتحدة) ستنظر في الأمر.» واشار مارتي ناتاليجاوا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية أيضا إلى التحقيق الذي تجريه الولاياتالمتحدة حول الحادث. وقال ناتاليجاوا للصحفيين في بيان اسبوعي موجز «إذا ثبت صحة هذا الأمر فسيكون ذلك إهانة وعملا مشينا لأن أي كتاب مقدس مثل القرآن أو الانجيل يجب احترامه.» اكد المتحدث باسم البيت الابيض امس الجمعة ان تحقيقا سيجرى حول ما يشاع عن اقدام جنود اميركيين عن تدنيس القرآن. وقال المتحدث سكوت ماكليلان في ندوة صحافية «في ما يتعلق بالاتهامات التي سيقت، فاننا نأخذها على محمل الجد، ووزارة الدفاع تجري تحقيقا». واضاف «كما قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس (الخميس)، ان عدم احترام القرآن امر لن تتساهل الولاياتالمتحدة في شأنه على الاطلاق». واشار الى «اننا نريد ان يعرف المسلمون في جميع انحاء العالم اننا نتفهم هواجسهم». واوضح «اريد ان اشدد ايضا على ان معتقلي غوانتانامو باي يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية ويتلقون نسخا من القرآن».