يأمل اهالي اسرى فلسطينيين معتقلين في اسرائيل ان تسمح"التهدئة"التي اعلنت عنها الفصائل الفلسطينية الخميس، في الافراج عن ابنائهم، لكنهم لا يثقون بوعود اسرائيل ويرون ان الاتفاقات معها غير مجدية. وتشكل مسألة الاسرى واحدة من القضايا الاساسية بين اسرائيل والفلسطينيين الذي ينتقدون المعايير الاسرائيلية في اطلاق الاسرى. وتقول ام عماد شحادة 65 عاما التي تعتقل اسرائيل ابنها وشقيقها انها تأمل في الافراج عن جميع الاسرى لان هذه الخطوة تشكل"احد شروط التهدئة". وتضيف باكية ان"اسرائيل سرقت مني اثنين، وكأن عذابي بسجن ابني لم يكفها فأرادت ان تضاعف العذاب فاعتقلت اخي"، في اشارة الى ابنها عماد شحادة الذي يمضي حكما بالسجن 47 عاما قضى منها 16 عاما، وشقيقها حاتم اسماعيل المحكوم بالسجن 25 عاما قضى منها 11 عاما. اما إفراج اسرائيل عن 500 اسير اخيرا، فلم تر فيه ام عماد"خطوة مجدية"، معتبرة انه قرار"يطاول فقط من شارفت محكوميتهم على الانتهاء"، مشددة على ان اسرائيل"ترفض اطلاق كل من تصفهم بان ايديهم ملطخة بالدماء". وكان وزير شؤون الاسرى والمحررين الفلسطيني سفيان ابو زايدة اكثر وضوحا في هذا المجال، بانتقاده"المعايير الاسرائيلية المتبعة في الافراج عن الاسرى". وقال ان الفلسطينيين"لديهم اولويات في المطالبة بالافراج عن الاسرى وليس معايير للافراج عن عدد وبقاء الاخر"، موضحا ان"الاولوية في الافراج هي لاسرى ما قبل اتفاق اوسلو والاسرى دون الثامنة عشرة من العمر والاسيرات والمرضى والمسنين". واكدت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينيين في شباط فبراير الماضي ان اسرائيل تعتقل في سجونها نحو ثمانية الف فلسطيني بينهم نحو الف سجين اداري. وبين هؤلاء المعتقلين، 129 اسيرة و312 قاصرا والف سجين مصابون بامراض مختلفة. كما اوضحت ان اسرائيل اعتقلت 70 فلسطينيا منذ بدء الاجتماعات مع الجانب الفلسطيني اواخر كانون الثاني يناير الماضي وحتى 21 شباط. وتتساءل والدة الاسير الفلسطيني بسيم الكردي المسجون منذ قبل توقيع اتفاقية اوسلو عن"الفائدة من عقد اتفاقات سلام مع اسرائيل مع بقاء الاسرى في السجون"، داعية العالم والمفاوضين الفلسطينيين الى"الوقوف الى جانب قضية الاسرى ووضعها على رأس اولوياتهم". وتؤكد انها"لم تر ابنها ولا حتى مرة واحدة"منذ خمس سنوات. ومثلها، اكد فلسطينيون آخرون انهم ليسوا متفائلين في التهدئة، من بينهم محمد ابو راس 52 عاما الذي قال والده ان"اسرائيل لا تأبه بهدنة او بسلام ... ولو كان في نيتها اسرائيل السلام للمسنا ذلك على ارض الواقع وليس فقط بالوعود المستمرة". وروى والد الاسير عاهد ابو راس انه ذهب لزيارة ابنه الذي لم يره منذ سنتين لكنه فوجئ"بمنع الجنود الاسرائيليين له من الزيارة"التي لم تتم الا بعد"توسط الصليب الاحمر ليسمح له الجنود برؤية ابنه لفترة وجيزة". اما احمد ابو روك الذي كان سجينا اداريا في سجن النقب وبين المعتقلين الفلسطينيين ال500 الذين افرج عنهم اخيرا، فيدعو السلطة الفلسطينية الى"العمل من اجل اطلاق جميع الاسرى، خصوصا الاسرى القدامى"، اي المسجونين منذ ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو. وفي هذا السياق، يؤكد هذا الرجل البالغ من العمر اربعين عاما ان"وضع المعتقلين في السجون الاسرائيلية سيىء جدا والمرضى لا يلقون الرعاية الصحية اللازمة لذلك على كل الجهات ان تعمل جاهدة لانقاذهم". اما الاسرى في السجون الاسرائيلية، فدعوا الخميس الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار القاهرة الى السعي الجاد من اجل اطلاقهم. وطالب الاسرى في بيان صادر عن"الحركة الاسيرة في السجون الاسرائيلية"بربط اعلان الهدنة"بالتزامات معلنة ومجدولة من قبل إسرائيل ... وعدم التعرض للاسرى الذين ستفرج عنهم السلطة وفي مقدمهم الرفيق احمد سعدات"الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.