كشف الأرشيف الوطني البريطاني هذا الأسبوع وثائق لوزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات تعود الى القرن التاسع عشر وتتعلق بعميل هنغاري"مص دم"الدولة البريطانية وابتزّها مالياً، وكان ايضاً وراء اختراع شخصية"مصاص الدماء"دراكولا في الرواية المشهورة للكاتب برام ستوكر. وتقول الوثائق ان ارمينيوس فامبري، استاذ اللغات الشرقية في جامعة بودابست بين العامين 1865 و1905، عمل بأجر لمصلحة الاستخبارات البريطانية، وكانت تقاريره تُقرأ على أرفع مستوى في الدولة وبلاط الملكة فيكتوريا التي وصفته بأنه"رائع الذكاء". وصار فامبري لاحقاً صديقاً مقرباً من الملك ادوارد السابع. وكان البريطانيون ينظرون بأهمية الى تقاريره، كما يبدو، بسبب صلاته المفترضة بسلاطين الدولة العثمانية وشاه الامبراطورية الفارسية، ويُحكى انه جال عبر آسيا متخفياً في زي"درويش"اسلامي، وقدّم تقارير عن الحشود الروسية في جبال الهندوكوش الأفغانية في تسعينات القرن التاسع عشر. وتكشف الوثائق انه كان وراء نقل أسطورة"دراكيولا"مصاص الدماء في ترانسيلفانيا الى بريطانيا خلال عشاء مع الكاتب برام ستوكر في ناد لندني عام 1890. وكتب برام روايته"دراكولا"، مستوحياًً من شخصية فامبري الدور الذي لعبه"صائد مصاصي الدماء"ابراهام فان هلسينغ. وتشير الوثائق أيضاً الى ان فامبري لم يأت فقط بقصة"مصاص الدماء"الهنغاري الى البريطانيين، بل انه"مص دمهم"أيضاً. إذ بعد 20 سنة من تلقي"مظاريف"تحوي اتعابه من الاستخبارات البريطانية، قرر فامبري انه يحتاج معاشاً تقاعدياً من الدولة البريطانية وإلا فإنه سيكشف لأعدائها سلسلة الرسائل والتقارير المتبادلة بينه وبينها. ووافقت الحكومة البريطانية على طلبه ومنحته عام 1911 - أي قبل سنتين من وفاته - تقاعداً سنوياً قدره 140 جنيهاً استرلينياً، وتسلّمت في المقابل"رزمة"تتضمن المراسلات بين الجانبين. وتكشف الوثائق، من جهة أخرى، ان بريطانيا كانت مستعدة لأن تدفع للامبراطورية العثماني رشوة بقيمة 25 مليون جنيه ما يعادل 200 مليون جنيه حالياً اذا فكت تحالفها مع المانيا في الحرب العالمية الأولى.