عُقد اجتماع في برازيليا أمس، على مستوى الوزراء الممثلين ل22 دولة عربية و11 دولة جنوب أميركية عشية القمة الجنوب أميركية - العربية التي تفتتح أعمالها اليوم، فيما أبدت اسرائيل قلقاً ازاء"انحياز"الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا للعرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً. كما اجتمع لولا عشية القمة التي تعقد اليوم وغداً مع رئيسي الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والسوري ناجي العطري، والتقى الرئيسين الأرجنتيني نيستور كيرشنر والفنزويلي هيغو شافيز. وأفادت مصادر ديبلوماسية اسرائيلية في برازيليا أن الرئيس لولا"أكثر استجابة للخطاب الفلسطيني منه الى مواقفنا"، مضيفة:"نعلم أن حزب العمال الذي أسسه عام 1981 كان يقيم علاقات طيبة مع العرب، لكننا لم نكن نتصور هذا الحد من العلاقات". وكشفت هذه المصادر أن قسماً من الجالية اليهودية في البرازيل شعر بخيبة أمل ازاء الرئيس لولا لأنه زار خمسة بلدان عربية نهاية آذار مارس 2003 من دون أن يمر باسرائيل. وأعربوا عن خشيتهم من أن تتحول هذه القمة الى"منتدى كبير معاد لاسرائيل"، اذ ينتقد مشروع البيان الختامي اسرائيل ويعرب عن الدعم للفلسطينيين. يذكر أن البرازيل أثارت غضب اسرائيل للمرة الأولى العام الماضي عندما فتحت ممثلية ديبلوماسية لها في رام الله. وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت رأى خلال زيارة قام بها الى البرازيل في آذار مارس الماضي أن هذا البلد لا يمكن أن يشارك في عملية السلام في الشرق الأوسط الا اذا"أقام حواراً جدياً مع اسرائيل". في المقابل، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بأن القمة"مفيدة"للعلاقات الأميركية الجنوبية والدول العربية". وقال في تصريح الى وكالة المغرب العربي للأنباء لدى وصوله الى الرباط ليل أول من أمس قبل توجهه الى البرازيل أن"هذه القمة العربية مفيدة للعلاقات بين أميركا اللاتينية والدول العربية". وقال عباس إن"هناك جالية عربية مهمة في أميركا الجنوبية وأيضاً مصالح عربية في هذه المنطقة التي يجب أن تترجم خلال هذه القمة". في السياق ذاته، هزأ مسؤول في الخارجية البرازيلية في حديث الى"الحياة"من"التفسيرات السياسية"المواكبة للقمة. وقال إن كوندوليزا رايس باركت خلال زيارتها البرازيل الأسبوع الماضي"للرئيس لولا مبادرته وتمنت لها النجاح". وتابع أن"الصحافة مغشوشة بتحليلاتها لأن المبادرة لقيت ترحيباً حارّاً من جميع الدول العربية، إلا أن معالجة مسألة أجندات الرؤساء والملوك ليست بسيطة". ورفض نعت التمثيل العربي ب"المتواضع"، لافتاً الى أن"كل رؤساء الدول تجاوبوا وأتوا أو فوّضوا وفوداً رفيعة المستوى لتمثيلهم". واعترض بشدة على وصفه ب"الهزيل"معتبراً أن وجود الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة"ليس بسيطاً إطلاقاً وهي الجزائر شريكنا التجاري الأول، وأمير قطر إضافة الى رئيسي فلسطين والعراق ورؤساء حكومات سورية ولبنان وموريتانيا". ورأى أن"نجاح القمة حصل بمجرد تجسيدها وعقدها، وأنها الخطوة الأولى في رحلة من ألف ميل، والمطلوب الآن التعارف والتقارب والاستمرارية". واعتبر قرار جامعة الدول العربية مأسسة اللقاء"دليلاً ساطعاً على اكتمال الآلية". ولم يستبعد أن يعلن في نهاية القمة موعد الدورة الثانية ومكان عقدها على الأرجح بعد سنتين وفي بلد من المغرب أو الخليج العربي". وقال إن القمة"حدث حقيقي في إعادة صوغ العلاقات الدولية وهي مساهمة حقيقية في بناء عالم متعدد الأقطاب". وعلى الصعيد الثقافي، تبنى اجتماع عُقد الجمعة الماضي في الخارجية البرازيلية مشروع إقامة مكتبة لاتينية - عربية من بين مهماتها تحديد سياسة ترجمة الروائع الأدبية العربية الى الإسبانية والبرتغالية، وروائع الأدب الأميركي الجنوبي الى العربية.