في أشرس انتقاد رسمي لأجهزة الاستخبارات الأميركية وأدائها قبل الحرب على العراق، دان تقرير اللجنة الرئاسية للاستخبارات الصادر أمس بشدة عملية جمع المعلومات والمزاعم المفترضة"والأخطاء الذريعة"حول اقتناء العراق اسلحة دمار شامل والتي شكلت الحجة الأساسية للحرب، ونبه الى احتمال إعادة الأخطاء نفسها مع ايران وكوريا الشمالية في حال عدم اصلاح هذه الأجهزة. ورحب البيت الأبيض بالتقرير ووعد بدراسة التوصيات وتطبيقها على وجه السرعة. ودعت اللجنة الى تغيير جذري لتجنب"محطات فشل مستقبلية"في أجهزة الاستخبارات ووكالات التجسس في وزارة الدفاع البنتاغون وخصصت 74 توصية غير الزامية للرئيس جورج بوش بينها اعطاء سلطة أكبر لجون نغروبونتي على رأس الوكالة المستحدثة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 للاستخبارات الوطنية، والتخفيف من الاعتماد على"أجهزة استخبارات غير أميركية"في جمع المعلومات. ويعتبر التقرير أقوى اعتراف رسمي أميركي بالأخطاء التي سبقت الحرب على العراق، وأوضح اقرار بعدم وجود أسلحة دمار شامل هناك. واقتطعت من النسخة الموجهة الى الرأي العام حوالي 500 صفحة فصول حول التوصيات والتغييرات التي طرحتها اللجنة حول الأزمة النووية مع ايران وكوريا الشمالية وحول أساليب التجسس في ليبيا وباكستان تجنباً لمنح"معلومات مجانية"، وأبقتها ضمن النسخة السرية 700 صفحة. وأشار مسؤولون رسميون الى أن التقرير ينتقد نقص عدد المخبرين والجواسيس في طهران حيث تعتمد طريقة جمع المعلومات على الأقمار الاصطناعية وأجهزة استخبارات غير أميركية. ولمح التقرير الى الخطأ"الفظيع"الذي ارتكبته وكالة الاستخبارات المركزية سي أي أي بالاعتماد على معلومات وجواسيس غير أميركيين لإثبات حيازة الرئيس السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل. وأكد النص الذي أشرف عليه تسعة أعضاء عملوا في ميدان الدفاع والتجسس و60 خبيراً استخباراتياً عينهم الرئيس جورج بوش في شباط فبراير 2004، أن صدام حسين"خدع مسؤولين عراقيين وجواسيس غربيين"بإيهامهم أنه أعاد هيكلة برنامجه النووي بعد حرب الخليج الأولى عام 1991. ويهزأ التقرير من اعتقاد البعض ومن ضمنهم نائب الرئيس ديك تشيني بأن النظام العراقي السابق اقتنى"طائرات أوتوماتيكية"تهدد الأمن القومي الأميركي أو قدرته على ادارة"مختبرات بيولوجية نقالة". وتأخذ اللجنة على"سي آي أي"ثقتها العمياء بالاستخبارات الألمانية وعدم استجوابها مباشرة للعميل العراقي في المنفى"الطابة الملتوية"والذي استعملت مقاطع من شهادته في خطاب وزير الخارجية السابق كولن باول أمام مجلس الأمن في الأممالمتحدة لتبرير الحرب في 5 شباط فبراير 2003، وفي خطاب حال الاتحاد للرئيس بوش في 28 كانون الثاني يناير 2003 وجرى التشكيك بصحتها لاحقاً.