انتقد وزير فلسطيني أمس"التجاهل الاسرائيلي"لقضية الاسرى الفلسطينيين، معتبراً ان استمرار التعامل بهذه الطريقة مع هذه المسألة ومسائل اخرى قد يؤدي الى انهيار"التهدئة". وقال وزير شؤون الاسرى والمحررين الفلسطيني سفيان ابو زايدة للصحافيين في ختام"مؤتمر الحرية الثاني"للاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية الذي عقد في غزة أمس، ان"الاسرائيليين ما زالوا يتجاهلون قضية الاسرى ويتجنبون تحديد موعد لاجتماع اللجنة الاسرائيلية الفلسطينية لتحديد معايير الافراج عن الاسرى الفلسطينيين". وتشكلت اللجان الفلسطينية الاسرائيلية المشتركة لتحديد معايير الافراج عن الاسرى بعد قمة شرم الشيخ التي جمعت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في الثامن من شباط فبراير الماضي. وأوضح ابو زايدة:"عقد اجتماع واحد فقط للجنة المشتركة قبل شهر وكان من المفترض عقد اجتماع بعد اسابيع لكن حتى الآن لم يحدث"، مضيفاً:"حتى هذه اللحظة لا يوجد اي مؤشر الى ان الجانب الاسرائيلي يريد فعلاً اطلاق سراح الاسرى". وحذر من انهيار التهدئة القائمة في حال"استمر الجانب الاسرائيلي في التعامل مع قضية الاسرى وبقية القضايا الفلسطينية بهذا الشكل". وشكك الوزير الفلسطيني في الرغبة الاسرائيلية باستمرار التهدئة، موضحاً:"اذا كان الجانب الاسرائيلي معنياً بالتهدئة، فعليه ان يغير أسلوبه في التفاوض ولكنه غير معني بها لحسابات داخلية خاصة به". وطالب الدول العربية بتقديم"الدعم المعنوي والمادي للاسرى الفلسطينيين"، موضحاً ان برنامج تأهيل الاسرى الفلسطينيين"مدعوم مادياً من الاتحاد الاوروبي وسويسرا ولم تقدم اي دولة عربية دعماً لهذا البرنامج". من جهته، أكد اسماعيل هنية، احد ابرز قياديي"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، على ان"موافقة حركته على التهدئة كان مشروطاً بالمطالب الفلسطينية وفي مقدمها الافراج عن الاسرى". واتهم هنية اسرائيل"بادارة ظهرها لكل تفاهمات التهدئة في حين يلتزم الفلسطينيون بها"، مضيفاً ان"تجاهل اسرائيل للمطالب الفلسطينية يضع التهدئة في مهب الريح". وبدوره، أكد عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"كايد الغول في كلمته، ضرورة طرح قضية الاسرى"كقضية دولية باعتبارهم معتقلين من اجل الحرية وليسوا معتقلين أمنيين كما تتعامل معهم اسرائيل". ودعا الغول الى تشكيل"لجان دولية لممارسة الضغط على اسرائيل لاطلاق الاسرى". وكانت السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية اتفقت في ختام جلسات حوارها في القاهرة في اذار مارس على الالتزام ب"التهدئة"حتى نهاية العام الحالي شرط ان توقف اسرائيل"كل اشكال العدوان"، ودعت الى"الافراج عن جميع الاسرى والمعتقلين". وأكدت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينيين في شباط الماضي ان اسرائيل تعتقل في سجونها نحو ثمانية آلاف فلسطيني، بينهم الف سجين اداري تقريباً. وبين هؤلاء المعتقلين، 129 أسيرة و312 قاصراً والف سجين مصابين بأمراض مختلفة. ونظمت"جمعية الاسرى والمحررين"حسام و"منظمة انصار الاسرى"الناشطتان للافراج عن الاسرى وتوفير الدعم لهم، مؤتمراً في غزة أمس تحت عنوان"مؤتمر الحرية الثاني"بمشاركة عدد من الفصائل الفلسطينية في اطار تنظيم اسبوع فعاليات للتضامن مع المعتقلين الفلسطينيين مع اقتراب"يوم الاسير الفلسطيني"في 17 نيسان ابريل.