استبق الرئيس العراقي جلال طالباني اجتماعات يعقدها ممثلون عن"الاتحاد الكردستاني"و"الائتلاف"الشيعي. فرفض دعوات لإقالة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وحكومته، ممهداً بذلك الطريق أمام تسوية الخلافات الشيعية - الكردية التي تهدد"نموذج العراق الجديد"بالمزيد من العنف والفوضى. وتزامنت تصريحات طالباني مع اجتماع عقده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس حسني مبارك ناقشا خلاله"ترتيبات لمصالحة الفرقاء العراقيين"والوضع في فلسطين. وكانت اللجنة العربية الخاصة بالعراق انهت اجتماعاتها في جدة أمس وقررت ارسال الأمين العام للجامعة العربية الى بغداد للقاء مختلف الأطراف والتحضير ل"مؤتمر وطني للمصالحة". وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن القلق الذي يسود العالم العربي"من تنامي قوة الدفع لتكريس الطائفية التي تتعارض مع الحفاظ على وحدة العراق وتجره الى المزيد من التشرذم". واعتذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى الرياض عن تصريحات وزير الداخلية بيان جبر الزبيدي التي هاجم فيها السعودية واعتبرها"غير مقبولة". فيما أعرب الأردن عن استيائه من تلك التصريحات التي أطلقها الزبيدي في عمان. في براغ، أعلن طالباني رفضه دعوة الناطق باسم حزبه زاد جندياني لإقالة الجعفري، وقال ان"البلاد في حاجة الى الاستقرار وهي مقبلة على استفتاء مصيري وانتخابات مهمة". وعقدت قيادات سياسية شيعية وكردية أمس جولة من المحادثات على خلفية الاتهامات التي وجهها طالباني الى الجعفري بخرق اتفاق تشكيل الحكومة بين الطرفين. وفيما أكدت لجنة صوغ الدستور ان لا نية لديها لإصدار ملحق بالمسودة المطبوعة للدستور تتضمن التعديلات التي وصفتها ب"الطفيفة"، أصدرت"لجنة اجتثاث البعث"قائمة بأسماء بعثيين سابقين اقترحت حرمانهم من الترشيح للانتخابات وبين الأسماء أعضاء في البرلمان الحالي. من جهة أخرى اكدت المحكمة الخاصة موعد بدء محاكمة الرئيس السابق صدام حسين في 19 تشرين الأول اكتوبر الجاري. وأضاف في بيان أمس ان ستة آخرين من أركان نظامه سيمثلون معه أمامها بينهم نائبه السابق طه ياسين رمضان وأخوه غير الشقيق برزان التكريتي. وافاد عضو كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان"الحياة"ان وفداً كردياً برئاسة فاضل ميراني السكرتير العام للحزب"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني وكوسرت رسول علي رئيس المكتب السياسي ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة طالباني وصل الى بغداد قادماً من السليمانية للشروع في المفاوضات مع ممثلي كتلة"الائتلاف"الشيعي"في محاولة لتعزيز العلاقات وتنقية الاجواء بين الكتلتين". وأوضح ان جولة المفاوضات المزمع خوضها ستتضمن نقاشات موسعة للمشاكل والملاحظات التي شخصتها كتلة"التحالف"في ما يتعلق بأداء الحكومة، واضاف ان تغيير رئيس الحكومة او انسحاب الوزراء الاكراد منها"حلول غير واردة". واكد ان الوفد الكردي لا يحمل ورقة عمل جاهزة وان الزيارة"تصب في صالح تضييق هوة الخلاف ووضع حلول جادة للمشاكل العالقة". واكد عضو اللجنة السباعية الممثلة لكتلة"الائتلاف"شروان الوائلي ان الاجتماع ضم ممثلين عن الكتلتين لمناقشة المشاكل المطروحة والانتقادات التي تقدم بها الاكراد لأداء رئيس الحكومة، ولفت إلى ان الجعفري، أحجم عن الرد على الاتهامات التي وجهت إليه، طوال الفترة الماضية، وان"أعضاء كتلة الائتلاف غير مقتنعين بالتبريرات التي قدمها الجعفري وسيطالبون بالمزيد من التوضيحات"، وشدد على ان طرح بديل لرئيس الحكومة"غير وارد"، خصوصاً ان الفترة الزمنية المتبقية للحكومة لا تتحمل إحداث تغيير بهذا المستوى. وفيما تتواصل اجتماعات الكتلتين الحاكمتين طالبت هيئة اجتثاث البعث في العراق، بحرمان مجموعة من أعضاء الجمعية الوطنية الحالية من المشاركة في الانتخابات المقبلة لشمولهم بقرارات الاجتثاث، وقال علي فيصل اللامي المدير العام للهيئة ل"الحياة"ان النواب"عدنان عبد المنعم