اعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يانكر امس، أن الولاياتالمتحدة سترحب برفض فرنسا الدستور الاوروبي في استفتاء مقرر نهاية الشهر المقبل. وقال:"لا أعتقد أنهم في الولاياتالمتحدة سيكونون غير سعيدين إذا رفضت فرنسا الدستور الاوروبي". وأضاف يانكر الذي عقد اخيراً محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن:"سيتماشى هذا مع فكرتهم حول أوروبا الضعيفة لأنه سيحقق أكبر آمالهم للمستقبل". وأشار يانكر الذي يشغل منصب رئيس وزراء لوكسمبورغ أيضاً، إلى أن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الانكلوساكسونية"لا تحبذ فكرة الدستور الأوروبي وتقوية أوروبا ورؤية أوروبا تنمو لتصير قوة مسؤولة وقادرة". الى ذلك، رأى رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران أمس، أنه لا يزال من الممكن أن يصوت الفرنسيون ب"نعم"في الاستفتاء على الدستور الأوروبي المقرر الشهر المقبل، على رغم استطلاع آخر للرأي أشار إلى أن الناخبين يعتزمون رفض الدستور المقترح. وقال رافاران إن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم هم الذين سيتحكمون في نتيجة الاستفتاء الذي سيجرى في 29 أيار مايو المقبل، حتى بعدما أظهر استطلاع رأي جديد أن معسكر الرافضين للدستور عزز مكانته بتقدم بفارق عشر نقاط مئوية عن المؤيدين. ولفت رافاران إلى أن"غالبية الشعب الفرنسي لم تدل برأيها ولم تحسم أمرها بعد، لذا فإن النتيجة مفتوحة أمام كل الاحتمالات". وأضاف:"تعلمون كما أعلم أن الانتخابات والمناظرات الديموقراطية الكبرى تحسم في الأسابيع أو الأيام القليلة الأخيرة، لذلك هناك بالطبع أمل في التصويت بنعم"، مشيراً إلى"انه خيار تاريخي". استفتاء وأظهر استطلاع نشرته صحيفة"لوفيغارو"أمس، أن 55 في المئة من المشاركين فيه صوتوا بالرفض و45 في المئة صوتوا بالموافقة على الدستور الذي يهدف إلى تسهيل عملية اتخاذ القرار داخل الاتحاد الأوروبي الموسع والذي يضم 25 دولة. وتعرض رافاران الذي يواجه بالفعل معارضة الناخبين لسياساته الاقتصادية والإصلاحية للمزيد من الضغوط. وطالب أحد وزرائه بتغييرات كبيرة في السياسات، إذ قال وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان انه يتعين تغيير السياسات لتأخذ في الاعتبار عدم رضا الناخبين اياً كانت نتيجة الاستفتاء. وقالت مصادر سياسية إن دو فيلبان أوضح كذلك أنه يتطلع لمنصب رئيس الوزراء مما أثار تكهنات بأن الرئيس جاك شيراك يمكن أن يضحي برافاران باعتباره كبش فداء إذا رفضت فرنسا الدستور، ما أثار"خلافاً كبيراً"بين الاثنين. موقف المفوضية وفي استوكهولم، قالت مارغو وولستورم نائبة رئيس المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي لن يعيد صوغ الدستور إذا رفضه الفرنسيون في الاستفتاء. ويتطلب العمل بالدستور موافقة كل الدول الأعضاء، ويحذر زعماء الاتحاد من عواقب وخيمة على الدستور واندماج الأعضاء الجدد إذا رفضته فرنسا. الجدير ذكره أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعلن الاثنين أن بريطانيا ربما تتخلى عن خططها لإجراء استفتاء على الدستور الاوروبي اذا رفضته فرنسا الشهر المقبل. اليونان في موازاة ذلك، صدق البرلمان اليوناني على معاهدة دستور الاتحاد الأوروبي، مما يجعل اليونان العضو السادس في الاتحاد الذي يوافق على المعاهدة. وكان تصديق اليونان على المعاهدة مسألة مضمونة فعلياً بسبب الغالبية التي يشكلها المحافظون والدعم الذي يقدمه لهم الاشتراكيون في البرلمان.