بعد سنوات طويلة من تشجيع الأهل والأصدقاء الذين توقّعوا لها النجاح في عالم الفن والنجومية, وبعد سنوات من دراسة التمثيل, والمشاركة في عدد من الأفلام والمسرحيات, جاءت الفرصة لمايا نصري لتنطلق في عالم الموسيقى من خلال برنامج "كأس النجوم" الذي وضعها على أول الطريق, لتبدأ تحقيق أحلامها وتصل بأغانيها إلى الجمهور العربي في كل مكان. "الحياة" التقتها وكان معها هذا الحوار: ماذا أعطتك البرامج التلفزيونية؟ -أعطتني ثقةً بنفسي وجعلتني قريبةً من الجمهور. هل كنت تتوقعين نجاح البوماتك الغنائية؟ - نعم كنت اشعر بذلك منذ سماع الأغاني للمرة الأولى. أسعدني كثيراً أن ألبومي الأول "أخبارك ايه" حقق نجاحاً كبيراً. فمنذ بداية دخولي عالم الغناء، وأنا أهتم باختيار الأغاني ذات الطابع الرومانسي البعيد عن الضوضاء. لم أشعر لحظة واحدة وأنا أختار هذه النوعية من الأغاني أنني أسير عكس التيار, فالجمهور يحب سماع الأغاني الرومانسية الهادئة. هل تدعمين مسيرتك بدروس في الغناء؟ - طبعاً. فمن يحب التميز يحب صقل موهبته. من هذا المنطلق، تجدني أتدرب في شكل منتظم على الغناء الشرقي وعزف العود. هذا فضلاً عن عشقي للتمثيل الذي أدرسه في معهد أكاديمي. كيف ترين وضع الأغنية العربية اليوم؟ - لا أحد ينكر التقدم التقني الذي طرأ على الأغنية سواء من ناحية الآلات الموسيقية المستخدمة أم التسجيل في الاستوديوات أم التوزيع. وهنا أود تأكيد أنني سعيدة بكوني أعيش في هذا العصر، لذا لم أشعر يوماً بالتمرد. أحب العصر الحالي الذي أعيش فيه بكل حسناته ومساوئه. هل تعثرين بسهولة على كلمات أغانيك؟ - مسألة اختيار كلمات الأغاني هي من الأمور الصعبة التي تواجه كل المطربين، فنحن اليوم نفتقد فعلياً للصورة الكلامية المعبرة، على رغم وجود شعراء متميزين. أعتقد بأن سبب هذه الفجوة يعود لكوننا لا نعطي الشاعر أي مساحة للإبداع، فعدد المطربين بازدياد ملحوظ وعالم الموسيقى يطلب أغنية جديدة كل يوم. عندما دخلت عالم الفن، من هي النجمة التي كنت تحاولين التشبه بها؟ - كنت أحلم بأن أكون مثل نوال الزغبي، فهي فنانة محبة ومخلصة. نوال فنانة كبيرة وأحلم بأن أصبح مثلها, وكذلك سميرة سعيد وأصالة. أحسد المطربة أصالة على صراحتها ووضوحها. فعلى رغم تمتعها بقاعدة جماهيرية كبيرة، لأصالة قدرة على المواجهة, وعلى قول الحقيقة من دون خوف أو تردد? وهل تملكين القدرة نفسها على المواجهة؟ - لدي القدرة على المواجهة لكن ليس مثل أصالة, فأنا مسالمة لأقصى الدرجات. ولهذا السبب تظهرين في أغانيك فتاة مهزومة؟ - وهل الحب هزيمة؟ هذا غير صحيح، من حق الحبيب أن يتودد برقة للطرف الآخر. أعتبر الحب انتصاراً, لذا جو أغاني مفعم بالحب والرومانسية وهذا يسعدني كثيراً. الواضح انك تعيشين قصة حب؟ - نعم، أنا أعيش اليوم قصة حب. هل صحيح أن الجمال أصبح من أهم شروط نجاح المطربة ؟ - لا أحد ينكر أن كثرة القنوات الفضائية أدت إلى تغيير طفيف في العوامل المساعدة في نجاح المطرب أو المطربة, فالشكل اصبح اليوم من أهم العناصر, وبالتالي يجب أن تكون المطربة ذات صوت بديع, وشكل جميل, ومع هذا فأنا أميل إلى الشرط الأول. هل تحبين اتباع الموضة؟ - أحب الموضة اذا كانت تناسبني. أتابع خطوط الموضة, واختار ما يناسبني من هذه الألوان والأشكال? قيل أنك أجريت الكثير من عمليات التجميل، فشكلك اختلف كثيراً اليوم عن الشكل الذي ظهرت به في برنامج "كأس النجوم"؟ - أجريت عملية تجميل واحدة فقط في أنفي، وذلك لإزالة عظمة صغيرة. وهذه العملية بسيطة للغاية. هل يصب عملك في أكثر من مجال فني في مصلحتك كمغنية ؟ - عملت في الإعلانات وعروض الأزياء والتقديم التلفزيوني والسينما, واليوم أغني. ولا أرى في ذلك عيباً. حاولت أن أخرج الطاقات الكامنة فالإنسان تكون عنده طاقات ويجب أن يُخرجها وهذا ما فعلته حتى وصلت في النهاية لمرحلة الغناء, أفادتني كثيراً تجربة الإعلانات وعرض الأزياء، على رغم أنني لم أشارك إلا في ثلاثة عروض فقط. وهل من الممكن أن توافقي اليوم على تقديم الإعلانات وعروض الأزياء؟ - اذا كانت الفكرة تخدم طريقي الفني والغنائي سأقدمها, ولا أعتقد بأن هناك مشكلة في تقدم للإعلانات أو عروض الأزياء. المهم أن يساعدني ذلك في صورتي كمغنية. هل يوجد اختلاف بين عملك كممثلة وعملك مطربة؟ - من الناحية الفنية لا يوجد اختلاف. إلا أنني عندما اقف أمام كاميرا السينما أو التلفزيون لتجسيد أحد الأدوار لا أكون أنا. لكنني عندما أغني أكون أنا. في أغاني أقدم أحاسيسي ومشاعري الخاصة. أما في التمثيل فأنا أجسد مشهداًً كتب في السيناريو. هل تهتمين بتقديم كل ما يريده الجمهور؟ - بالطبع لا. لا يعقل أن أقدم فقط الفن الذي يريده الناس, أود التقديم الجيد الذي يشد الناس، لا الرديء الذي يرضي بعض الأذواق. وعلى رغم أنني أعيش في عصر الأغنية الشبابية الإيقاعية السريعة، إلا أنني أحاول تقديم الكلمة الجيدة واللحن المميز ويكون أداؤها صعباً.