منذ حصول اعتداءات مدريد العام الماضي، يشهد المجتمع الاسباني مفاجأة تلو الاخرى مع كل اعتقال جديد. منذ يومين لم يكن يفهم اسباب اعتقال عامل تصليح الادوات الكهربائية السوري مهند ملاح علماً انه كان اوقف واطلق نهاية آذار مارس 2004 . وخيمت تساؤلات عن سبب اعتقال مهند ملاح بمفرده يوم الجمعة الماضي، علماً ان وزارة الداخلية ابرزت اهمية شقيقه"المتشدد"معتز بين اعضاء المجموعة التي خططت ونفذت الهجمات. وتبين في ما بعد ان قاضي المحكمة الوطنية خوان ديبل اولمو اصدر امراً بالبحث والتحري عن معتز واعتقاله، فحصل ذلك في لندن نهاية الاسبوع. ويمثل معتز اليوم الاثنين امام القضاة البريطانيين في محكمة بو ستريت. وفي وقت يتهم المحققون الاسبان الشقيقين بتجنيد شبان ودعوتهم الى محاضرات يلقيها علماء عن مبادئ الفكر الجهادي، لارسالهم في ما بعد الى الخارج. وخصص لذلك مركز خاص شرق مدريد استأجره معتز شخصياً لهذه الغاية. واكتشف المحققون ان معتز إمام وداعية يعيش في لندن. كما تبين لهم ان سرحان فخيت التونسي وجمال احميدان الصيني وعبد النبي كنجه الذين انتحروا في منزل في ضاحية ليغانيس مع اربعة آخرين في الثالث من نيسان ابريل الماضي، كانوا على علاقة بهذا الامام وقد اتصلوا به مرات عدة في لندن قبل تفجير انفسهم لدى تطويق الشرطة منزلهم. وتعمل السلطات الاسبانية على تحديد هوية"متشدد"انتقل الى العاصمة البريطانيه للقاء معتز قبل الاعتداءات. وتبرر الشرطة اعتقال مهند العام الماضي، بالمعلومات التي حصلت عليها من شرطة لندن عن الاتصالات الهاتفية والتي لم تكن كافية لاتهام الشقيق". وبعد التدقيق في كل المعلومات، توصلت الى نتائج تؤكد امكان تورط الشقيقين في اعتداءات 11 آذار الماضي، خصوصاً ان متهمين من الدرجة الاولى مثل"التونسي"والسوري باسل غليون والمغربي المعتقل مصطفى المأموني، كانوا بين المحاضرين عن الجهاد. كما كشفت تورطهما بعلاقة مع ربيع عثمان السيد محمد المصري الذي اعتقل في ايطاليا وتسلمته اسبانيا موقتاً ومتهمين آخرين بالانتماء الى الخلية الاسبانية لتنظيم "القاعدة".