قرر مجلس الوزراء السوداني امس التصدي سياسياً وديبلوماسياً وشعبياً لقراري مجلس الأمن الأخيرين المتعلقين بحظر سفر المسؤولين عن خرق الهدنة والعنف في دارفور وتجميد أرصدتهم، واحالة المتهمين بجرائم حرب في الاقليم على محكمة الجزاء الدولية في لاهاي، وشكل لجنة برئاسة الرئيس عمر البشير لادارة الأزمة، وأقر تصعيد التعبئة في البلاد. وناقش مجلس الوزراء في اجتماع موسع أمس برئاسة البشير، في حضور حكام الولاياتالمتحدة والأجهزة الأمنية والعسكرية، قرار مجلس الأمن 1590 والقاضي بارسال قوات حفظ سلام الى جنوب السودان قوامها 10 ألاف جندي و715 شرطياً، والقرار 1592 الذي يحظر سفر المسؤولين عن انتهاك وقف النار والعنف في دارفور وتجميد أرصدتهم، والقرار 1593 بإحالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في الاقليم على محكمة الجزاء الدولية. وقال وزير الاعلام عبدالباسط سبدرات للصحافيين ان مجلس الوزراء اعبتر القرارين الدوليين الأخيرين استهدافاً للبلاد واجهاضاً لمساعي المصالحة والوفاق، وارسال اشارات خاطئة الى متمردي دارفور مما يعقد الأوضاع في البلاد، كما انهما يمكن ان يجرا الى حرب أهلية في الاقليم لأن بعض المطلوبين من زعماء القبائل. وانتقد وزير الاعلام بشدة موقف مجلس الأمن. وقال ان قراره"يجافي أسس العدالة، ويتجاوز الشرعية الدولية ويعكس ازدواجية المعايير"ويتجاهل جهود حكومته لحل أزمة دارفور ومعالجة الأوضاع الأمنية والانسانية، كما يتجاهل مساعي الاتحاد الافريقي لحفظ الأمن في الاقليم بعد نشره أكثر من ألفي عسكري. الى ذلك، أجرت وزيرة التنمية الهولندية اقنس فان اردنا محادثات مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل بعد زيارة دارفور. ووصفت اردنا في مؤتمر صحافي أمس الأوضاع في دارفور بأنها سيئة، وقالت ان الشرطة السودانية تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الأزمة لاخفاقها في حماية المدنيين وتورط بعض عناصرها في الأحداث. وفي السياق ذاته أفادت السفيرة الفرنسية في الخرطوم كريستين روبيشون ان نقل ملف دارفور الى محكمة الجزاء الدولية اشارة قوية الى الذين ارتكبوا انتهاكات جسيمة ضد حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني أو الذين سيفعلون ذلك في المستقبل بأنهم لن يفلتوا من العقاب. من جهة أخرى، وصل الى الخرطوم أمس وفد كبير ضم أكثر من مئة من قادة"الحركة الشعبية لتحرير السودان"وكوادرها للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق السلام في جنوب البلاد في 9 كانون الثاني يناير الماضي. ويضم الوفد الأمين العام للحركة جيمس واني ومسؤول العلاقات الخارجية نيال دينق والناطق باسمها ياسر عرمان وباقان اموم وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار ودينق الور. وقال واني للصحافيين ان وصول الوفد الى الخرطوم دليل على حرص الحركة على تنفيذ اتفاق السلام والشروع في صوغ دستور انتقالي والتشاور مع القوى السياسية وتأسيس مكاتب الحركة. وسيزور الوفد ولايات في شمال البلاد وجنوبها. وأضاف ان حركته تسعى الى حكم ديموقراطي وحل أزمتي دارفور وشرق السودان وشدد على ضرورة الحل السلمي للنزاعات.