كشف مسؤول اميركي ان واشنطن حذرت القيادة العراقية من هدر مزيد من الوقت في مفاوضات تشكيل حكومة ابراهيم الجعفري معتبرة ان ذلك"يشجع المتطرفين"بينما"تحترق روما"ويتفاقم تدهور الوضع الامني في العراق. ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن قيادي في كتلة"الائتلاف الموحد"ان الجعفري استكمل امس قائمة بأسماء الوزراء واجتمع مع الرئيس جلال طالباني لبتها، في حين علم ان 99 مرشحاً تنافسوا على 33 وزارة. ونصح المرجع الشيعي علي السيستاني بمنح السنة العرب عشر وزارات. في غضون ذلك حض مسؤول اميركي برلين على مساعدة العراقيين في صوغ دستورهم، معتبراً ان الدستور الفيديرالي الالماني يشكل نموذجاً جيداً راجع ص 8. ونفت دمشق تبادل اطلاق النار بين قوات سورية وعراقية على الحدود، وعبر مصدر رسمي عن"استياء شديد"من اتهامات وزارة الدفاع العراقية، مشيراً الى ان هدف"تكرار هذه المزاعم هو تخريب العلاقات"بين البلدين. وأقر المفتشون بأنهم لم يجدوا دليلاً مباشراً على اخفاء نظام صدام حسين اسلحة دمار شامل في سورية، لكنهم لم يستبعدوا نقل مواد محظورة"محدودة"وعلى"مستوى غير رسمي". لكن رئيس فريق المفتشين الاميركي تشارلز دويلفر حذر في تقريره عن تلك الاسلحة، من سعي مجموعات تشارك في الهجمات على القوات الاميركية والعراقية، الى امتلاك وسائل لصنع اسلحة كيماوية، منبهاً الى انها استخدمت ذخائر كيماوية عراقية قديمة. وزاد ان"المتمردين"يحاولون انشاء مختبرات للاسلحة الكيماوية بمساعدة علماء عراقيين، لافتاً الى ان وعاء يحتوي غاز الخردل استخدم قبل نحو سنة لصنع عبوات وضعت قرب ثكن عسكرية في العراق"لكن الغاز كان قديماً جداً وفقد تأثيره". واذ انحسر التصعيد الامني، كشفت شبكة"اي بي سي"ان"ابو مصعب الزرقاوي"أفلت من قبضة الاميركيين في الرمادي في شباط فبراير الماضي رغم انهم كانوا يطاردونه ويراقبون كل التحركات بواسطة طائرة بلا طيار. وتمكنوا من ضبط جهاز كومبيوتر كان يستخدمه، وهو افلت قبل وصول سيارته الى حاجز عسكري. على صعيد"الماراثون"الحكومي في بغداد نقلت وكالة"فرانس برس"عن القيادي في"حزب الدعوة الاسلامي"بزعامة الجعفري جواد المالكي ان التنافس بين 99 مرشحاً على 33 وزارة أرجأ اعلان تشكيلة حكومة الجعفري، وان لم يستبعد ولادتها في غضون ساعات. في الوقت ذاته عزا علي الاديب القيادي في كتلة"الائتلاف الموحد"الشيعية التأخير الى الصراع بين السنة وبقية الاطراف، مشيراً الى انتهاء"مفاوضات اللحظة الاخيرة". وجزم بأن كتلة أياد علاوي باتت خارج التشكيلة الوزارية، في حين اكد ل"الحياة"علي العضاض، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"ان الأكراد فجروا مشكلة جديدة مع"الائتلاف"عندما طالبوا بمنصب رئيس مجلس اعمار العراق. وأضاف انهم"رشحوا برهم صالح لهذا المنصب والائتلاف ليس امامه خيار إلا قبول ذلك في ضوء ضغط الوقت لتشكيل الحكومة". وكشف ان السيستاني بعث برسالة إلى الجعفري يدعوه إلى قبول منح السنة عشر وزارات. وأشار إلى ان مشكلة"الائتلاف"مع السنة العرب تكمن في امرين:"يريدون الغاء قرار اجتثاث البعث وتعزيز الخط السياسي القومي في العراق". وذكر العضاض ان مرشح السنة لمنصب وزير الدفاع عبدالوهاب القصاب مرفوض من"الائتلاف". وصرح جواد المالكي بأن"الجعفري قد يختار نائباً سنياً عربياً نائباً لرئيس الحكومة بالاضافة إلى أحمد الجلبي وروز نوري شاويس". وعصفت خلافات بمؤتمر للسنة عقد في مقر الحزب الاسلامي العراقي، واستمر اكثر من خمس ساعات، وغادر بعض القيادات السنية المشاركة مقر الحزب قبل انتهاء المؤتمر الذي خصص لمناقشة الوزارات التي قررت كتلتا"الائتلاف"والاكراد منحها للسنة العرب. واذ انحسرت وتيرة التصعيد الامني امس، اكدت شرطة الكوت اعتقال 305 اشخاص يشتبه في تورطهم بالعنف، وذلك خلال حملة واسعة جنوببغداد، شملت منطقتي الوحدة والمدائن. وبين الموقوفين 11 شخصاً من مصر وفلسطين والسودان، فيما"اعترف 85 آخرون بتنفيذ اعمال ارهابية". ومن النجف جدد المحافظ اسعد ابو كلل، القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم دعوته العرب السنة الى توضيح موقفهم من"ذبح علني للشيعة على أيدي حركات ذات صبغة سنية". وكرر في تصريح الى"الحياة"ان العشائر ليست عاجزة عن الرد"لكن المراجع الدينية تطلب التحلي بالصبر". في المقابل دعا رئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي المرجعيات الدينية والسياسية في العراق الى عقد مؤتمر للاتفاق على"ميثاق شرف يحرّم على العراقيين قتل بعضهم بعضاً". وزاد: "علينا عقد المؤتمر من اجل الاخوة والمصالحة وجمع الكلمة، والابتعاد عن اراقة الدماء، والاحتكام الى الحوار والحكمة".