تحرص اسرائيل حالياً على العمل الجاد خصوصاً بعد مؤتمر شرم الشيخ، وبمساعدة أميركية وأوروبية لقيام بداية علاقات اسرائيلية - عربية، وبداية تجارية، وربما تبادل سفراء. وتقوم بنشاط ديبلوماسي مكثف لعقد لقاء عربي - اسرائيلي في تل أبيب، وقيام مبادرة عربية - اسرائيلية جديدة مشتركة، بعد قيام مصر بجهود ملموسة لممارسة الضغط على الفصائل الفلسطينية بحجة الاتفاق على موقف وطني فلسطيني موحد. وبعد أن يتحقق كل ذلك، ستكون الأجواء العربية مهيأة تماماً لايجاد تفاهمات جديدة وبداية علاقات عربية - اسرائيلية، واعطاء تنازلات عربية لتشجيع شارون على تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة، وهو ما كان يعرف باتفاق"غزة - أريحا أولاً". كل ذلك قبل البدء في تنفيذ"خريطة الطريق". ولهذا تم التفاهم في مؤتمر شرم الشيخ على تأجيل بعض القضايا، على أن تبحث في ما بعد، وهي قضايا الجدار والاستيطان والقدس. ومن يقرأ التاريخ جيداً تتضح له السياسات التي تنتهجها اسرائيل، وبنيت على أفكار متسلسلة مبنية على استراتيجية واضحة من مؤتمر مدريد الى اتفاقيات أوسلو، الى كامب ديفيد، الى شرم الشيخ، وهي: الأرض مقابل السلام، ثم السلام مقابل الأمن، ثم الدولة مقابل التوقف عن الارهاب، ثم السلام مقابل الاستسلام، ثم لا سلام ولا أرض ولا أمن حتى ولو تم الرضا بالاستسلام. كالمثل القائل:"رضينا بالهم والهم ما رضي بينا". وهذا ما أكده شارون حين قال:"يجب ان يكون واضحاً انهم ما لم يتخذوا قراراً استراتيجياً بتفكيك البنية التحتية للارهاب لن تكون هناك دولة فلسطينية ولا سلام". هذا هو قانون شارون الجديد:"الدولة مقابل تفكيك المنظمات ووقف المقاومة والاستسلام". لندن - مصطفى الغريب [email protected]