أكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس انها ستطالب الجيش الاميركي، الذي يشرف على مركز اعتقال بوكا جنوبالعراق بفتح تحقيق حول التمرد الذي وقع الجمعة الماضي في المعسكر، وأدى الى وقوع اصابات في صفوف المعتقلين. وبدأ التمرد عندما رفضت ادارة المعتقل تأمين العلاج لسجين ينتمي الى التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، اصيب بالمرض في المعتقل. وقالت رنا سيداني، الناطقة باسم المنظمة التي كانت موجودة في المعسكر عند وقوع اعمال الشغب، في اتصال هاتفي من عمان:"سنطلب من الجيش الاميركي فتح تحقيق حول الاحداث التي حصلت في المعتقل". وكان الجيش الاميركي نفى اولاً ثم أكد أمس وقوع أعمال شغب أدت الى جرح 12 معتقلاً عراقياً واربعة حراس اميركيين. وقال الجيش الاميركي في بيان ان"معتقلين تظاهروا احتجاجاً على نقل معتقلين الى سجن آخر داخل المعتقل". وأضاف انه"جرى خلال أعمال الشغب اطلاق هتافات ورمي الحجارة واحراق بعض الخيام"، مشيراً الى ان"هذه الاعمال أدت الى اصابة اربعة جنود اميركيين من حراس المعتقل بالاضافة الى 12 معتقلاً". وأضافت سيداني ان"المعتقلين احتجوا على ظروف اعتقالهم في خيام وسط الصحراء حيث يعانون الحر في النهار وشدة البرد في الليل". وأوضحت ان"الاميركيين يعاملونهم كمعتقلين أمنيين من دون محاكمة ولا تعليمات". وتابعت انه"في هذه الظروف يكفي حادث بسيط الى اثارة الاحداث". وكان رئيس بعثة الصليب الاحمر في بغداد كريستوف بيني أكد أول من أمس حصول"شغب في معسكر بوكا في الاول من نيسان ابريل. وكان مندوبو الصليب الاحمر موجودين في المكان في اطار زياراتهم العادية للسجناء وهم يتابعون الوضع بانتباه". ورفض تحديد عدد الجرحى الذين اصيبوا في الحادث. وكانت جمعية خيرية قريبة من تيار الصدر أفادت في وقت سابق حصول شغب في معتقل بوكا، الا ان ناطقاً باسم القوات الاميركية المكلفة الاشراف على المعتقلات في العراق نفى الخبر بشكل قاطع. وقال الامين العام لجمعية"شهيد الله"صاحب العامري انه"حصل شغب وأطلقت القوات الاميركية رصاصاً مطاطياً وضربت المعتقلين وأحرقت خيام، فيما المياه والكهرباء مقطوعتان منذ ثلاثة ايام". ولم يذكر تفاصيل عن حجم الحركة وعدد الجرحى. ونقل العامري عن معتقلين ان"احد السجناء، وينتمي الى تيار الصدر، أصيب بالمرض ورفضت ادارة المعتقل ان تقدم له العلاج، ما تسبب بحركة التمرد". وشجب العامري هذه الاعمال وطالب"منظمات حقوق الانسان بالتدخل". وكان الناطق باسم ادارة السجون الاميركية في العراق اللفتنانت كولونيل غي روديسيل أكد في وقت سابق انه ليس على علم بوقوع التمرد، نافياً كلام العامري. وأوضح روديسيل ان القوات الاميركية كانت قد اعتقلت المئات من ميليشيا"جيش المهدي"خلال الانتفاضة التي قادها الصدر في نيسان من العام الماضي. وأوضح ان"آخر رقم لعدد المعتقلين في السجون الاميركية هو 10708"اشخاص. ومعسكر بوكا من اكبر السجون في العراق، يقع في منطقة صحراوية تصل درجة الحرارة فيه الى اكثر من 60 درجة مئوية صيفاً، ويضم نحو 6054 معتقلاً. وقد شهد هذا المعتقل تمرداً كبيراً في 31 كانون الثاني يناير مع ثلاثة معتقلات أخرى، أدى الى مقتل اربعة معتقلين بعدما أطلق أحد الجنود الاميركيين النار على حشد منهم. وأحبط الحراس الشهر الماضي محاولة للهرب من معسكر بوكا عبر نفقين تحت الارض. ويأتي هذا التمرد بعد سنة على كشف تفاصيل اساءة معاملة معتقلين واهانتهم من قبل القوات الاميركية في سجن ابو غريب.