صادق البرلمان المغربي على مشروع قانون إنشاء "وكالة تهيئة واستثمار ضفتي نهر ابي رقرار"، وهو اكبر مشروع استثماري في العاصمة الرباط يمتد على مساحة 5 آلاف هكتار وبطول 15 كيلومتراً, وهو شبيه بمشروع الأرصفة النهرية لمدينة لندن والمجال الأخضر لمدينة فيلادلفيا الأميركية. وستقوم الوكالة بإنجاز مشاريع سياحية وعقارية وترفيهية على امتداد نهر ابي رقرار الذي يقسم العاصمة المغربية إلى جزءين. وقالت مصادر وزارة الداخلية المشرفة على المشروع ل"الحياة" "ان كلفة الاستثمارات المتوقعة ستبلغ نحو 31 بليون درهم 3.6 بليون دولار، بينها نحو 1.1 بليون دولار استثمارات مباشرة تنفذها الدولة والبلديات لإنجاز البنى التحتية والمرافق الأساسية, ونحو 2.5 بليون دولار استثمارات خاصة، تشمل قطاعات البناء والعقار والسياحة والتجارة والخدمات. وتوقعت المصادر ان تصل الاستثمارات الإجمالية إلى خمسة بلايين دولار في النصف الاول من العقد المقبل، بعد الانتهاء من التجهيزات الأساسية ومد خطوط مترو سريعة، تربط بين العاصمة ومدينة سلا المجاورة، واقامة أنفاق تحت الأرض. وقالت ان هذه المشاريع ستوفر نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة، وبناء مئات الوحدات السكنية، تتسع لنحو 80 ألف شخص على طول النهر من منبعه قرب سفوح جبال الأطلس، الى مصبه على المحيط الأطلسي، عبر متعرجات وهضاب وسهول تغطي منطقة شاسعة من الغابات والأودية. وقالت المصادر ان من أهداف المشروع جعل الرباط واحدة من اجمل العواصم العالمية، وابراز تاريخها وفن العمارة فيها وطبيعتها الرائعة النهر والبحر والوادي، وتنمية مجالات السياحة والترفيه والأنشطة الثقافية والخدمات المرافقة. وينقسم المشروع الى خمس محطات، يطلق على الأولى تسمية "باب البحر" عند اسفل القنطرة، سيبنى حوله نفق ارضي يربط بين قصبة الوداية التاريخية، والميناء الترفيهي لاستقبال اليخوت وقوارب الترفيه. ويطلق على الشطر الثاني اسم "الساحة الكبيرة"، وهي عبارة عن جزيرة اصطناعية تقام حولها مساحات خضر ومناطق تجارية ومرافق سياحية وقاعات للمؤتمرات الدولية ومراكز ثقافية وترفيهية. وستنتشر على طول ضفتي النهر المطاعم والمقاهي والفنادق على شكل بواخر ثابثة أو متحركة، للسياحة الراقية والأطفال والاسر. ويطلق على الشطر الثالث اسم "قصبة ابي رقرار"، وتقع بين قنطرة السكة الحديد ومحور الطريق السريع، ستزين بشلالات مائية اصطناعية، وتشيد على طول الشريط النهري عقارات فاخرة وفيلات وشقق عالية الجودة. ويخصص جزء من الأرض لاقامة صناعات متطورة غير ملوثة، مثل تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية والأنشطة المرتبطة بالإعلام . ويتكون الشطران الرابع والخامس من مشاريع ذات طابع بيئي للمحافظة على الخصائص الطبيعية للمنطقة، عبر إقامة حدائق ومتنزهات وأنشطة زراعية حول المدينة، تتيح للزائر رؤية شاملة لممر النهر حتى المصب، وتظهر في الأفق صومعة حسان الشهيرة، التي بناها الموحدون في القرن الثاني عشر خلال العهد الأندلسي. وقالت مصادر ل"الحياة"، ان الحكومة المغربية تتوقع مشاركة مستثمرين أجانب وعرب في مشروع العاصمة السياحي والعقاري بسبب عائداته الاقتصادية والتجارية، وجمالية المنطقة التي تجمع خصائص طبيعية شبه نادرة. وستتمتع الوكالة بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وتعمل بإشراف الدولة، وتخضع لمراقبتها المالية، على غرار وكالة ميناء طنجة المتوسطي، التي تنفذ انجاز مرفأ تجاري ضخم على المتوسط بكلفة 1.5 بليون دولار.