البارحة استحق «الاتحاد» الفوز واستحق «الهلال» الخسارة لأن هناك عملاً «فنياً» و«إدارياً» متناقضاً، إذ حرص الجانب الاتحادي على الفوز، ورد الاعتبار، واعطاء البطولة أهميتها، وقيمتها وتحقق له ما أراد بكل جدارة واستحقاق فيما كان تركيز الجانب الهلالي على نهائي كأس ولي العهد، وعدم الحرص على الفوز وكأن الفريق يلعب مباراة دورية لا قيمة لها، ولا يلعب مباراة هامة تحدد مصيره في التأهل لنهائي بطولة أبطال العرب. ٭٭ الفلسفة التي أقدم عليها «باكيتا» غريبة، وكان يفترض أن يكون هناك تدخل إداري «إيجابي» لمنعها لا أن يحرص المدرب على وضع نتيجة مباراة في جيبه لكي يضمن مكافأة البطولة مقابل أن يفرط في مباراة أخرى هامة، فالمباراة لم تكن ودية حتى يُجرب بها لاعبو الاحتياط، ويفترض أن يلعب الفريق بعناصره الأساسية التي انسجمت مع بعضها البعض. ٭٭ الاتحاد الفريق المقابل مر بنفس التجربة مرتين وإن تباعدت البطولات التي حققها في «الزمن» إلا ان مدربه آنذاك «ديمتري» لم يفرق بين مباراة محلية وأخرى عربية أو آسيوية أو خليجية، كان يطمح بالفوز بأكبر عدد من البطولات، لذا فاز الاتحاد بالثلاثية وفي موسم آخر برباعية ولم يكن هناك نهج خاطئ باراحة لاعبين واحضار آخرين ليؤدوا واجباً في لقاء رسمي، وهم محبطون لم يكن مستغرباً أن تكون روحهم غائبة وأداؤهم باهتاً. ٭٭ وإذا كان الفريق لعب بتشكيل البارحة على طريقة إن فاز ولا ليس هناك مشكلة كما أراد «باكيتا» وباركت له الإدارة قراره فما الفائدة أن يمتلئ الملعب بهذا العدد الهائل من الجمهور الذي جاء للفوز وليس للفرجة على الخسارة، وكان بامكان المدرب والإدارة الاستفادة من حضوره الكثيف باللعب بكل الأوراق، واستغلاله كعامل مؤثر في الفوز لا لومه على الصمت الذي كان ابلغ رد على غياب العناصر المؤثرة ومستوى البدلاء السيىء. ٭٭ يوردانيسكو كان غياب بعض النجوم لديه قسرياً للايقاف أو الاصابة ولو كانوا جاهزين لما وفرهم لحظة واحدة وهو يبحث عن الفوز عكس الهلال لعدة أهداف «فنية» و«نفسية» ، ومن حسن حظ الهلال ان هذه العناصر تغيبت بوجود هذا التشكيل وإلا لكانت الخسارة تاريخية ومؤثرة على العمل الجميل الذي يقدمه الجهاز الفني إلى ما قبل هذه المباراة.