اتهم سكرتير"المبادرة الوطنية الفلسطينية"الدكتور مصطفى البرغوثي اسرائيل بممارسة تطهير عرقي في حق السكان العرب في القدسالمحتلة، وانتقد في الوقت نفسه موقف السلطة الفلسطينية مما تقوم به اسرائيل على الارض من تسريع بناء"الجدار الفاصل"في الضفة الغربية وتكثيف اعمال الاستيطان فيها. وتزامن ذلك مع فتح اسرائيل اقسام تحقيق خاصة للمواطنين المقدسيين الذين يعبرون الحواجز التي تحاصر المدينة المقدسة للوصول الى باقي مدن الضفة الغربية. واكد البرغوثي في مؤتمر صحافي عقده في رام الله امس،،، مستنداً الى خرائط ومعلومات موثقة،، ان مسار الجدار الذي تشيده اسرائيل يتطابق وحدود المناطق التي خضعت لسيطرة السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات اوسلو والمصنفة مناطق أ ويمس حياة نحو 800 الف فلسطيني ويصادر ما نسبته 58 في المئة من اراضي الضفة الغربية ويعزل التجمعات السكنية المدينية الفلسطينية الى كانتونات معزولة ومفصولة عن بعضها بعضاً، فيما يبقي على معظم الريف الفلسطيني محاصراً بأحزمة استيطانية ضخمة تلتهم اراضيه الزراعية. ولفت الى ان اسرائيل ورغم الحديث المسهب عن"تعديل"مسار الجدار الذي تقيمه، ماضية في تنفيذه كما هو، مستبدلة"الجدار"في بعض المناطق بمنشآت اخرى مثل شق الطرق التي تقوم بعمل الجدار تماماً في عزل قرى بأكملها وقطعها عن محيطها الجغرافي كما يحدث في منطقة القدس التي ستتحول قراها الى اربع كانتونات معزولة، كما في منطقة اللطرون شمال غرب القدس حيث يوشك الانتهاء من اقامة شارع رقم 433 والذي سيعزل القرى الواقعة في هذه المنطقة مثل بيت سيرا وبيت دقو وقطنة والتي ستحصر في سجن واحد بينما توضحت ملامح"كانتون"اخر سيحصر داخله قرى الجديرة وبير نبالا والجيب. وتواجه قرى بيت اكسا والنبي صمويل وبيت سوريك وغيرها المصير ذاته. وقال البرغوثي ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تنفذ"بهدوء"عملية تطهير عرقي ممنهجة ضد المقدسيين، ستتجلى في تموز يوليو المقبل عندما تنتهي من محاصرة القدسالشرقية من جميع الجهات بالجدار وتضع المقدسيين امام معادلة البقاء في بيوتهم ومنازلهم والتخلي عن اماكن عملهم وارتباطهم وتواصلهم الثقافي والاجتماعي مع طرفي الحاجز من جهتيه الشمالية رام الله وما بعدها باتجاه شمال الضفة والجنوبية بيت لحم وما بعدها باتجاه جنوب الضفة. وحذر من ان المخطط الاسرائيلي المعلن عن توسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"شرق القدس الذي سيلتهم ما يزيد عن 62 كيلومتراً، ما يعني زيادة في توسيع حدود"القدس الكبرى"لكي تصبح"اكبر"بقضم اراض تابعة لمحافظتي رام الله شمالاً وبيت لحم جنوباً. وانتقد البرغوثي أداء السلطة الفلسطينية على الصعيدين السياسي والداخلي، ودعا الى وقف الاتصالات مع اسرائيل مشيراً الى ان الاخيرة تستخدمها"غطاء"أمام العالم لاستكمال تنفيذ مخططها التهويدي للضفة الغربية. على صعيد متصل، كثفت الحواجز الاسرائيلية المقامة عند مداخل القدس مراقبتها تحركات المقدسيين الذين يجتازون الحواجز لزيارة اقاربهم في بيت لحم او رام الله. وكشفت صحيفة"هآرتس"العبرية ان جنوداً اسرائيليين وموظفين من"شركة خاصة"يقومون بتسجيل المقدسيين الذين يعبرون حاجز"قلنديا"شمال القدس، فيما تسجل لوحات تسجيل سيارات المقدسيين على حاجز"عطروت"القريب. اما على حاجز"الكونتينر"المقام على الطريق الوحيد المسموح للفلسطينيين التنقل من خلاله من شمال الضفة الى جنوبها، فيسلم الجنود المقدسيين العائدين الى مدينتهم اوامر استدعاء"للتحقيق"بسبب"مخالفتهم اوامر اللواء"في اشارة الى منع المقدسيين من الوصول الى الضفة الغربية وهو قانون فرضته اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة.