وجه محمد علي طلعت الرئيس الجديد للقبارصة الأتراك نداء الى المجتمع الدولي والرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس امس، من اجل العمل على حل القضية القبرصية وتوحيد الجزيرة المقسمة. وطالب بابادوبولوس بأن يتعاون مع مطالب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الرامية الى العودة من جديد الى طاولة المفاوضات. جاء ذلك فور الإعلان عن فوز طلعت في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الشطر الشمالي التركي من الجزيرة في ظل غياب الرئيس السابق رؤوف دنكطاش الذي امتنع عن ترشيح نفسه للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة عام 1978 . وحصل طلعت على 56 في المئة من اصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات وهي اقل مما كانت تتوقعه استطلاعات الرأي التي اشارت سابقاً الى احتمال حصوله على 70 في المئة. وعلى الفور، هنأت واشنطن وأنقرة حليفهما طلعت بفوزه وتمنيتا له النجاح في سعيه الى اعادة توحيد الجزيرة المقسمة. واستبشرت الصحافة التركية ببداية عهد جديد في الشطر التركي من الجزيرة، وقابلت وسائل الإعلام القبرصية اليونانية الأمر بجمود، فيما ادعت صحف يمينية يونانية قبرصية بأن فوز طلعت جزء من"مؤامرة اميركية"تهدف الى فرض صيغة الحل التي طرحها كوفي انان العام الماضي بالقوة. وادعت صحف اخرى بأن الانتخابات جاءت لتجسد ارادة انقرة التي باتت على خلاف مع دنكطاش وتريد ان يحل محله طلعت، معتبرة بذلك ان الانتخابات كانت غير نزيهة لأنها تعرضت لتدخل خارجي على حد تعليق الصحافة القبرصية اليونانية التي طالما اشتكت سابقاً ايضاً من دنكطاش واتهمته بالتشدد. من جانبه، اعلن دنكطاش انه مرتاح البال وهو يسلم الرئاسة الى طلعت، قائلاً إن التيار الذي وعد الناخبين بالأمل هو الذي كسب الانتخابات. ونصح الرئيس المنتخب بأن يلتزم سياسة"الدم البارد"اثناء مفاوضاته المرتقبة مع القبارصة الأتراك حتى لو اضطره ذلك لأن يتصرف كالثعبان، فيما وعد طلعت بالإفادة من تجربة دنكطاش وخبرته التي اكتسبها خلال ثلاثة عقود من التفاوض مع القبارصة اليونان والأمم المتحدة. وقال طلعت انه سيعمل من اجل دفع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتنفيذ وعودها برفع الحصار الاقتصادي والتجاري عن شمال قبرص التركي، وذلك من اجل دمج القبارصة الأتراك مع العالم. يذكر ان طلعت هو السياسي اليساري الأول الذي سيمثل احد طرفي النزاع على طاولة المفاوضات، ذلك ان كل من سبقوه من كلا الجانبين كانوا يمينيي التوجه قوميين بالفطرة بسبب طبيعة القضية القبرصية التي يختلف طرفاها عن بعضهما في القومية والدين واللغة.