أمير تبوك يدشن مشروعات تنموية واستثماريه بالمنطقة    إي اف جي هيرميس تكشف عن صندوق التعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار وتستحوذ على محفظة استثمار برايتس للتعليم    وزارة التعليم تلغي ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    " طويق " تدعم شموع الأمل ببرامج تدريبية لمقدمي الخدمات لذوي الإعاقة    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    وزير الموارد البشرية: المملكة تقوم بدور ريادي في دعم توجهات مجموعة العشرين حول قضايا العمل والتوظيف    أمير حائل يطلع على مشروع التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم    علوان رئيساً تنفيذيّاً ل«المسرح والفنون الأدائية».. والواصل رئيساً تنفيذيّاً ل«الأدب والنشر والترجمة»    وزير الاتصالات: ولي العهد رفع الطموح والتفاؤل والطاقات الإيجابية وصنع أعظم قصة نجاح في القرن ال21    وزارة الثقافة تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض    مؤتمر ومعرض دولي للتمور    أمين عام التحالف الإسلامي يستقبل وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    السعودية وعُمان.. أنموذج للتكامل والترابط وعلاقات تاريخية وطيدة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية ترتفع إلى مليار ريال    مستشفى الحرجة يُفعّل التطعيم ضد الحصبة و الأسبوع الخليجي للسكري    سعود بن طلال يطلق عددا من الكائنات الفطرية في متنزه الأحساء الوطني    أمانة الشرقية تستثمر في الائتمان الكربوني دعما لسلامة المناخ    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    أمير الشرقية يطلق هوية مشروع برج المياه بالخبر    رينارد يتحدث عن مانشيني ونقاط ضعف المنتخب السعودي    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أعاصير تضرب المركب الألماني    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    وزير الدفاع والسفير الصيني لدى المملكة يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الواحة
نشر في الحياة يوم 10 - 06 - 2007


1
ذوي الاحتياجات الخاصّة
يتمَّ الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وذلك جرياً على ما بدأته الأمم المتحدة من الاحتفال بذلك اليوم منذ سنة 1993م، بهدف فهم القضايا ذات العلاقة بالإعاقة، والعمل على حصول الزَّمْنى على حقوقهم في كافة أنحاء العالم، وجرياً على عادات محاولة اللحاق بالآخرين بدأت احتفالات العرب بالعقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي أُطلِق سنة 2003م، ومن المقرر أن يستمر حتى سنة 2012م، وذلك على أمل تنفيذ الطموحات المرجوة من العقد العربي، ولكن واقع الحال غير الآمال حيث أن الخطط شيء والتنفيذ شيء آخر في البلدان العربية باعتبار المؤسسات المسؤولة تُدار من قبل الذين يقولون ما لا يفعلون، وهنالك مؤشرات كثيرة تفيد أن الكثير من النفعيين قد استغلوا مخصصات المعوقين، وحققوا ثراءً غير مشروع على حساب شريحة اجتماعية تحتاج المساعدة، وليس الاستغلال.
2
واقع المعوقين
ما زالت النظرة إلى المعوقين نظرة شفقة في البلدان العربية، وهذه النظرة سبب من أسباب تكاسل هذه الشريحة الاجتماعية، وتحويلها إلى عالة منعزلة عن المجتمع، والمطلوب نظرة ثقة تؤدي إلى دمج هذه الشريحة في المجتمع، ويضاف إلى ذلك اعتبار مساعدتهم صدقة، وهي حقٌّ مشروع نصَّت عليه الشريعة الإسلامية بشكل غير مسبوق في شرائع الأمم، ومع الأسف نجد الحكومات والمجتمعات الإسلامية آخر مَن يلتفت إلى هذه الحقوق المشروعة، والغريبُ المفجع أن مُعظم الذين يعملون في مؤسسات الإعاقة البائسة في البلدان العربية هُمْ وهُنَّ من المتطوعين بسبب ضعف الموارد المخصصة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد يكون بعض المتطوعين قد لجأ إلى هذا العمل لسدِّ أودهِ هو جراء الفقر المنتشر في البلدان العربية، وصور التخلف المزري كثيرة.
