يؤكد مواطنان هندوراسيان من المرتزقة الذين وظفتهم شركة اميركية في العراق انهما خدعا وعوملا كالرق. وان الجيش الاميركي دربهما على القتل. وظفتهما شركة"يورز سولوشنز"المتخصصة في شؤون الامن، ووظفتهما في الهندوراس ووعدتهما ب1200 دولار ليوم عمل من ثماني ساعات مع تغطية طبية وتأمين على الحياة. لكن سول مارادياغا وهو متقاعد من جيش هندوراس قال بأسف ان"الحلم العراقي اضحى عذاباً ... صدقنا ما قالوه لنا لكن عندما وصلنا الى العراق وجدنا انهم كذبوا علينا". وفي 8 تشرين الاول اكتوبر وصلت قوة من 165 هندوراسياً و105 تشيليين وظفتهم"يورز سولوشنز"الى بغداد للعمل في مراقبة وزارات وبنى تحتية او مصالح خاصة. واكد دانيال الفارادو ماتاموروس وهو عسكري سابق تحول للعمل التقني في الطيران المدني في هندوراس ووظف مشرفاً ومترجماً"انه تدريب لمرتزقة فقد علمونا فقط كيف نقتل". وارغم في نهاية المطاف على متابعة تدريب عسكري والحق بمهمة مراقبة مبنى قريب من السفارة الاميركية في بغداد. وعلى غرار سائر الهندوراسيين والتشيليين والبيروفيين الاخرين الذين يعملون في شركة"يورز سولوشنز"كان ينام في عنبر تحت خيمة تضم 300 سرير. واحتج وحصل بصعوبة على اذن بالعودة الى تيغوسيغالبا برفقة خمسة عشر من رفاقه الذين جمعته بهم الصدفة بعد اثني عشر يوماً امضوها في العراق. وكانوا وقعوا على عقد لمدة سنة بينما بقي الاخرون مقابل اجر شهري لا يتعدى 990 دولاراً. وقال هذا الرجل البالغ ال38 عاماً وقد تملكه الرعب بعد تجربته القصيرة في بغداد:"انهم لن يعودوا احياء". ويرتدي عناصر الامن في"يورز سولوشنز"لباساً عسكرياً ويعملون بين 16 و18 ساعة في اليوم في مناطق بالغة الخطورة من دون ان يكون لديهم اي متسع من الوقت للراحة على الاطلاق. ويروي مارادياغا وهو اب لعائلة و يبلغ ال35 عاماً ان"قذائف الهاون كانت تتساقط مثل الاسهم النارية". ويضيف وقد جذبه للعمل في هذه الشركة حلم لكسب الاف الدولارات"كل يوم كان العسكريون الاميركيون يجمعوننا بين الساعة الحادية عشرة مساء والواحدة صباحاً ... كنا ننام عند الثالثة فجرا .. كانوا يعاملوننا كالرق ولا تتوافر اي عناية طبية. ومن يقع مريضاً كانوا يصفون له"شرب ماء"". وقال ماديواوركيا وهو ايضاً من المرتزقة الهندوراسيين لصحيفة"ال هيرالدو"انهم"كانوا يعاملوننا كالحيوانات. كان الاميركيون يمضون وقتهم في اذلالنا واجبارنا على العمل على خط الجبهة حيث خطر الموت هو الاحتمال الاكثر ترجيحا". اما الذين تختارهم"يورز سولوشنز"للعمل في العراق فهم من العسكريين السابقين والخبراء في المتفجرات او المتخصصين في حماية الشخصيات. وتعليقاً على ذلك قال بنجامين كاناليس ومهمته التوظيف في"يورز سولوشنز"في تيغوسيغالبا"انني آسف حقاً لانهم لم يعرفوا كيف ينتهزون الفرصة". ويطالب المرتزقة العائدون من العراق حكومة هندوراس المؤيدة للاميركيين بمعاقبة شركة"يورز سولوشنز"وبدفع اجرهم لثلاثة اسابيع امضوها في العراق.