شكلت تطورات الوضع الفلسطيني والعربي، بعد القمة العربية الأخيرة في ليبيا، وقضية الحصار المفروض على غزة والمصالحة الفلسطينية أبرز العناوين التي بحثها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الذي زار الدوحة أمس يرافقه نائب رئيس الحركة الدكتور موسى ابو مرزوق وعضوا المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وقال الرشق ل «الحياة» إن أمير قطر شدد، خلال الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف الساعة، على «استمرار دعم الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبه». أوضح أن زيارة مشعل الى قطر تهدف الى «التواصل مع الإخوة في قطر للتشاور في شأن المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد عقد القمة العربية (الأخيرة) في ليبيا». وقال «تم أثناء لقاء الشيخ حمد ومشعل «تبادل وجهات النظر في الشأنين الفلسطيني والعربي واستعراض نتائج قمة ليبيا العربية والتطرق الى موضوع المقدسات وما تتعرض له من حملة صهيونية شرسة تستهدف تهويد القدس وتهويد المسجد الأقصى». كما تم اطلاع أمير قطر على جهود «حماس» في الضفة الغربيةوالقدس والتحرك مع العالم الاسلامي للضغط في سبيل حماية المقدسات، كما تطرق الاجتماع الى الحصار المفروض على غزة وسبل إنهائه». وأكد الرشق أن الاجتماع تناول أيضاً موضوع المصالحة الفلسطينية، وقال «أكدنا أن موقفنا (في حماس) لم يتغير (في شأن المصالحة) وأن الحركة تعمل من أجل المصالحة لكن يجب أن ترتكز على التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني بعيداً من الإملاءات والشروط الخارجية». وعن نتائج زيارة مشعل الدوحة قال «تم التأكيد على ضروة دعم الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال والمخططات الهادفة لتهويد القدس وسرقة المقدسات، كما أكدت القيادة القطرية أنها تسعى بكل جهدها لرفع الحصار عن غزة وتسريع خطوات إعادة إعمارها». وسألته «الحياة» هل طرحتم في اجتماع الدوحة مقترحات أو رؤى محددة حول المصالحة فقال إن «حماس ثمنت جهود قطر بالتنسيق مع عدد من الدول العربية لإنجاز المصالحة (الفلسطينية) ولتجاوز العقبات التي جُمدت عندها المصالحة، وإن رأي حماس أن جهود المصالحة لم تصل للنتيجة المرجوة بسبب تعنت (الرئيس) محمود عباس». وهل تلقيتم أي اقتراح جديد لعقد لقاء بين قيادتي حركتي فتح وحماس فقال «إن حماس لا ترفض عقد لقاءات لتحقيق تفاهمات لتجاوز المشاكل التي تعيق المصالحة لكن لدينا قناعة بأن هناك فيتو أميركي - اسرائيلي على المصالحة وأن هناك محاولة لفرض شروط سياسية على حركة حماس لإنجاز المصالحة». وشدد على رؤية «حماس» في هذا الاطار وقال إنه «في الوقت الذي تؤكد «حماس» تمسكها بالمصالحة الفلسطينية فإنها ترفض أية شروط خارجية وأنه يجب في الوقت نفسه أن تكون المصالحة فلسطينية مئة في المئة بعيدا من شروط (اللجنة) الرباعية (الدولية) وشروط الاعتراف بإسرائيل». وهل توجد شروط خارجية جديدة تسعى أطراف دولية لفرضها على «حماس» في شأن المصالحة الفلسطينية قال «هناك استحضار للشروط القديمة وتفعيلها، وهي شروط الرباعية التي تتمثل في الاعتراف بإسرائيل ونبذ المقاومة والالتزام باتفاقات منظمة التحرير (كأوسلو وغيرها). وعن رؤيته لحال المصالحة الفلسطينية حالياً قال «واضح أن أفق المصالحة (الفلسطينية) يواجه صعوبات بسبب تعنت أبو مازن ورضوخه للشروط الاسرائيلية والأميركية، وواضح ايضاً أن هناك رغبة في استمرار الوضع الحالي من أجل عدم وضع عوائق أمام المحادثات العبثية مع العدو الصهيوني، لأن هناك خشية من أطراف دولية من المصالحة ستكبل حرية محمود عباس في التحرك السياسي».