يصوّر المخرج علي عبد الخالق في استوديوات مدينة الانتاج الإعلامي ثالث تجاربه التلفزيونية من خلال مسلسل"أحلامنا الحلوة"من تأليف مجدي صابر, وبطولة فاروق الفيشاوي وأحمد بدير ونرمين الفقي وسوسن بدر وأحمد فؤاد سليم وشمس وعُلا غانم ودنيا. تدور أحداث العمل الذي تبدأ أحداثه منذ 1950 وإلى الآن، في 30 حلقة, حول قصة صعود شاب بدأ حياته فقيراً, عمل في ورشة ميكانيك, إلى أن أصبح واحداً من أهم رجال الصناعة في مصر. ويقول المؤلف صابر ل"الحياة":"يتعرض العمل الى قضية الكفاح وعدم الاستسلام لمصاعب الحياة مهما كانت قسوة الظروف التي قد تمنحنا أقل الأشياء التي تمنحها إلى الآخرين مثل التعليم، وهذا ليس نهاية العالم لأن الإنسان قادر على أن يتعلم من مدرسة الحياة وينجح ويتفوق إذا امتلك الإرادة والطموح والموهبة, وهذا ما حدث مع بطل المسلسل. كما يركز العمل على الأصالة والنُّبل في الشخصية المصرية, وأن ليس كل رجل أعمال فاسداً, وليست كل رحلة كفاح أو صعود ممتلئة بالشوائب, إلى جانب تقاليد الأسرة المصرية, والأُخوة الحقيقية. محطات واستنزاف ويشير صابر إلى أن العمل يتوقف عند محطات في غاية الأهمية منها الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي مثل ثورة يوليو, والقرارات الاشتراكية والتأميم ونكسة 1967 وحرب الاستنزاف وحرب 1973 والانفتاح, ويؤكد أن العمل مُتخيل وليس رصداً لشخصية حقيقية, ولكنه يلامس الواقع بنسبة كبيرة. ويضيف صابر:"لم استغل نجاح المسلسل الذي قدمته في الإذاعة في رمضان الماضي تحت عنوان"حكاية بندق"الذي لعب بطولته أيضاً فاروق الفيشاوي لأن قماشة العمل كانت تحتمل تحويله إلى عمل تلفزيوني برؤية مختلفة تماماً, وأنا سعيد بالتعاون مع المخرج علي عبدالخالق صاحب الخبرة الطويلة في مجال السينما والذي يُعد واحداً من أهم رموزها, وهو لا شك عندما يأتي إلى الفيديو فإنه يأتي برؤية جديدة من ناحية تكوين الكادر والإضاءة وتقطيع المشاهد والديكور وغيرها, وكل هذا يُنبئ أن العمل ستكون نتيجته النهائية متميزة وغير عادية". ويقول فاروق الفيشاوي:"أجسّد شخصية بندق أو محمود ويبدأ ظهوره منذ كان عمره عشرة أعوام حينما هاجر مع والده وأخواته الخمس إلى القاهرة بحثاً عن لقمة العيش, وكان الوحيد الذي ألحقه والده بالتعليم لأنه يفضله على أخواته. وفي القاهرة يموت الأب ويخرج محمود من المدرسة ليبدأ رحلة الكفاح الشاقة في سن العاشرة، ينفق على أخواته ويتحمل هذا العبء برجولة. وبعدما يؤدي رسالته تجاه شقيقاته, يحاول أن يبحث عن أحلامه هو وطموحه ويبدأ رحلة الكفاح والنضال إلى أن يصبح واحداً من أهم رجال الصناعة في مصر". حب صامت أما نرمين الفقي فتقول:"أجسد في العمل شخصيتين الأولى حِنَة صاحبة وكالة لقطع الغيار في وكالة البلح, ورثتها عن والدها شهدي, وهي تحب بندق في صمت لأنه لا يشعر بها لتعلقه بفتاة أخرى, ومع مرور الوقت يشعر بحبها له, فيبادلها المشاعر نفسها ويتزوجها بعد قصة حب بديعة, تكون بمثابة فاتحة الخير عليه فيكبر ويصبح صاحب ورشة واثنتين ثم وكالة