أعد اتحاد الأطباء الاتراك تقريراً حول تأثيرات الحرب في العراق على الصحة العامة، وأشار الى ان احتمالات الوفيات المرتبطة بالعنف ازدادت بعد 18 شهراً من بدء الهجمات، 58 ضعفاً فوق ما كانت عليه قبل 15 شهراً من بدئها. وورد في هذا التقرير التأكيد على ان الحرب عرقلت استخدام المصادر المحدودة للخدمات الصحية، ودمرت الخدمات الصحية والبنية التحتية. وتسببت الاشتباكات في انتهاكات حقوق الانسان، وأدت الى ازالة مفهوم حقوق الانسان في شكل تام. واسترعى التقرير الانتباه الى التأثيرات الهدامة لحرب الخليج الأولى والثانية في العراق. وفي التقرير اشارة الى قتل 100 ألف من المدنيين، منذ التدخل الأميركي في العراق، ووقوع اصابات تقدر بعشرة أضعاف الوفيات، واضطرار مئات الآلاف من الجرحى الى العيش مع معوقات بدنية أو نفسية. ويفيد أن الولادات التي تنتهي بالوفاة، ونسبة الاجهاض، وعدم النمو، وغيرها من الأمراض كالسرطان والأمراض النفسية الشديدة هي من بين المشكلات الصحية الأساسية المرتقبة على الأمد القصير والطويل. وأشار التقرير الى حدوث كارثة بيئية كبيرة في العراق نتيجة الحرب. ولفت الأنظار الى تلوث مصادر المياه والتربة والجو الى درجة لا يمكن تنظيفها لسنوات طويلة. وجاء فيه:"لقد انهارت البنى التحتية لكافة المدن العراقية، ويتم صرف فضلات الجاري الى الطبيعة مباشرة من دون تمريرها في أية عملية تنقية. ولا توجد أنظمة مياه شرب صحية الا في قليل من المناطق الاستيطانية. وقد تم ترك فضلات الحرب، وأغلبها ملوثة اشعاعياً، من دون اتخاذ تدابير. وحتى ان بعض هذه النفايات اخذت تهدد الدول الجارة بسبب ما يسمى بتجارة السكراب. وبسبب تلوث التربة والدمار الحاصل في أنظمة الري، انخفض الانتاج الزراعي كثيراً. وترد أنباء يومية في الصحافة العالمية حول المشكلات الصحية التي تتسبب بها أسلحة اليورانيوم المنضب، ونداءات طلب العون من قبل رجال علم عراقيين". كما تطرق تقرير اتحاد الأطباء الأتراك الى تقرير أعده صندوق الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف تحت عنوان"وضع الأطفال في العراق عام 2003"الذي يؤكد على ان السبب الأساسي لوفاة 70 في المئة من وفيات الأطفال دون الخامسة هو الاسهال والالتهاب الحاد في الجهاز التنفسي. وتشير نتائج دراسة أخرى للمؤسسة تحت عنوان"تحليل لوضع الأطفال والنساء في العراق عام 1998"الى انه، نظراً لانخفاض نسبة التلقيح في العامين الأولين لما بعد حرب الخليج، ازدادت نسبة الاصابات بالحصبة الى أربعة أضعاف، والاصابة بالكساح الى 18 ضعفاً، والاصابة بالحمة التيتانية أثناء الوضع الى 20 ضعفاً على ما كانت عليه. ولفتت الدراسات التي جرت في المدة نفسها الأنظار الى انه، بسبب انخفاض حصة الفرد في استخدام المياه الى نصف ما كانت عليه، وزيادة تلوث المياه الى 7 أضعاف في المدة ما بين 1989 - 1997، أدى ذلك الى زيادة الاصابة بالتيفوئيد الى 10 أضعاف، والدزانتري الى ضعفين، والجيارديازيسين الى ستة أضعاف، وجعل من مرض الكوليرا مرضاً تمكن ملاحظته على الدوام. ولدى تطرقه الى دراسة مختلفة تحت عنوان"منظور الأمراض السارية في العراق عام 2003"الذي أعدته منظمة الصحة العالمية، يشير تقرير اتحاد الأطباء الأتراك الى ان الملاريا أصبحت من المشكلات الصحية العامة أواسط التسعينات. وفي هذا الاطار، وبحسب معطيات"اليونيسف"فإن مليوني انسان، نصفهم دون الخامسة، فقدوا حياتهم في السنوات الخمس الأخيرة بسبب الحصار المفروض على العراق الذي يشكل الأطفال دون 18 عاماً نصف سكانه، البالغ تعداده 24 مليون نسمة. [email protected]