جاء في تقرير اولي للجنة تقصي الحقائق التابعة ل"هيئة علماء المسلمين"السنية عن أزمة بلدة المدائن 30 كلم جنوببغداد التي اتهم فيها السنة بخطف عشرات من الشيعة وقتلهم ورمي جثثهم في نهر دجلة في منطقة الصويرة 55 كلم جنوببغداد ان الأزمة تفاعلت بعد"اعتداءات تعرض لها اهل السنة في البلدة من ميليشيا مسلحة تابعة لأحد الاحزاب السياسية لم يسمه بالتعاون مع شرطة الكوت 180 كلم جنوببغداد". في غضون ذلك ذكرت"منظمة بدر"التابعة ل"لمجلس الأعلى للثورة الاسلامية"انه تم انتشال أكثر من 80 جثة من نهر دجلة في الصويرة. وذكر الأمين العام ل"منظمة بدر"هادي العامري ان"أهالي الصويرة عثروا على أكثر من 80 جثة طافية في النهر"مشيراً إلى ان"هذه المنطقة الواصلة بين منطقتي الصويرة وحي الوحدة بقرب المدائن شهدت عمليات خطف كثيرة جداً، خصوصاً لشباب من الشيعة قادمين من المناطق الجنوبية ومتوجهين إلى بغداد"، وأوضح ان الجثث تعرضت إلى اطلاق نار، وبعضها بدا مقطع الأوصال، فيما ربط بعضها الآخر بسلاسل حديد. ولمح إلى ان الجماعات المسلحة التي تسيطر على المنطقة هناك ربما قتلت المخطوفين الذين كانت تحتجزهم ورمت جثثهم في النهر. ولفت تقرير"هيئة علماء المسلمين"الذي تسلمت"الحياة"نسخة منه الى ان"المدائن ذات الغالبية السنية مثال للتعايش السلمي بين اهلها ما جعلها عرضة إلى مؤامرة تقودها قوى داخلية بالتعاون مع جهات خارجية لتأجيج روح الفتنة بما يخدم بقاء الاحتلال"وأفاد ان"الأزمة بدأت بدخول بعض الاشخاص من خارج ناحية الوحدة في المدائن ما أدى إلى مقتل اربعة اشخاص من قبيلة الدليم السنية في الناحية، وتلا ذلك مقتل اثنين من السنة في قرية الحرية وخطف ثلاثة آخرين من الشيعة رداً على ذلك". وأضاف ان"الأمر انتهى بتعرض منازل الدليم إلى قذائف مجهولة المصدر وقيام ميليشيا تابعة لأحد الاحزاب بالتعاون مع الشيخ عدي الساعدي وشرطة الكوت بنصب نقاط تفتيش مارست استفزازات كثيرة لأهل السنة ما اسهم في تأزم الوضع". واتهم التقرير الشيخ عدي الساعدي، الذي يدير حسينية الامام علي في الحرية، بالتعاون مع مجموعة مسلحة بخطف 12 شاباً سنياً من الرعاة والحراس واربعة عمال من عشيرة الشجيرية ثم اعتقال عشرين آخرين من نفس العشيرة وتعذيبهم والطلب منهم سب بعض الرموز الدينية. وأضاف انه حينما زار بعض رجال عشيرة الدليم في الوحدة الشيخ الساعدي في الحرية لتهدئة الوضع استقبلوا استقبالاً سيئاً وسمعوا كلاماً طائفياً يبين السعي إلى ترحيل السنة من المدائن. وتابع ان مجموعة مسلحة تابعة لأحد الاحزاب الشيعية استمرت في مداهمة بيوت السنة وضرب الرجال واعتقالهم في سجن في الحسينية بمساعدة شرطة الكوت وواسط على رغم ان المدائن تنتمي ادارياً إلى محافظة بغداد، ما أدى إلى ترحيل عدد كبير من المواطنين في ناحيتي الوحدة والحرية واعتقال السنة في بيوتهم ومساجدهم والشوارع، وفقاً لانتماءاتهم حسب بطاقاتهم التي تبين ألقابهم، في معتقلات موقتة اقامها الحرس الوطني في مطعم الراعي الواقع على طريق بغداد - الكوت قرب ناحية الوحدة وحسينية الامام علي وغرفة مهجورة في احد اطراف المدائن بالاضافة إلى سجني مركز شرطة الكوت وواسط وتعرضهم إلى وابل من الانتهاكات الجسدية والنفسية. ويحصي التقرير تعرض اكثر من 400 سني في المدائن منذ بدء الأزمة إلى ترحيل او اعتقال او سب، بينهم 48 معتقلاً في سجن الكوت لا يعرف مصيرهم. وكانت أزمة المدائن بدأت اثر خطف مجموعات مسلحة لم تعرف هويتها عشرات من الشيعة في البلدة تراوح تقدير عددها بين 80 الى 150، ثم انتشال نحو 50 جثة من نهر دجلة بعد ايام على دخول قوات الحرس الوطني البلدة. ورأى بيان هيئة علماء المسلمين ان صحة هذا الامر لا تعني مسؤولية السنة عن ذلك، وأشار الى استمرار اعتقال العشرات منهم للتحقيق في الحادث، فيما لا يزال عدد كبير منهم مفقوداً، وانهم ربما كانوا ضمن الجثث المتحللة التي عثر عليها في نهر دجلة ويصعب معرفة هوية اصحابها.