وقّعت الحكومة المغربية أمس مع كونسورتيوم من الشركات الاوروبية اتفاقاً استثمارياً لبناء قرية سياحية جديدة في مدينة موغادور الصويرة على شواطئ المحيط الأطلسي، بكلفة تبلغ 4.7 بليون درهم ما يزيد على نصف بليون دولار. وأشرف الملك محمد السادس، أول من أمس، على حفل إبرام الاتفاق، الذي وقعه عن الجانب المغربي، رئيس الوزراء ادريس جطو، وعن الجانب الاوروبي ممثلون عن شركة"توماس اند بيرون"البلجيكية وشركة"ريسما"الفرنسية، الفرع السياحي لمجموعة"اكور"الدولية، وشركة"كولبير اوركو". ويُشكّل المشروع جزءاً من"البرنامج الأزرق الذي يستهدف بناء خمس قرى سياحية، استعداداً لاستقبال 10 ملايين سائح في سنة 2010، بكلفة استثمارية إجمالية تبلغ نحو 5.5 بليون دولار. وتمتد هذه القرى من مدينة السعيدية على الحدود الجزائرية الى الشاطئ الأبيض في كلميمجنوب المحيط الأطلسي. وتقع القرية السياحية الجديدة في موغادور على مساحة 400 هكتار، لبناء 18 فندقاً مصنفاً بين ثلاث وخمس نجوم وملاعب للغولف وفلل واستراحات . وستستثمر الشركات الاوروبية مبلغ 200 مليون دولار ومستثمرون آخرون نحو 250 مليون دولار، فيما ستُنفق الحكومة مبلغ 150 مليون دولار على التجهيزات الأرضية. وسيؤمّن المشروع نحو 3 آلاف فرصة عمل. وتُعتبر موغادور من أكثر المدن السياحية في المغرب التي تقطنها جالية يهودية كبيرة، ويزورها سنوياً عشرات الآلاف من اليهود، خصوصاً من اسرائيل والولاياتالمتحدة، ويتملكون فيها منازل وقصوراً صغيرة رياض. وهي تعرف بمواسم"موسيقى غناوة"التي حملها معهم السود إلى الولاياتالمتحدة في القرن الثامن عشر، تاريخ الاعتراف باستقلال الولاياتالمتحدة. واستقبل الملك محمد السادس في المدينة وفداً من رؤساء الجمعيات اليهودية الأميركية التي تزور المغرب حالياً، كما وشح صدور كفاءات من المدينة، بينهم المستشار اندري ازولاي والكاتب عمران مالح وعضو أكاديمية المملكة حاييم زفراني. يُذكر ان السياحة هي ثاني أهم مصدر للعملات الصعبة في المغرب، وتدر نحو 30 بليون درهم 3.2 بليون دولار.