وصل روبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الى بغداد في زيارة تستمر يوماً واحداً، لم يُعلن عنها مسبقاً، اثر الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد الى العراق. وتوجه زوليك مباشرة من مطار بغداد الى الفلوجة حيث التقى الجنود الاميركيين وتحدث معهم عن"جهود اعمار المدينة التي دمرها القتال". ولفت الرئيس جورج بوش الى ان عدد القوات العراقية المدربة اكثر من القوات الاميركية في العراق حالياً، بينما ذكر وزير دفاعه رونالد رامسفيلد بعد لقائه الزعيم الكردي مسعود بارزاني ان"قرار الانسحاب الاميركي بيد الرئيس بوش والحكومة العراقية". وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للصحافيين، الذين رافقوه على متن الطائرة العسكرية التي اقلته الى بغداد، نحن في مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية و"هي مرحلة مهمة في العملية السياسية... انها عملية انتقال سياسي وتشكل الديموقراطية العراقية". ومن المقرر ان يعود زوليك الى العاصمة العراقية في وقت لاحق ليجتمع مع الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي الجديد ابراهيم الجعفري اضافة الى زعماء آخرين. وزوليك هو ارفع مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية يزور بغداد منذ تعيين كوندوليزا رايس خلفا للوزير السابق كولن باول. وأعلن رامسفيلد بعد لقائه بارزاني، مساء الثلثاء في منتجع صلاح الدين، ان قرار الانسحاب الاميركي من العراق بيد الرئيس جورج بوش والحكومة العراقية. واضاف"بعدما يستتب الامن ويزول التهديد عن الكيان العراقي سيتم الانسحاب". وكان رامسفيلد أعلن لدى وصوله الى بغداد فجر أول من امس بشكل مفاجىء ان الولاياتالمتحدة لم تضع بعد استراتيجية لسحب قواتها من العراق، وان هذا الاجراء رهن بقدرة القوات العراقية على تولي مهمات الامن. ورداً على سؤال عن موقف الولاياتالمتحدة من وصف البعض القوات الكردية البيشمركة بأنها ميليشيا، قال رامسفيلد:"موضوع البيشمركة متروك للشعب العراقي خصوصاً عند وضع الدستور. فهو يقرر كيفية معالجة مثل هذه المواضيع". وحض الحكومة العراقية الجديدة على"عدم محاولة تسييس قوات الامن والشرطة وانما الاعتماد فقط على قدراتها". وقال بارزاني بعد اللقاء رداً على سؤال عن مشاركة القيادات البعثية السابقة في الحكومة العراقية الجديدة:"نحن في اجتماع لندن كانون الاول 2002 للمعارضة العراقية رفعنا شعار المصالحة الوطنية. ونحن الآن نقف الموقف نفسه"لكنه اشار الى ان"هذا لا يعني اننا سنتصالح مع الذين مارسوا الحكم وشاركوا في عمليات الابادة في زمن النظام العراقي السابق... هؤلاء تجب محاكمتهم لكن يجب منح فرصة للآخرين". وكان وزير الدفاع الاميركي وجه تحذيراً الى الحكومة العراقية الجديدة من ان عمليات التطهير السياسي والمحسوبية قد تؤدي الى اتهامات بالفساد وتفقد الحكومة التي لم تتشكل بعد الثقة. كما حذر من اي تأجيل في الجدول الزمني للعملية السياسية خصوصاً وضع دستور جديد بحلول منتصف آب اغسطس واجراء الانتخابات العامة في كانون الاول ديسمبر المقبل. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعتبر أول من أمس ان سقوط نظام صدام حسين يعادل سقوط جدار برلين، مؤكداً ان نجاح الديموقراطية في العراق يمكن ان يؤدي الى"ثورة ديموقراطية شاملة". وقال بوش في خطاب امام جنود اميركيين في قاعدة فورت هود العسكرية ان"نجاح الديموقراطية في العراق يوجه رسالة من بيروت الى طهران تؤكد ان الحرية يمكن ان تكون مستقبل كل امة". واضاف ان"اقامة عراق حر في قلب الشرق الاوسط ستشكل هزيمة ساحقة لقوى الطغيان والارهاب وحدثاً محورياً في الثورة الديموقراطية الشاملة". ولفت الى ان"عدد قوات الامن العراقية المدربة يفوق حالياً عدد القوات الاميركية في العراق". واشار بوش الى"انها تلعب دوراً أكبر في مكافحة المسلحين... وان عمليات الامن في العراق تدخل مرحلة جديدة"تلعب فيها الولاياتالمتحدة وشركاؤها في التحالف دوراً داعماً بشكل متزايد في حين يزيد اعتماد قوات الامن العراقية على نفسها وتضطلع بمسؤوليات أكبر. وتابع:"هذا الاسبوع مرت الذكرى الثانية لتحرير بغداد... سقوط تمثال صدام حسين سيُسجل الى جانب سقوط جدار برلين كواحد من الحوادث المهمة في تاريخ الحرية". وقال:"سنساعدكم في اقامة حكومة مسالمة وتمثيلية تحمي حقوق كل المواطنين وبعد ذلك ستغادر قواتنا"العراق، لكنه لم يقدم جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق.