ثلاثينات القرن العشرين: تعتقد كثرة من العلماء بأن فيروس نقص المناعة المكتسبة في القرود السيامية، انتقل إلى البشر في الكونغو، اثر عمليات صيد ضخمة رافقت توسع الاستعمار البلجيكي فيها، وخصوصاً تلك التي طاولت انواعاً عدة من القردة في الغابات. وتحوّل ذلك الفيروس، في اجساد البشر، بصورة تدريجية ليصبح فيروس نقص المناعة بشرياً Human Immunedeficiency Virus , واختصاراً"اتش أي في"HIV، الفيروس الذي يعتبر عنصراً مسبباً لمرض نقص المناعة المكتسبة Acquired Immune Defficiency Syndrome، الذي اشتهر باسمه المُختصر"إيدز" AIDS. - 1959: تمكن العلماء من تقصي أول اصابة بشرية بالإيدز، ووجدوا انها ترجع لذكر توفي في الكونغو سنة 1959. ستينات القرن العشرين: يُعتقد بأن فيروساً ثانياً من نوع"اتش أي في"انتقل إلى البشر، من قردة المانغابي، في غمار عمليات صيد واسعة للقردة في غينيا بيساو. وبيّن بحث في العام 2003، ان رجلاً يحمل ذلك الفيروس وصل إلى الولاياتالمتحدة في العام 1968: عام الثورة الجنسية في الولاياتالمتحدة! سبعينات القرن العشرين: انتشر الفيروس بطريقة"سرية"بمعنى انه لم يكن معروفاً ولا مُكتشفاً في أميركا وانحاء أخرى من العالم. - 1981: لاحظ الاطباء تزايداً غير مألوف في الاصابات بسرطان الجلد من نوع"كابوتسي"الذي يُفترض انه نادر اصلاً، ونوع غير مُحدد من التهاب ذات الرئة في اوساط مثليي الجنس من الذكور في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك. وتوفي 121 شخصاً منهم. ولاحقاً، اعتُبرت تلك الحالات الاصابات الآولى أميركياً بالإيدز. - 1982: توقعت مؤسسة"مراكز ترصد الامراض"في اتلانتا، التي تراقب تفشي الامراض والاوبئة أميركياً وعالمياً، ان تلك الامراض التي أصابت الذكور المثليين ترجع إلى اصابتهم بنوع لم تستطع تحديده حينها من العدوى. وصاغت مصطلح"ظاهرة فقدان المناعة المُكتسبة"إيدز لوصف الحال المرضية التي يعانيها المثليون الذكور والهايتيون والمصابون بمرض الناعور هيموفيليا وغيرهم. وفي العام نفسه، رُصدت حالات مُشابهة في دول عدة. وتبيّن ان مرضاً افريقياً شائعاً، اعتاد الافارقة تسميته"مرض النُحول"Slim Disease ، يمثّل شكلاً من اشكال الإيدز. - 1983: رُصد مرض الإيدز في اوروبا. وابتدأ من ذكر مثليّ الجنس قدم من الولاياتالمتحدة، وآخر عاد حديثاً من افريقيا الوسطى. - 1984: تمكن مختبر باستور في باريس، تحت قيادة العالم الفرنسي لوك مونتانييه، من التعرف إلى فيروس الإيدز. ورُصدت حالات أولى من انتقال الفيروس عبر الاتصال الجنسي المُختلط أي بين الذكور والاناث. - 1985: عُقد مؤتمر أول عن الإيدز في اتلانتا. واكتشف فحص اول للتعرف على الفيروس، وسرعان ما فُرض على بنوك الدم الأميركية فحص عيناتها جميعها. وعُمّم الفحص سريعاً على عمليات نقل الدم كلها. - 1987: ابتكر دواء"ايه زد تي" AZT كعقار أول يستطيع ان يحدّ من تكاثر فيروس الإيدز في الجسم، مما يحد من سرعة تقدم المرض، اضافة إلى خفض معدل انتقاله إلى غير المصابين. ومع نهاية ذلك العام، قتل المرض 16908 أميركيين، فيما وصلت وفياته عالمياً إلى 47022 شخصاً. واطلقت"منظمة الصحة العالمية"برنامجها الخاص بمكافحة ذلك