لاستيراد السيارات من الخارج. فجأة تموت هذه الزوجة في عز شبابها بعدما تكون أنجبت له ولداً وبنتاً. أما الشخصية الثانية فهي شخصية ندى الإبنة التي يهتم بها الأب محمود اهتماماً كبيراً إلى أن تتخرج في الجامعة وتصبح استاذة في كلية الهندسة". من جهته، يقول أحمد بدير:"أجسد شخصية غزال إبن العمدة في القرية التي هاجر منها بندق وأسرته, وهو شاب لاهٍ وعابث وسِكّير, كل همّه مطاردة الفتيات, وبعد وفاة والده تؤول العمودية إليه, ويتزوج من إبنة المأمور. ومع قيام الثورة يتغير كل شيء, ويتم خلعه من العُمودية, ويبدأ في تبديد ثروة أبيه, وبعدما تضيع يبدأ في ممارسة النصب". وتجسد سوسن بدر شخصية أم محمود أو بندق"والدور يمتد طوال 55 عاماً, أجسد فيها كل المراحل العمرية وهي مثال للأم الصعيدية القوية التي تكون بمثابة صمام الأمان لأولادها وتتحمل الكثير من أجلهم, ويحفظ لها ابنها الجميل ويحرص على تلبية كل طلباتها بعدما يصبح رجل أعمال". وتجسد عُلا غانم شخصية هنية الأخت الكبرى, وهي الأخت المنفلتة التي تتسبب لأهلها في مشكلات كثيرة, و"تتزوج لتتخلص من الحياة الصعبة في بيت أهلها, ولكن زوجها يكون قيداً أقسى صعوبة, وتحاول تعويض أولادها الحرمان الذي عاشته, ولكنها تجد صعوبة كبيرة". أما شمس فتجسد شخصية فتحية الأخت الثانية لبندق"وهي فتاة متطلعة, وذات أحلام كبيرة, ولا يعجبها أي شيء, وهي تركيبة شبه معقدة, تعاني من الفقر مع زوجها, وعندما تتحسن أحوالها تتغير لدرجة أنها الوحيدة التي تقف في وجه شقيقها بندق وتكون نهايتها مأسوية". ويقول المخرج علي عبد الخالق إنه تحمس كثيراً لهذا المسلسل لدرجة أنه بسببه اعتذر عن ثلاثة مسلسلات أخرى,"لأنه عبارة عن دراما اجتماعية خالصة وهذه النوعية تنجح في شكل كبير لأنها تمثل دراما الأسرة المصرية، وهو عبارة عن قصة صعود أسرة مصرية بسيطة جداً، تصل إلى القمة بشرف وبمبادئ, ونحن في حاجة إلى مثل هذه القدوة وأن تظهر الأشياء المشرقة في حياتنا". اعتزال ما وعن إعلانه اعتزال الاخراج السينمائي يقول عبد الخالق:"اتخذت القرار لأنني أقدم في التلفزيون ما أريده مثلما كنت في السينما, ولا توجد أي فروق، فالمواضيع جيدة, وفريق العمل والممثلين والانتاج, إلى جانب أن مساحة الرؤية في التلفزيون التي أصبحت كبيرة جداً لكثرة عرض العمل وتكراره على كل المحطات الفضائية, وهذا يجعلك موجوداً في شكل مستمر, وبكثافة أكثر من السينما, وهذا المسلسل تحديداً قريب من الجو الذي كنت أقوم به في السينما, على خلاف مسلسليّ السابقين"نجمة الجماهير", و"أصحاب المقام الرفيع", اللذين كانت تغلب عليهما الرومانسية". أما المنتج محمد زين فيقول:"الانتاج بنظام المنتج المشارك بين شركة صوت القاهرة والشركة التي يمتلكها أمير إبراهيم شوقي وتزيد كلفته الانتاجية عن الستة ملايين من الجنيهات لأن مراحله الزمنية المختلفة تتطلب التصوير في أماكن كثيرة منها الاسكندرية وشرم الشيخ والغردقة وقرى الصعيد والمناطق النائية, إلى جانب الديكورات, والمصانع, والورش, ونتمنى عرض العمل في رمضان".