شهدت منطقة شرق لندن، في إطار الاحتجاجات الدورية التي نظمها"متطرفون راديكاليون"مسلمون خلال حملة الانتخابات البريطانية الحالية، اعمال عنف ليل الثلثاء شارك فيها عدد من مناهضي الحرب في العراق من الآسيويين قدرت الشرطة عددهم بحوالى 30 شاباً، استهدفوا مهرجاناً انتخابياً للنائب البريطاني السابق جورج غالاوي، زعيم حزب"ريسبكت"الاحترام واعلنوا خلالها فتوى بانه يستحق الشنق. واضطر غالاوي، الذي انشق عن حزب العمال بسبب موقفه المناهض للحرب، الى مغادرة المكان عندما تظاهر ضده ناشطون إسلاميون وأدانوه بأنه"رسول زائف". ويحاول غالاوي، الذي رشح نفسه ضد ممثلة حزب العمال الملونة اونا كينغ، الفوز بمقعد دائرة بيتنال غرين العمالية تقليدياً وفيها نسبة كبيرة من المسلمين. وقال ناطق باسم حزب"الاحترام"ان"غلاوي تلقى تهديدات جدية لكنه لم يتعرض للأذى وتم نقله من موقع المهرجان بسيارة صهره". واضاف:"اقتحم المحتجون المكان وقالوا لجورج ان فتوى صدرت بحقه وسيُشنق". وابلغ غالاوي صحيفة"ايفننغ ستاندارد"المسائية ان رجال الشرطة"أنقذوا حياته"بعدما اشتبك أنصار"حزب التحرير"مع أعضاء في حزبه ليل الثلثاء. في الوقت نفسه هاجم متظاهرون المرشحة العمالية كينغ، الذي تنتمي الى اصول يهودية، وخربوا اطارات سيارتها بعدما القوا البيض الفاسد عليها بسبب تأييدها للحرب في العراق. وأثار الحادثان قلق الشرطة من تهديدات لسلامة سلامة المرشحين في هذه الدائرة الانتخابية التي تقطنها غالبية من البنغال والفقراء واللاجئين السياسيين. وكانت كينغ فازت في الانتخابات السابقة بغالبية نحو عشرة آلاف صوت، لكنها تتعرض هذه المرة لتهديد كبير من جانب غالاوي. ويعتبر المراقبون أن هذه الدائرة تشهد اشد مناقشة محتدمة في الحملة الانتخابية لم يسبق لها مثيل. ويحاول غالاوي استمالة"اصوات المسلمين"على اساس انه عارض الحرب. وحذر الناشطون، وفق"ايفننغ ستاندارد"من أن أي مسلم يصوّت لمصلحة غالاوي"سيواجه حكماً بالموت". وافادت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان الشرطة اوقفت ثلاثة اشخاص في المنطقة لكنها لم تذكر ما اذا كانوا من الناشطين الاسلاميين المتطرفين. واشار غالاوي الى إنه استُهدف لأنه"يقدم حلاً ديموقراطياً للمسلمين". وكانت مجموعة متطرفة حاولت عرقلة اجتماعاً عقده المجلس الإسلامي البريطاني في المركز الثقافي الإسلامي في مسجد ريجنت بارك وسط لندن اول من امس. وتحاول الاحزاب البريطانية المختلفة اجتذاب قسم كبير من الناخبين المسلمين، المقدر عددهم بحوالى مليون ناخب، الى صفوفها. ويأتي في الطليعة الحزب الليبيرالي الذي يصور نفسه"البديل"للحزبين الرئيسيين العمال والمحافظون في الدفاع عن قضايا الملونين والمسلمين والناخبين المتحدرين من اصول غير بريطانية. وكان الناخبون المسلمون يؤيدون تقليدياً حزب العمال لكن استطلاعاً للرأي اجرته مؤسسة"اي سي ان"لحساب صحيفة"ذي غارديان في آذار مارس 2004 اظهر تراجع تأييد المسلمين لحزب العمال من 75 الى 38 في المئة... لكن استطلاعات داخلية للاحزاب والمرشحين في الدوائر، التي تضم جاليات اسلامية كبيرة، اظهرت ان حزب العمال استعاد اجزاء كبرى من خسائره بين المسلمين خصوصاً بعد الانتخابات في العراق وبعدما استضافت بريطانيا مطلع السنة الجارية المؤتمر الفلسطيني في لندن وظهور بوادر عن"حلحلة"قضية الشرق الاوسط. ويعتقد الحزب الليبيرالي ان مرشحيه قد يستطيعون هزيمة العمال في دوائر فرعية في برمنغهام وكارديف ولوتون. وفي دائرة بلاكبيرن يواجه وزير الخارجية جاك سترو، واغلبيته النيابية تصل الى 10 الاف صوت، جالية اسلامية ناقمة من معارضي الحرب على العراق ما دفع الوزير الى طلب المساعدة من لورد احمد، احد ابرز من عينهم بلير في مجلس اللوردات.