الإيقاع المتسارع ليوميات الحياة في الإمارات، يولّد صداه في كل الميادين. عام 2005 كان فورة حقيقية في مجال الانجاز الاقتصادي، كما الترفيهي والفني. أحداث فنية كبيرة استضافتها دبي في العام الماضي، كما إمارتا الشارقة والفجيرة، وبرهنت أبو ظبي مع بداية العام الجديد أن ثقلاً كبيراً سيكون لها على الساحة في الفترة المقبلة… فقد بدأت معالمه تظهر مع سلسلة من الحفلات الكبيرة التي احتضنها المعلم المهيب: قصر الإمارات. مغنون جدد برزوا على الساحة، وقدامى كرسوا نجاحاتهم، والبعض توارى، ولكن الظاهرة البارزة تمثلت بتجاوز الفنان الإماراتي"ملعبه"الخليجي الذي حقق فيه"ضربات"مهمة خلال السنوات الماضية، نحو مساحات أرحب تحتضنها مدن العرب كافة. بهذا المعنى، وقف حسين الجسمي على ساحة الغناء بكعب راسخ، ومضى بتزخيم نجوميته التي برزت في 2004، وكان الجسمي أول مطرب خليجي يغني في مهرجان تمقاد الدولي في الجزائر، كما نظمت له حفلة أخرى على مسرح سيدي الكبير. عيضة المنهالي ثبّت وجوده في المشهد أيضا، إلا أن كثرة من النقاد أجمعت على أن إنتاجه لا يزال أقل بكثير من موهبته، وانه قادر على إبداع يزيد عما قدمه في العام الماضي. وكان اصدر ألبومه"مالك عذر"بعد فترة من الانقطاع عن الساحة الفنية بسبب تأثره البالغ برحيل رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. أحلام توارت تقريباً خلال هذا العام من الناحية العملية، مع إصرارها على تأكيد غير ذلك إعلامياً، وكانت افتتحت 2005 بغنائها في دبي على مدرج"ليالي دبي"في حفلة لم تنس حتى اليوم، وشاركها آنذاك المغني السعودي جواد العلي أداء أغنيتين على المسرح، ونال ذلك نجاحاً كبيراً آنذاك. كما ستكون لها إطلالة قريبة من قطر. وفي مقابلة صحافية حديثة أجريت معها أكدت أنها على رغم كل شيء لا تزال"نجمة روتانا الأولى". سعود أبو سلطان، أحد نجوم برنامج"سوبر ستار"أكد قدرته الغناء بلهجات مختلفة من دون أن يصطدم بالذائقة الجماهيرية، وربما يكون ساعده في ذلك أصوله المتحدرة من أكثر من جنسية عربية. عبدالله بالخير، كثّف حضوره الإعلامي وكانت لافتة مشاركاته الداعمة للنسخة الأولى من برنامج"نجوم الخليج"الذي، وان لا يزال"يحبو"بخطوات بطيئة ولكن جريئة، يفترض ان يثابر في الفترة المقبلة لتثبيت هويته وجدواه. فايز السعيد، تعرض لكثير من الحملات الإعلامية التي خاضت في مدى صوته واختيارات الفيديو كليب وحتى لون شعره وشكله، وكان من الفنانين الرجال القلائل الذين لاحقتهم"تهمة"العمليات التجميلية. كذلك واجه السعيد تهمة"مجاملته"لمشايخ الخليج بسبب انتقائه كلمات أشعارهم لعدد كبير من أغانيه. وعلى رغم ذلك، فإنّ الشاب ماضٍ في خطى واثقة في أكثر من مجال من الغناء إلى التلحين، الذي حقق في ميدانيه نجاحات ملحوظة: أغنية"روح روح"لأصالة،"ويللي على البال تطري"لسلمان حميد و"الدويتو"الذي جمع بين راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله. وكان أصدر البومه"مشاكل"الذي حقق نجاحاً كبيراً. المغنية رنا فاروق عادت في العام الماضي الى الغناء بعد انقطاع وأصدرت ألبومها"نامت عيوني"الذي نال استحساناً واسعاً. عرب وعالميون وعلى صعيد المهرجانات، تميز العام الماضي بقيام شركات عابرة للقارات، مثل شركات السيارات أو الهواتف أو المنتجات الالكترونية، بوضع الحفلات الفنية على رأس لائحة النشاطات التي تدعمها تجارياً، فكانت أكثر من إطلالة لنانسي عجرم في دبي، وكذلك عمرو دياب وكاتيا حرب، ناهيك بعمالقة فنون الغناء في اوروبا مثل خوليو ايغليسياس الذي غنى في أيار مايو الماضي في دبي بدعوة من شركات عقارات قدمت له فيللا هدية في واحد من أرقى المجمعات. وفي نيسان ابريل قدم ابنه انريكي في المدينة حفلة ناجحة لكنه أثار استياء كبيراً لدى تصريحه لإحدى الصحف بأن"دبي تتشرف باستضافتي". كذلك حضرت دبي ضمن لائحة المدن التي اختارها"التينور"لوتشيانو بافاروتي لتكون محطة في آخر جولة غنائية أجراها شملت 40 مدينة من قارات العالم المختلفة.