يروي ستانيسلاف زميا الذي أصبح الإسكافي الخاص ليوحنا بولس الثاني عام 1982 بعدما أهداه حذاء، كيف بات يصنع الأحذية خصيصاً لقدمي البابا، راجياً الله في كل مرة أن يرضى عنها. وقال الإسكافي البالغ من العمر 65 عاماً الذي يسكن قرية صغيرة جنوب بولندا:"سأكون في غاية السعادة إذا دخل يوحنا بولس الثاني ملكوت السماوات منتعلاً حذائي". وأضاف:"أعتقد أن الحذاء الذي وضع لجثمان يوحنا بولس الثاني هو ذاك الذي أهداه إياه ابني في عيد الميلادش. ويذكر زميا أول حذاء أهداه للبابا عندما زار روما عام 1982 لمناسبة تطويب الكاهن البولندي ماكسيميليان كولبي الذي قضى في معسكر الاعتقال النازي في"أوشفيتز". وقال:"أردت أن أحضر ليوحنا بولس الثاني هدية. قال لي كاهن كان صديقاً للبابا إن قداسته سيسر كثيراً إذا حصل على حذاء من الطراز الذي كان يحلم به قبل الحرب حين كان مجرد طالب يفتقر إلى النقود". وأوضح الإسكافي المسن أنه"كان من الصعب صنع حذاء لقدم البابا، فقد كان ينتعل القياس 44 وأصابع قدميه متباعدة بسبب الساعات الطويلة التي يمضيها في الصلاة". وأضاف:"صنعت له حذاء أحمر وقدمته له خلال جلسة عامة، فوضع يديه عليه مشيراً إلى أنه يقبل الهدية، كنت عاجزاً عن التلفظ بكلمة واحدة، ورحت أصلي كي يعجبه". ومضى قائلاً:"نقل إلي بعض الكهنة في ما بعد أن البابا قال إنه لا يشعر بالراحة إلا عندما ينتعل حذاء مصنوعاً في بولندا". ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف زميا عن صنع أحذية للبابا بالعشرات في مشغله الصغير خلف منزله، وكان يهديها له لمناسبة زيارات الحبر الأعظم إلى بولندا أو بواسطة كهنة بولنديين متوجهين إلى روما، مؤكداً باعتزاز:"شاهدت الرجل العظيم مراراً منتعلاً أحذية صنعتها له بنفسي". وطلبت مؤسسات بولندية عدة تعتزم إقامة متاحف ليوحنا بولس الثاني، من الإسكافي أن يمدها ب"أحذية البابا". وقال:"إنني مريض ولا يمكنني القيام بذلك، لكن ابني سيواصل التقليد".