أصبح ويليام، ذو الخمسة عشر عاماً، مراسلاً لمجلّة"رولينغ ستون"مخالفاً ارادة والدته التي حمته دوماً من مخاطر الحياة: الجنس، المخدّرات و"الروك اند رول". لاتمام تحقيق عن فريق"روك اند رول"مشهور، رافق ويليام أعضاء الفريق في رحلتهم في باص صاخب، يتنقّلون بين حفلة موسيقيّة وأخرى في جنوب غربي الولايات المتحدّة. تلاحق الفريق، كما درج التقليد، ال groupies وهنّ فتيات حملن حبهن لمغنّيهن المفضّلين ولاحقنهم أينما ذهبوا. إحداهن،"بيني الجميلة"، تصاب بالحزن الشديد عندما يترك راسل، لاعب الغيتار، الفريق ليلتحق بآخر، فتلتجئ إلى جرعة زائدة من المخدّرات ينقذها منها ويليام ويكشف لها عن حبّه. يحملنا فيلم"Almost Famous"في العام 2000 إلى عالم"الروك اند رول"في أميركا السبعينات، يتحوّل فيه المغنّون إلى أيقونات يتماهى معهم المعجبون ويقلّدونهم. هكذا كان ألفيس بريسلي بياقته البيضاء العالية وشعره المسرّح أيقونة شعبيّة. ووصل الولع به إلى درجة أنّ البعض يرفض الإقرار بموته حتّى اليوم. يعلن غلاف إحدى مجلاّت التابلويد الأميركية:"العثور على ألفيس على كوكب مارس"! إغماء النساء ودرجت مع ألفيس ومع"البيتلز"ظاهرة إغماء النساء فقدت 150 فتاة الوعي في لقاء واحد مع البيتلز في مطار سيدني في 1964 التي قلّ انتشارها اليوم بعدما تحوّل الاغماء من دراما إلى أمر عادي. أمّا محبّو دايفيد بوي فهم، بتقليدهم له، يكسرون الكثير من الأعراف الاجتماعيّة. فما زالوا يأتون إلى حفلاته بشعر يشبه شعره البرتقالي، والكحل حول عيونهم، وملابسهم البرّاقة الضيّقة تضيع فيها الفوارق بين الذكورة والأنوثة. وولع المشاهير هذا ليس حكراً على الولايات المتّحدّة طبعاً، لكنّ حجمه هنا مرتبط بالحجم الكبير للرأس مال الذي يموّله. فإضافة إلى E! Television، القناة التلفزيونيّة المخصّصة فقط لحياة المشاهير، بدأت قناةMTV الموسيقيّة تخصيص برنامج يوميّ يدخل إلى بيت مغنّين شباب فيعرّفنا الى غرفة نومهم، مطبخهم، ثيابهم، سيّاراتهم، وحتّى جواريرهم وما في داخلها. كذلك تكثر مجلاّت التابلويد من مثل"بيبول"و"سان"و"غلوب". وهذه المجلاّت مملوءة بالفضائح عن المشاهير. يرى البعض في ظاهرة الولع بالمشاهير أو بفضائحهم نوعاً من غضّ الطرف عن المشكلات المهمّة في البلد من مثل الضمان الصحي أو الحرب على العراق. وتقدّم مجلّة"رولينغ ستون"اليوم على صفحتها الالكترونية تحقيقاً عن محاكمة مايكل جاكسون. أمّا E! Television فتعيد تمثيل محاكمته التي يمنع تصويرها كي يتسنّى للمشاهدين أن يعيشوا كلّ تفصيل من تفاصيل قصّة تحرّشه بقاصر. ويمكن طبعاً توقيع عرائض كثيرة على الإنترنت للدفاع عن جاكسون. وتراوح عناوين مجلاّت التابلويد حول المحاكمة هذه من السياسي ك"جاكسون يرى مؤامرة وراء مشكلاته"إلى الخيالي"مايكل جاكسون كان الرجل الفيل في حياته السابقة". بحسب هذه القراءة، حب المشاهير والاهتمام بفضائحهم تصنعه وسائل الإعلام نفسها. من وجهة نظر أخرى، ترفض اليزابيت بيرد في كتابها عن ظاهرة التابلويد في الولايات المتحدّة For Enquiring Minds: A Cultural Study of Supermarket Tabloids الكثير من الأفكار الشائعة عن استهلاك مجلاّت التابلويد في الولايات المتحدّة. وتدرس هذه الظاهرة كنوع من الفولكلور وتجد انّ كلّ من يقرأ مجلاّت التابلويد لديه وجهة نظر مختلفة. فمعظم الذين يقرأون هذه المجلاّت يتفاعلون مع ما يقرأون وهم يعرفون أنّ الكثير من هذه الاخبار غير صحيح أو مبالغ فيه. وليس قرّاء التابلويد، بحسب بيرد، أناساً غير متعلّمين. وهي تعتبر أنّ ما يشدّ الناس إلى التابلويد تغنّيها بالعادي والاستثنائي في الوقت عينه. فهي تدعو القرّاء إلى عالم خطير ومشوّق هو عالم المشاهير، وتطمئنهم في الوقت عينه على أمان حياتهم العاديّة. إلاّ أنّها ترى أنّه على رغم الدور الفاعل لمستهلكي التابلويد، فإنّ هذا النوع من الفولكلور لا يسمح بثقافة مقاومة، وهو يعيد انتاج انماط اجتماعية كتلك المترتبطة بالنساء والسود. أمّا معجبو ديفيد بوي فهم طبعاً يرفضون الاتهامين: هيمنة وسائل الاعلام والنمطية الاجتماعية. فحبهم للمغني الخنثوي هو طريقتهم في التعبير عن اختلافهم عن الثقافة الشعبية والقوالب الاجتماعيّة المحضّرة لهم.