قررت شركات إماراتية تملكها حكومة ابو ظبي استثمار نحو بليوني دولار في المغرب بشراكة مع مؤسسات محلية في قطاعات الطاقة والعقار والسياحة، إيذاناً بعودة الاستثمارات العربية إلى منطقة شمال أفريقيا، بعد توقف ارتبط بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتداعياتها على بعض المشاريع الإماراتية المخططة والمقدرة استثماراتها ب 16 بليون دولار. وترأس الملك محمد السادس رفقة ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القصر الملكي في فاس مراسيم التوقيع على اتفاق إنشاء وحدتين للطاقة الحرارية لإنتاج الكهرباء في محطة الجرف الأصفر جنوبالدارالبيضاء بكلفة 10 بلايين درهم مغربي (1,2 بليون دولار)، بشراكة مع مكتب الكهرباء المغربي لمدة 30 سنة. وتتولى الشركة الإماراتية «ال جي ايه سي» (طاقة) تمويل بناء وحدتين للإنتاج الكهربائي باستخدام الفحم الحجري، قدرتها 700 ميغاوات ابتداءً من 2013 لتغطية حاجيات المغرب من الطاقة الحرارية، التي تنمو بمعدل 9 في المئة سنوياً بفعل التوسع الصناعي والعمراني. ووضع ولي عهد ابو ظبي يرافقه شقيق الملك محمد السادس الأمير مولاي رشيد، حجر الأساس في الشطر الثاني من مشروع تهيئة نهر ابي رقراق في العاصمة الرباط، وأطلق عليه اسم - باب البحر-، كلفته 750 مليون دولار على مساحة 30 هكتاراً تنجزه مجموعة المعبر، مقرها ابوظبي. يشمل المشروع بناء شقق سكنية فاخرة وفنادق ودور للضيافة ومكاتب تطل على النهر الذي يقسم العاصمة شطرين، إضافة إلى مسرح وقصر للمؤتمرات ومدينة للفنون الجميلة ومبانٍ تجارية ومرافق سياحية وترفيهية. وتتبع الهندسة العربية الأندلسية في المشروع نظراً إلى التشارك المعماري بين الرباط ومدن الأندلس الاسبانية. وعرف مشروع ابي رقراق، الذي تجاوزت استثماراته 3 بلايين دولار، صعوبات في الإنجاز بسبب الأزمة المالية العالمية وإرجاء الأشغال في الشطور التي تكفلت بها مجموعة سما دبي التي تضررت مشاريعها الخارجية من الأزمة العالمية. من جهة ثانية أشارت مصادر إلى أن إعمار الإماراتية تعتزم استئناف الأشغال في مشروع كورنيش العاصمة على المحيط الأطلسي بعد أن تجاوزت الصعوبات المالية والتقنية (التصاميم الهندسية)، بحيث تطلق بناء الشطر الأول من المشروع بكلفة 1,4 بليون دولار، وهو عبارة عن فنادق وشقق وفيلات ومنتجعات سياحية على طول 11 كيلومتراً من الشواطئ. ويقدر مجموع استثمارات إعمار في المغرب بنحو 7 بلايين دولار، غالبيتها في طنجة والرباط ومراكش، بينما يقدر إجمالي استثمارات الشركات الإماراتية في قطاعات العقار والسياحة والمال والخدمات والنقل بأكثر من 20 بليون دولار منها 16 بليوناً قيد الإنجاز، أهمها مساهمة شركات من دبي وأبو ظبي في تمويل بناء الميناء التجاري الدولي في طنجة اكبر موانئ جنوب غربي البحر الأبيض المتوسط تجاوزت كلفته 4 بلايين دولار.