كشف مسؤولون في الجيش الأميركي أن سجونه في العراق تضم اكبر عدد منذ غزو هذا البلد عام 2003، لافتين الى أنها تجاوزت قدرتها على الاستيعاب. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن هؤلاء المسؤولين أن فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين في سجن"أبو غريب"دفعت الجيش الى إجراء تغييرات على سياساته. وفي المعتقلات الآن حوالي 8900 شخص في ثلاثة سجون رئيسية، أي بزيادة ألف معتقل على عددهم في كانون الثاني يناير الماضي. ويضم"كمب بوكا"أكبر مركز اعتقال في العراق حالياً أكثر من 5640 معتقلاًً. أما الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وحوالي مئة آخرين من"البالغي الأهمية"فيحتجزهم الجيش الأميركي في"كمب كروبر"قرب مطار بغداد. ولفتت الصحيفة الى أن عدد المعتقلين الذين ينقلون يومياً الى"أبو غريب"يتراوح بين 20 ومئة. ورأى المحلل في مؤسسة "راند" بروس هوفمان أن على الجيش تجنيد عدد كاف من المحققين وضباط الاستخبارات العسكرية للنظر في وضع المعتقلين بسرعة، حتى لا يتحول الأبرياء منهم الى"أرض خصبة"للارهابيين. وكشف الكولونيل جونسون أن الجيش يدرس نقل المعتقلين من"أبو غريب"الى"منطقة آمنة"في محيط مطار بغداد، أي المنطقة ذاتها التي يقام عليها"كمب كروبر". وسيضم المركز الجديد حوالي 2500 معتقل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أن الجيش يعمل لتوسيع"كمب بوكا"في جنوب البلاد ليصبح قادراً على استيعات أكثر من ستة آلاف معتقل. وكانت حادثة في"كمب بوكا"في 31 كانون الثاني يناير الماضي سلطت الضوء على المخاطر المحتملة لنظام الاعتقال الأميركي في العراق، اذ قتل أربعة محتجزين وجرح ستة آخرون، بعدما أطلق حراس النار على معتقلين تمردوا عليهم باستخدام نقافات. لكن قادة أميركيين يقولون إن تمرد"كمب بوكا"لم يكن نتيجة الاكتظاظ، بل نجم عن"التنظيم العالي"في صفوف المعتقلين.