سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وعدا السلطة ب"درس الرد" على الخطط الاسرائيلية وحضاها على التركيز على خطة "فك الارتباط" . المبعوثان الاميركيان يؤكدان لقريع ان واشنطن لا تعتزم الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان
طالب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء الادارة الاميركية باتخاذ"موقف واضح وحازم"ازاء التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما يشمل"الجدار الفاصل"الذي تقيمه اسرائيل على حساب الاراضي الفلسطينية ومستقبل الدولة العتيدة، فيما شددت واشنطن على ضرورة"التركيز"على خطة"فك الارتباط"الاسرائيلية الاحادية الجانب باعتبارها"اللعبة الوحيدة"في المنطقة في الوقت الحالي، واعدة ب"درس"الرد الاميركي على ما تقوم به اسرائيل. جاء ذلك خلال اللقاء الذي ضم رئيس الوزراء الفلسطيني والمبعوثين الاميركيين للمنطقة نائب مستشار الامن القومي الاميركي وليام أبرامز ومساعد وزير الخارجية ديفيد ولش في رام الله في اطار سلسلة من الاجتماعات التي يعقدها المسؤولان مع مسؤولين فلسطينيين، بمن فيهم وزير الداخلية والامن العام اللواء نصر يوسف ومسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات، وذلك تزامناً مع اعلان اسرائيل نيتها بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في ثلاث كتل استيطانية ضخمة شمال الضفة ووسطها وجنوبها. وقال"ابو علاء"في تصريحات ان خطط التوسع الاستيطاني التي أعلنها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز"تحتاج الى موقف اميركي واضح لا مجاملة فيه، وموقف عربي وفلسطيني يضع هذه القضية فوق كل القضايا... لا يوجد ما هو أهم من القدس والجدار والاستيطان، وكل قضية ما دون ذلك تفاصيل". ورأى الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة ان زيارة المسؤولين الاميركيين تكتسب اهمية خاصة كونها"زيارة على المستوى السياسي وليست في الاطار الفني ولا تتعلق بالامن او الاقتصاد". وأضاف ان الجانب الفلسطيني نقل خلال الاجتماع الذي حضره القنصل الاميركي العام في القدسالشرقية ديفيد بيرس"القلق الشديد ازاء ما تقوم به اسرائيل عملياً من تهويد لمدينة القدس وتوسيع المستوطنات، والذي لا يصب في مصلحة محاولات التهدئة ولا يساعد في خلق اجواء من الثقة". واكد حليلة ان رئيس الوزراء الفلسطيني طالب الاميركيين بعدم الاكتفاء بمطالبة اسرائيل ب"توضيحات"في شأن قرار بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة"معاليه ادوميم"المقامة على بعد خمسة كيلومترات شرق مدينة القدس، بل"اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف الاستيطان في محيط القدس والمناطق الفلسطينية الاخرى". وقال ان الجانب الاميركي"وعد بدرس الرد الاميركي على ما تقوم به اسرائيل"، مطالباً الجانب الفلسطيني في الوقت نفسه ب"عدم التخلي عن التزاماته بالاصلاح وتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ". وكانت مصادر اسرائيلية أعلنت في وقت سابق عن مصادرة 300 دونم من اراضي الفلسطينيين تابعة لمدينة قلقيلية وبلدة عزون شمال الضفة لمصلحة بناء مقطع آخر من"الجدار الفاصل"الذي اوشكت السلطات الاسرائيلية على الانتهاء منه في منطقة شمال القدس، فيما تتكفل الوحدات الاستيطانية الجديدة المزمع اقامتها في مستوطنة"معاليه ادوميم"شرق المدينة نفسها، في عزل المدينة تماماً عن بقية الضفة وضمها في اطار هذا الجدار الى حدود"القدس الكبرى"التي"ضمتها"الى حدود الدولة العبرية. وتسابق الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون، الزمن لاستكمال ما يمكن انجازه قبل بدء الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات هناك لترسيخ سيطرتها الفعلية والنهائية على الضفة من خلال الجدار وتكثيف الاستيطان. واستبعد شارون خلال لقائه المبعوثين الاميركيين تجميد خطط توسيع"معاليه ادوميم"، مشيراً الى ان الضوء الاخضر الذي أعطته وزارة الدفاع لهذه الخطة نهائي. واوضح ان هذا الضوء للمشروع وليس لتنفيذه. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة"في هذا الخصوص ان الجانب الاميركي أوضح للفلسطينيين انه وان كان"يتحفظ"على خطط التوسع الاستيطاني في الضفة، الا ان على الجانب الفلسطيني ان يركز في هذه المرحلة فقط على الخطة الاسرائيلية. واضافت ان الاميركيين"لا ينوون الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان بسبب الازمة الداخلية التي يعاني منها شارون". في مقابل ذلك، كشفت مصادر اسرائيلية ان"قائد المنطقة الوسطى"اي الضفة الغربية في الجيش الاسرائيلي يسرائيل نافيه ابلغ المستوطنين الذين يقطنون في اربع مستوطنات شمال الضفة تشملها خطة"فك الارتباط"ان منازلهم"ستسوى بالارض حتى لا يتمكن الفلسطينيون من رفع الاعلام على انقاضها". ونقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"عن نافيه القول ان الجيش الاسرائيلي سيقيم قواعد عسكرية في هذه المستوطنات بعد هدمها. واضاف:"خلافاً للوضع في قطاع غزة حيث نخرج ونغلق وراءنا الابواب، ليست لدينا نية مغادرة يهودا والسامرة الضفة، نحن سنبقى هنا بهذا الشكل او ذاك مئات وآلاف السنين". اختفاء قضية الجدار من الاجندة الدولية وفي سياق متصل، حذر المقرر الخاص لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الاممالمتحدة جون دغارد من"اختفاء"قضية الجدار الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية من"الاجندة الدولية كموضوع ذي اولوية". واعتبر في مؤتمر صحافي عقد مساء الاربعاء على هامش اعمال الدورة الحادية والستين للجنة حقوق الانسان في جنيف، ان قضية الجدار"تمثل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، وهو ما يتطلب فاعلية اكثر في التعامل معها من جانب الاممالمتحدة، خصوصاً بعد رأي محكمة العدل الدولية القاضي بعدم شرعية الجدار".