الجنابي وزير سابق وطاهر البكاء وزير سابق ونزار حبيب الخيزران وراسم العوادي، وسوسن الشريفي وزيرة سابقة وحمد عباس عريبي واركان حميد موحان من كتلة"العراقية"وحبيب خطيب من كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"وحازم الشعلان وزير سابق من كتلة عراقيون"تشملهم قرارات"اجتثاث البعث"ولا يجوز اشتراكهم في الانتخابات المقبلة وكذلك رئيس"مجلس الحوار"صالح المطلك. واستقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس الرئيس مبارك في قصره في جدة بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قبيل وصول مبارك الى جدة، ان محادثات الزعيمين ستركز على"توظيف الثقل السعودي - المصري لما فيه مصلحة القضايا العربية والاسلامية". وأضاف في تصريحات الى"الحياة"ان"الزيارات بين قادة البلدين تتم دائماً في اطار الاخوة ودعم العمل العربي والاسلامي المشترك". وجاءت زيارة مبارك الى جدة بعد ساعات من اختتام الاجتماع الأول للجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق التي انتهت بتوجيه دعوة الى العراقيين للاجتماع تحت مظلة الجامعة العربية، لتحقيق"مصالحة ووفاق وطني". وقال ديبلوماسيون مصريون ان الزعيمين سيستمعان الى شرح مفصل من الأمير سعود الفيصل ونظيره أبو الغيط لما دار في اجتماع اللجنة. الى ذلك، جددت السعودية أمس موقفها الثابت تجاه العراق، وشدد مجلس الوزراء برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على حرص الرياض على"حاضر العراق ومستقبله واستقلاله ووحدته وأمنه واستقراره". وأكد المجلس أهمية"المصالحة الوطنية ووحدة الشعب العراقي، وتكريس هويته العربية". وشدد على ان"تكريس الطائفية يؤدي الى جره الى مزيد من التشرذم والمعاناة". وصادق المجلس على الاتفاق الخليجي لمكافحة الارهاب الذي وقعه وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون في أيار مايو الماضي في الكويت. ومن أبرز ملامح الاتفاق ان تعمل الدول الست على تكامل خططها واجراءاتها الوقائية من الارهاب والتصدي له ومكافحته". وكان الأمير سعود الفيصل صرح مساء الاحد في جدة ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور العراق"في وقت قريب جداً"للقاء مختلف الاطراف و"الوصول الى اتفاق وطني عراقي"قبل عقد مؤتمر مصالحة بإشراف الجامعة العربية. وتقدمت السعودية باقتراح عقد المؤتمر هذا أثناء اجتماع اللجنة الوزارية العربية في جدة لإعداد استراتيجية عربية لدعم العراق. وشدد على انه"آن الأوان لأن تنتهي حالة الغياب والتغييب للمبادرات العربية بخصوص الوضع في العراق"، ومعرباً عن أمله بأن يؤدي مؤتمر المصالحة المقترح الى"تحقيق اجتماع وطني عريض على الدستور وضمان مشاركة جميع الفئات العراقية في العملية السياسية". وتأتي هذه المبادرة الأولى التي تقترحها الجامعة العربية منذ ايطاحه نظام الرئيس السابق صدام حسين في نيسان ابريل 2003، كما كررت الرياض تحذيراتها من مخاطر تقسيم العراق على اساس طائفي. وقال الامير سعود الفيصل خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية ان"التاريخ لن يغفر لأولئك الذين استثمروا مأساة العراق ووظفوها لخدمة أهداف قصيرة المدى ذات رؤية قاصرة ومحدودة". ويستقبل الوزير السعودي الذي كان اعرب عن القلق من"التدخلات"الايرانية في العراق الاربعاء المقبل نظيره الايراني منوشهر متقي لبحث الوضع في العراق. على الصعيد الأمني، نجا وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم أمس من محاولة اغتيال شمال بغداد وقتل اثنان من مرافقيه وجرح آخران. وتحطمت طائرة استطلاع اميركية من دون طيار أمس في الفلوجة فيما نفى الجيش الاميركي خطف جنديين من مشاة البحرية المارينز وقتلهما كما أعلن تنظيم"القاعدة"أمس. وواصلت القوات الأميركية لليوم الثالث عملية"القبضة الحديد"التي بدأتها السبت في محافظة الانبار على الحدود العراقية - السورية، وأعلنت مقتل 12 مسلحاً ليرتفع عدد الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الى 20.