تعددت الروايات عن سيرة عبدالكريم المجاطي الذي قُتل أول من أمس في المواجهات بين قوات الأمن السعودية ومتطرفين في عملية الرس في القصيم. لكنها تلتقي عند الغموض والتحول المفاجئ من حياة اللهو والمجون الى التطرف. ويقول قريبون اليه قبل اختفائه، اثر الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في أيار مايو 2003، إنه كان يحلم بالسفر الى الولاياتالمتحدة، وكان مفتوناً بالحياة على الطريقة الأميركية. وكان يرتدي، وهو الذي ينتمي الى أسرة ثرية ووالدته فرنسية، الجينز ويطلق شعره الكثيف ويزين أقمصته، مثل غرفة نومه، بصور الممثلين الأميركيين. وثمة من يعزو زواجه الأول من أميركية الى الرغبة في الهجرة، الى درجة أنه عند اختفائه ترددت أنباء عن سفره الى الولاياتالمتحدة قبل أن تكشف السلطات السعودية اسمه كواحد من المطلوبين الأكثر خطورة في حوادث إرهابية. ولعل أبرز تحول طرأ في حياة المجاطي الذي عُرف ب"أبو الياس"و"بشير المغربي"أنه انتقل الى أفغانستان في سياق موجة هجرة"الأفغان المغاربة"ثم الى البوسنة. وأقام علاقات مع خلايا إرهابية منتشرة في بلدان عربية وأجنبية. ونقل عن شاهد أنه رأى ليل الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء شخصاً له ملامح غربية يضع نظارات على عينيه ويلتقط صوراً للأماكن السياحية، سرعان ما اختفى، ما حدا الى الربط بين هذه الافادات وسجل المجاطي الذي وضع على رأس قائمة المطلوبين الذين ما زال بعضهم في عداد الفارين. وتحدثت معلومات عن علاقته مع"الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة"، خصوصاً بعد افادات معتقلين عن أنه شوهد في أحد مساجد مدينة طنجة شمال البلاد، ما أدى الى اعتقال"أبو عبدالرحمن الفرنسي"، أي الفرنسي بيار روبير الذي يقضي عقوبة السجن في المغرب بعد ادانته في هجمات الدار البيضاء، كونه بويع إماماً لخلايا إرهابية كانت تعتزم تنفيذ هجمات في البلاد. ويعتقد بأن المجاطي كان يتنقل بجوازات سفر مزورة قبل أن يستقر في السعودية. ولفتت المصادر الى أن المجاطي كان مطلوباً من السلطات الأميركية التي وضعت اسمه في قوائم"الأكثر خطورة"بين المطلوبين. ويقول قريبون الى المجاطي إنه حرص على أن تكون زوجته الثانية التي ما زالت تقيم في الدار البيضاء غطاء لتحركاته، ولم يصدر عنها أي تصريحات عن مجالات تحركاته. غير أن أكثر مطلوب أو متهم في ملفات إرهابية، يلاحظ زواجه من مغربيات، ما تعزيه المصادر الى تشجيع قياديين في"القاعدة"الى هذا النوع من الزيجات. كما تردد اسم المجاطي في تفجيرات قطارات مدريد التي يقول باحثون إن مناطق ظل كثيرة فيها لم يجر تفكيكها بعد. لكن يعتقد بان دور"الجماعة الإسلامية المقاتلة"يكمن في الدعم اللوجستي لخلايا"القاعدة". ومن شأن ترحيل متهمين مغاربة كانوا يقيمون في عواصم أوروبية الى اسبانيا لاستكمال التحقيقات، أن يكشف عن مزيد من المعلومات حول هذه الشبكات المتحركة والنائمة على حد سواء.