المرض. - 1988: كُرّس الاول من شهر كانون الاول ديسمبر يوماً عالمياً للإيدز. - 1991: اعتمد الشريط الاحمر إشارة لحملات زيادة الوعي العام بالإيدز. صُنّف الإيدز باعتباره سبباً اول للوفيات في أميركا للرجال في عمر ما بين 24و44 سنة. وظهرت أدوية أخرى للحد من خطورة فيروس الإيدز، فبات العلاج بپ"كوكتيل"من تلك الادوية معتمداً. - 1994: تبين ان ادوية الإيدز في امكانها ايضاً ان تخفض من نسبة انتقال الفيروس من آلام الحامل إلى جنينها. اطلقت أميركا حملة لتعميم استخدام الواقيات الذكرية. - 1995: ظهر عقار"ساكوينافر"Saquinavir كنوع جديد من ادوية اكثر نجاعة في مكافحة فيروس نقص المناعة المُكتسبة. وسرعان ما اصبح جزءاً اساسياً في"كوكتيل"علاج ذلك المرض. رصدت"منظمة الصحة العالمية"مليون اصابة بفيروس الإيدز، مما رفع العدد التراكمي للاصابات إلى 19.5 مليون شخص. - 1996: انطلقت"المبادرة العالمية لصُنع لقاح الإيدز". وتغيّر شكل موجة الوباء بحيث باتت اصابات العالم الثالث، وخصوصاً افريقيا، تُمثّل 90 في المئة من الاجمالي العالمي للاصابات. - 1997: شهدت أميركا اول خفض قوي في معدلات الاصابة بالإيدز. واعلنت الاممالمتحدة ان 40 مليون طفل في العالم باتوا ايتاماً بسبب اصابة احد الوالدين بفيروس نقص المناعة. - 1998: تصاعدت الجهود العلمية لصنع لقاح للإيدز, خصوصاً في الولاياتالمتحدة. ظهر نوع من الفيروس عينه يقاوم انواعاً عدة من الأدوية. - 1999: نشر الأميركي د. هربرت هوبر كتاباً اتهم فيه البعثات الطبية الأميركية التي عملت في افريقيا في الخمسينات ضمن حملات التلقيح ضد شلل الاطفال، بأنها استخدمت لقاحات ملوثة بفيروس الإيدز، مما اطلق ذلك الوباء في افريقيا. ولم تتأكد تلك الاتهامات. وفي تلك السنة عينها، وصل عدد وفيات الإيدز إلى 14 مليون شخص، فيما بلغ عدد حاملي الفيروس إلى 33 مليون شخص. وبذا، بات الإيدز رابع سبب للموت عالمياً. - 2001: شرعت شركة هندية في انتاج أدوية للإيدز تتميّز برخص أثمانها، بعد ان نجحت في تقليد الأدوية التي تنتجها الشركات الغربية الكبرى، والتي تتميز بثمنها المرتفع. وأثار الأمر حفيظة الشركات الكبرى، التي حاولت وقف تلك الظاهرة مُتذرعة بقوانين الحماية الفكرية. وأثار الأمر نزاعاً دام سنوات عدة. ومن ناحية أخرى، أدى ظهور الأدوية الرخيصة المُقلّدة إلى خفض ثمن الأدوية الغربية. - 2003: انضمّ 5 ملايين شخص جديد إلى قائمة المصابين بفيروس الإيدز في العالم، مما اعتبر اكبر زيادة في سنة مفردة منذ بداية موجة الوباء. وقضى 3 ملايين شخص بسبب الإيدز في تلك السنة عينها. - 2004: اعلنت الاوساط العلمية ان صنع لقاح للوقاية من الإيدز يحتاج إلى سنوات من الجهد، خصوصاً ان ابحاث اللقاح لا تنال سوى نحو 3 في المئة من الاموال التي تُخصص لمكافحة الوباء. انطلقت ابحاث لصنع أدوية تمنع دخول الفيروس إلى الجسم، خصوصاً اثناء الممارسة الجنسية العادية. وظهرت البوادر الأولى لإمكان صنع دواء يعمل عبر تحفيز جينات الانسان على مقاومة الفيروس القاتل. - 2005: بلغ عدد حاملي فيروس نقص المناعة المُكتسبة 40 مليون شخص عالمياً. ظهر نوع من ذلك الفيروس في مدينة نيويورك يقاوم الأدوية بصورة شرسة.