شكل الشأن النفطي أحد عناصر المفاجأة في المحادثات الأميركية السعودية، إذ تركزت التوقعات في أن أسعار الوقود التي ارتفعت بنسبة 25 في المئة منذ بداية العام، ستفرض نفسها موضوعاً رئيساً مبررة حض السعودية على دفع إنتاجها النفطي إلى طاقاته القصوى. إلا أن البيان الختامي اكتفى بتعبير"الولاياتالمتحدة تعرب عن تقديرها التزام السعودية القوي بتسريع وتيرة الاستثمار في زيادة طاقتها الانتاجية لتوفير الاستقرار والامدادات الكافية في الأسواق". وكان بوش ذكر في تصريحات للصحافيين أن الطاقة ستكون أحد المواضيع في المحادثات الأميركية - السعودية لكنه شدد على أن"ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يدرك تماماً أهمية ضمان أن تكون الأسعار معقولة، ويعلم بأن الأسعار المرتفعة تؤذي الأسواق"، مشيرا إلى أنه وضيفه السعودي سيتناولان في محادثاتهما"موضوعاً مهماً"هو طاقة الإنتاج السعودي التي تقدر حالياً بنحو 11 مليون برميل يومياً. وضم الوفد الرسمي المرافق للأمير عبدالله بين أعضائه من كبار المسؤولين السعوديين وزير النفط علي النعيمي الذي أكد أخيراً أن السعودية تلبي كل احتياجات زبائنها من النفط الخام، كما أعلن عن خطة استراتيجية ترمي الى زيادة طاقة الإنتاج إلى 12.5 مليون برميل يومياً بحلول 2009. ولم يستبعد احتمال رفع الإنتاج اليومي، عند الضرورة، إلى 15 مليون برميل في العقد ونصف العقد المقبلين. وفي نهاية الاجتماعات، صرح مستشار الأمن القومي ستيفان هادلي بأن الرئيس بوش طلب من المملكة العربية السعودية زيادة مستوى الانتاج حالياً. ورحب المسؤول الأميركي بخطط توسيع الطاقة الانتاجية السعودية المستقبلية، قائلاً: "ان مشكلة سوق النفط في الوقت الحاضر هي وجود انطباع بعدم توافر طاقة إنتاجية إضافية كافية". البيان المشترك والاقتصاد وأكد الرئيس بوش وضيفه ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في بيان مشترك بعد محادثات عقداها في مزرعة المضيف في كروفورد تكساس أول من أمس، أن الأحداث الجسيمة التي شهدها العالم تحتم على البلدين الولاياتالمتحدة والسعودية"إقامة علاقات جديدة بينهما وشراكة قوية تبنى أسسها على شراكات الماضي وتواجه تحديات الحاضر وتحتضن الفرص التي ستسنح لشعبينا في العقود الستة المقبلة". وأبرز البيان المشترك الذي أصدره البيت الأبيض ونشره في موقعه على الانترنت مساء الاثنين ترحيب الولاياتالمتحدة بالتزام الرياض إعطاء دفعة جديدة لجهود الاصلاح الاقتصادي في السعودية، وكذلك اتفاق الطرفين على"العمل كشركاء"لاستكمال المفاوضات التي تجريها السعودية مع الولاياتالمتحدة والأعضاء الآخرين في منظمة التجارة العالمية لاكتساب عضوية فيها، محدداً لهذا الهدف موعداً أقصاه نهاية العام الجاري 2005. وأشار البيان المشترك إلى"التزام البلدين الاستمرار بالتعاون بحيث تبقى إمدادات النفط السعودية متوافرة وآمنة". وشدد البلدان كذلك على أن"علاقاتهما المستقبلية يتعين أن ترتكز على أساس من التعاون الواسع النطاق والعمل على توسيع آفاق الحوار والتفاهم والتفاعل بين شعبيهما". والتزما وضع برامج تتمثل أهدافها في زيادة أعداد الطلبة السعوديين الراغبين في السفر للدراسة في الولاياتالمتحدة وتعزيز برامج التبادل العسكري لزيادة أعداد الضباط السعوديين الراغبين في زيارة الولاياتالمتحدة للدراسة والتدريب وزيادة أعداد الأميركيين الراغبين في العمل أو الدراسة في السعودية. تصريحات الجبير وصرح مستشار الأمير عبدالله للشؤون الديبلوماسية عادل الجبير ب"أن العرض النفطي كافٍ حالياً"، ملمحاً إلى أن زيادة الإنتاج لن تؤثر على الأسعار، وذكر أن"ما من نقص في النفط في العالم حالياً. إن ما نشهده هو نقص في قدرات التكرير في البنى التحتية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتوجات". وأضاف أن إنتاج السعودية يزيد قليلاً الآن على 9.5 مليون برميل يومياً، وأن طاقة الإنتاج الاحتياط تراوح ما بين 1.3 و 1.4 مليون برميل يومياً،"وان في وسع المملكة تشغيل هذه الطاقة بسرعة إذا اقتضى الأمر".