لم يسبق ان لقيت شخصية سورية الاهتمام الإعلامي مثلما لقي"الشاهد المقنع"هسام هسام الذي تعول دمشق عليه كثيراً لپ"نسف الاتهامات"التي حملها تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري لشخصيات سورية. المنظمون بدلوا موعد المؤتمر الصحافي الأول له من الحادية عشرة الى الثالثة عشرة، ومع ذلك لم تخف حدة الاكتظاظ الإعلامي في فندق امية ما ذكر بالمؤتمرات الصحافية الحاشدة التي كانت تشهدها دمشق في المناسبات والأحداث الكبيرة. جميع المراسلين سألوا، وكثير منهم طرح سؤالين الى ثلاثة على"الشاهد المقنّع"الذي كان ملكاً، كما وصفه الإعلاميون. بطريقة ادارته للجلسة على رغم حضور مذيع التلفزيون السوري والناطق باسم لجنة التحقيق الدولية. هسام كان واثقاً من نفسه الى درجة جعلته يطلب ان يكون السؤال الأول للزميل مراسل تلفزيون"المنار"انس ازرق لما يكنه لپ"هذه المحطة من احترام وتقدير"، فيما حوّل كثيراً من الأسئلة الى تهكم على شخصيات لبنانية"أملت عليه افاداته السابقة وفرضتها عليه"بپ"الإغراء والتهديد". "نجومية"هسام لم تأت فقط، كما كان متوقعاً، من حجم"المعلومات"التي يملكها، بصرف النظر عن ردود فعل الأطراف اللبنانيين المعنيين بالأمر لاحقاً، فقد لاحظ المشاهد العادي انه امام شخص يجيد التعامل التلقائي مع الكاميرا بل زاد على ذلك إتقانه اللهجة اللبنانية وهو الشاب القادم من اقصى شمال شرقي سورية بلهجة عربية مكسرة غالباً ما تسم لهجة السوريين في تلك المنطقة. ربما هو الاختلاط الواسع بالمجتمع اللبناني على تنوع شرائحه. لكن الأهم ان الرجل عمل مع الاستخبارات ما مكنه من امتلاك الأعصاب الباردة والقدرة على مواجهة عشرات الكاميرات بابتسامة خفيفة مع تهكم وسخرية لجأ إليهما من حين الى آخر في معرض اجابته على اسئلة تابعها وانتظرها الملايين. "الشاهد المقنع"، او هسام هسام بدا نجماً تلفزيونياً حاضر البديهة خلافاً لما توقع كثيرون من ارتباك محتمل لديه او تلكؤ في الإجابة. وبدا ان الرجل الذي امضى نحو ساعة ونصف ساعة في مؤتمره الصحافي يحب مثل هذه الإطلالات بل ولم يمتنع عن اضافة آرائه وانطباعاته الخاصة كمدحه الخاص شخصيات بعينها كالسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ونبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني. بل اكد هسام تولعه بالحديث امام الكاميرا خلال المؤتمر الصحافي الثاني والمخصص لتلاوة محاميه بياناً محدداً يطلب التدخل لپ"حماية خطيبة هسام اللبنانية وعائلتها". فقد اصر في اطلالته التلفزيونية الثالثة على توجيه نداء للبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ولمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ولنائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى عبدالأمير قبلان للتدخل وحماية خطيبته، مع العلم ان البيان المكتوب لم يدع احداً إلا ودعاه من اجل تلك المهمة.