3
الخدمات والرعاية الخاصة
إن معظم البلدان العربية لم تطبق التكنولوجيا الخاصة بمساعدة هذه الشريحة الاجتماعية، أما في البلدان المتقدمة مثل بريطانيا فالأمر مختلف جداً، فالدولة تفرض على المؤسسات تشغيل نسبة من الزَّمنى، ومَن لا يحصل على عمل يستفيد من الرعاية الاجتماعية، ويحصل على ما يلزمه من كرسي متحرك ونظارات، وأطراف اصطناعية مجاناً، وهنالك دورات مياه خاصة مجهزة لتقديم المساعدة في الفنادق والمؤسسات والشوارع، والحافلات العامة مجهزة بجسور متحركة تمتد من الحافلة إلى الرصيف لصعود الكراسي، وهنالك البطاقة المجانية لاستخدام وسائل المواصلات العامة، وهنالك الكثير من الخدمات التي تُقدّم رغم أن الشرائع الدينية لم تنصّ على ذلك في البلدان غير الإسلامية، ومع الأسف يحصل العكس في بلدان المسلمين.
4
معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة
مما لاشك فيه أن ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون في بلدان العرب والمسلمين، وحقوقهم الشرعية مسلوبة، والمتسببون بذلك آثمون شرعا، وهنالك استغلال لهم من قِبل بعض ضعاف النفوس، وهنالك شبكات التسول التي تستغلهم، وهي مزدهرة في جميع البلدان العربية والإسلامية، وتمتد إلى بقية البلدان لتشكل مجموعات تحيط بالجوامع والمساجد في أوقات الصلاة، ولاسيما يوم الجمعة وأيام الأعياد، والتسوُّل له فنونه، ومنها تشويه ما خلق الله، وصناعة إعاقات قسرية كقطع الأطراف بُغية التسول، وهذه جرائم تستحق أقصى العقوبات.
5
رعاية الشريعة للزَّمْنى
إن الشريعة الإسلامية أخذت بعين الاعتبار أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي هذا الخصوص وردت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وأنشئت الأوقاف الإسلامية التي سدّت الفراغ، وأمنت حياة مستقرة، وعيشا هنيئا عملا بما أنزل الله الذي قال في كتابه العزيز:"لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"سورة النور، الآيَةُ الحادية وَالستونَ.
قال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن الكريم:"إنَّ اللَّهَ رَفَعَ الْحَرَجَ عَنْ الأَعْمَى فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّكْلِيفِ الَّذِي يُشْتَرَطُ فِيهِ الْبَصَرُ. وَعَنْ الأَعْرَجِ فِيمَا يُشْتَرَطُ فِي التَّكْلِيفِ بِهِ الْمَشْيُ، وَمَا يَتَعَذَّرُ مِنْ الأَفْعَالِ مَعَ وُجُودِ الْحَرَجِ.وَعَنْ الْمَرِيضِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّكْلِيفِ الَّذِي يُؤَثِّرُ الْمَرَضُ فِي إسْقَاطِهِ كَالصَّوْمِ، وَشُرُوطِ الصَّلاةِ، وَأَرْكَانِهَا، وَالْجِهَادِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ".
إن الأحكام الشرعية الواردة في الآيات القرآنية الكريمة توضح أن الله سبحانه وتعالى قد شرع إعفاءَ الزَّمْنَىْ من التكليف بما كُلِّفَ به غيرُ أهلِ الزَّمَانة من واجبات، وفي الآيات القرآنية تكريم لأصحاب الاحتياجات الخاصة حيث بدأت الآيةُ بذكرهم في سورة النور، وقد وعلق على ذلك ابن العربي بقوله:"فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ وَجْهُهُ أَنَّهُ بَدَأَ بِهِمْ"لأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُمْ بِضَرَارَتِهِمْ أَحَقُّ مِنْ الأَصِحَّاءِ بِالْمُوَاسَاةِ وَالْمُشَارَكَةِ"وهذا دليل على وجوبِ مواساةِ ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم، ولذلك نجد في التراث الإسلامي أدلةً كثيرةً على ما خُصِّصَ لمساعدتهم من صدقات مشروعة وأوقاف خاصة.
وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسند الأنصار رضي الله عنهم، في الحديث: 20510، الذي جاء فيه:"حَدَّثَنَا -عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ :"عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!! مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ:"لأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوبِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ".
6
الحقوق الشرعية
إن مَن يتدبر في مضمون الحديث النبوي، ويقارن الْمُستفادَ منه مع ما يجري على صعيد الواقع البشري العالمي يجد أن كافة البشرية القديمة والمعاصرة قد استفادت من أحكام الشريعة الإسلامية الإنسانية في رعاية ذوي العاهات الموروثة أو الطارئة، ومع مرور الزمن تطورت طرق تقديم المواساة، والأمثلة كثيرة في تواريخ مؤسسات الأوقاف الإسلامية التي قامت بأدوار إنسانية رائعة، ثمّ عطّلها بعض النظار والحكام والطماعين الذين استولوا عليها رغم أن شروط الوقف من صميم التشريع، وقد دخل المحتالون المتسترون بجُبب الفقهاء، فاخترعوا حيلاً كثيرة مُعرضين عن قوله تعالى:"فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"سورة البقرة، الآيَةُ: 181. ومسألة التبديل لا تقتصر على شروط الواقف، وإنما امتدت في العصر الحديث إلى دساتير ومواثيق الجمعيات والمؤسسات، ومقررات المؤتمرات التي تبقى حبيسة الأدراج عملا بمقولة: التناقض بين المبدأ والتطبيق الذي يسود الساحات العربية والإسلامية بسبب عدم وجود مؤسسات ملتزمة بالإضافة إلى انتشار الفاسدين والمفسدين في رحاب الأنظمة الفاسدة.
7
الزَّمنى بين النظرية والتطبيق
إن من يتتبع موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة يجد الكثير من الأخبار التي يصدق عليه المثل القائل:"أسمع جعجعةً ولا أرى طحناً"حيث نسمع الكثير عن إنشاء الجمعيات، وجمع التبرعات والصدقات، وعقد المؤتمرات، ولكننا نرى الزَّمنى وهم يتسولون اللقمة المغموسة بالذل في كافة الدول العربية والإسلامية بينما نجد هذه الدول تقدم المساعدات للزَّمنى في الدول الغنية غير المحتاجة لذلك الكرم الحاتمي الأجوف الرامي إلى الرياء.
8
مظاهر الاهتمام بالزمنى
كثيرة هي الجمعيات وكذلك المؤتمرات والقوانين، ولكن الوضع مازال مأساوياًّ، فعلى الصعيد العربي: يقال أن هنالك تشجيع لمبادرات الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة حيث توجد مراكز وجمعيات في معظم الدول العربية، وفي هذا الإطار عُقد في بيروت بين 19 و21 أيلول سنة 2001"المؤتمر الأول حول الإعاقة والتأهيل والاندماج"بناء على دعوة من المركز الوطني للتنمية والتأهيل في لبنان، وبالتعاون مع المجموعة العربية في منظمة التأهيل الدولي، والمنظمة العربية للمعوقين.
وقد شددت التوصيات الصادرة عن ذلك المؤتمر على"ضرورة العمل على وضع التشريعات والقوانين التطبيقية الخاصة بذوي الحاجات الخاصة كافة، والدفع باتجاه تطبيقها عملياً عبر وضع خطة زمنية تضع في اعتباراتها أولويات التطبيق".
كما أكدت التوصيات على"ضرورة مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في التخطيط والتطبيق في مجال الخدمات الشاملة للإعاقات المختلفة، ومنح الفرص المتكافئة لهم في مجال التعليم والتدريب والتأهيل والتشغيل، مع توفير الوسائل والتسهيلات اللازمة، وضرورة الشراكة الكاملة بين القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى الأهداف المنشودة في تكامل الخدمات التأهيلية الشاملة"، وأوصى"المؤتمرون بإقامة عقد عربي للمعوقين"، وتتابع النشاط على الصعيد العربي"الهيئة التنفيذية للمنظمة العربية للمعوقين".
وأنجزت حكومة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل قانوني، وتم تنفيذ القاعدة الأساسية، ولكن المعوقين يواجهون الخوف في لبنان جراء التقلبات السياسية.
9
العقد العربي للمعوقين
وهنالك"العقد العربي للمعوقين"وهو يستوجب جهداً شعبياًّ وحكومياًّ لتطبيقه، وهو يتضمن خططاً جديرة بالتطبيق، وهو ثمرة نظرٍ في مسألة إعلان الفترة 2003 إلى 2010م، وقد صدر"العقد العربي للمعوقين"خلال اجتماع استضافته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، في بيروت في الفترة من 2 إلى 5 تشرين الأول/أكتوبر سنة 2002م، ونظمت المؤتمر جامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للمعوقين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان، والإسكوا، ومنظمات محلية، وإقليمية، ودولية معنية بالإعاقة.
وعُقد تحت شعار"ظروف المعوقين في العالم العربي: نحو عقد عربي للمعوقين"وحضر المؤتمر ما يزيد عن 250 شخصا، من بينهم وزراء عرب، ومسؤولون من 18 بلدًا عربياً، وخبراء، وممثلون دبلوماسيون، وممثلون لمنظمات غير حكومية. وحدد العق الأهداف الأساسية، وهي: التعليم"والصحة"والتشريعات"وإعادة التأهيل والعمالة"والنساء المعوقات"والأطفال المعوقون"وإمكانية الوصول والنقل"والعولمة والفقر والإعاقة"والإعلام والوعي"والترفيه والرياضة. وكذلك عقد"المؤتمر العربي الإقليمي بشأن المعايير المتعلقة بالتنمية وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات"في بيروت، 27/29 أيار/مايو سنة 2003م ، وشاركت فيه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسياالإسكوا، وجامعة الدول العربية، ووزارة الشؤون الاجتماعية في الجمهورية اللبنانية، وعُقدت على هامش أعمال ذلك المؤتمر جلستان جانبيتان خصصتا لصياغة التوصيات الصادرة عن المؤتمر، وإعلان بيروت حول الاتفاقية الدولية الشاملة المتكاملة لحماية وتعزيز حقوق المعوقين وكرامتهم.
10
الزمنى على الصعيد العالمي
وعلى الصعيد العالمي: تحركت اللجنة المخصصة لوضع اتفاقية دولية شاملة ومتكاملة لحماية وتعزيز حقوق المعوقين وكرامتهم، وعقدت اجتماعاتها في نيويورك، 16/27 حزيران/ يونيه 2003 م، و بعد ذلك نَصَّ قرارُ الجمعية العامة للأمم المتحدة"52/82"على مجموعة من الأولويات للإجراءات المتعلقة بالنُهج التطويرية للنهوض بالمعوقين في الإطار العريض لحقوق الإنسان، واستعرض التقرير التقدم المحرز في ثلاثة مجالات للإجراءات، وذلك على الصعيد الدولي، والصعيد الإقليمي، والصعيد الوطني، من أجل مواصلة تحقيق تكافؤ الفرص من قبل المعوقين، ومن أجلهم، وبمشاركتهم، وتضمن التقرير النقاط التالية:
"1: التقدم في وضع القواعد والمعايير من منظور الإعاقة.
2: التقدم في تحسين البيانات والإحصاءات المتصلة بالإعاقة.
3: التقدم في بناء القدرات والمؤسسات الوطنية من منظور الإعاقة".
إن الناظر في هذه المقررات والمؤتمرات وغيرها يجد أنها مازالت تحت المستوى الشرعي المطلوب، ولو أن حكومات الدول العربية والإسلامية أحيت الأوقاف المسلوبة لأمّنت حياة أفضل للذين وُقفت عليهم منذ عهد الخلافة الإسلامية الأموية سنة 41 ه/ 661م حتى إلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية سنة 1342ه/ 1924م، فالوثائق الأموية تشير إلى أن الخليفة عبد الملك بن مروان خصّص لكل أعمى قائداً يقوده عملاً بأحكام الشريعة الإسلامية، وهذا لم يتوفر في عالمنا المعاصر رغم التطبيل والتزمير للمؤتمرات والجمعيات والحكومات، فمتى تُطبق الأحكام الشرعية، وتُعطى لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم الشرعية؟ الجواب بانتظار هِمم أهل الخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.